منوعات-384

أرسطو أوناسيس ..قصة شاب يوناني هرب الي الارجنتين واصبح اشهر ملياردير في العالم

 
أرسطو أوناسيس من مواليد 15 مارس 1900 وهو رجل أعمال يوناني كان يعد من أغنى رجال العالم، كون مليونه الاول وهو فى عمر الـ 25 عام ، وكان يردد دائما لا تسألونى عن المليون دولار الأول. 
نشأ فى إزمير بالدولة العثمانية لعائلة يونانية من الطبقة المتوسطة، وبعد الحرب العالمية الأولى، انتقلت عائلته إلى اليونان عام 1923، ولم يعود لها سوى في عام 1959 بعدما كان قد أصبح مليونيرا شهيرا وكانت برفقته ماريا كالاس  المغنية الشهيرة والمرأة التي أحبها طيلة حياته، وبعد انتقال عائلته الى اليونان، وجد أوناسيس مكانا له على ظهر سفينة متجهة إلى الأرجنتين ذات يوم سنة 1923، اشترى يومها بطاقة سفره ب75 دولارا أميركيا.
 
 
 
عندما وصل أوناسيس إلى مدينة بيونس ايرس الأرجنتينية،  اقترب منه رجل وقال له: هل أنت يوناني؟ فاجابه بـ "نعم": إن اسمي بيتساليس، كان تاجرا ينتظر الوافدين الجدد كي يستمع إلى أخبار البلاد. وأصبح الرجلان صديقين حتى النهاية رغم فارق العمر الكبير.
رغم الثروة الهائلة التى كونها أوناسيس والحياة السخية التى عاشها إلا انه واجهته ظروفا صعبة في بداية حياته،  ومارس العديد من الأعمال «الصغيرة» كان أولها عامل هاتف حيث كان يعمل طيلة الليل أحيانا وينام في النهار، وأثناء ممارسته تلك المهنة كان يسترق السمع إلى «محادثات مهمة» بين وسطاء تجاريين ومنهم أن الفارق في الزمن بين بيونس ونيويورك يعطي هامشا زمنيا لمدة ساعتين يستطيع الاستفادة منهما في الأسواق.
 
 
وهكذا بدأ أوناسيس بالمضاربة والتجارة في الجلود والزيوت، واشترى بزة جديدة وأحذية وأصبح يعيش حياة «مزدوجة» كعامل مقسم بسيط في الليل و وسيط تجاري  في النهار، كان يقول: "النوم يعني سرقة وقت من الحياة". لذلك لم يكن ينام آنذاك سوى ساعات قليلة، وكانت تلك عادة رافقته طيلة حياته.
بعد ذلك فكر فى تجارة التبغ التركى والذى كان من أفضل انواع التبغ فى العال، وكانت باريس آنذاك تدخن سجائر «النيل» المصرية. وهكذا قام أوناسيس بأول صفقة تجارية له عبر الأطلسي، واستطاع بعدها أن يعقد صفقة قيمتها عشرة آلاف دولار بحيث كانت عمولته هي 5% منها.

 
 
وكان أوناسيس قد كتب على أول متجر للتبغ امتلكه عبارة: "مستورد التبغ الشرقي". وأخذت أعماله تتقدم بعد أن تنوعت ووصلت إلى عالم الأوبرا وعلب الليل.
بعد ذلك اتجه أوناسيس بنشاطه التجاري نحو عالم النقل البحري، إذ كان على قناعة أنه «توجد أموال كثيرة» في هذا العالم لاسيما وأن «كل شيء قابل للبيع» وبالتالي النقل، وعندما كانت أزمة 1929 الاقتصادية الشهيرة قد بدأت ترتسم معالمها في الغرب وعلى الصعيد العالمي جرى تعيين أوناسيس نائبا لقنصل اليونان في الأرجنتين، أي حصل على مكانة تجعله لا يدفع الضرائب ومشمول بالحصانة الدبلوماسية ويستطيع الحصول على العملات الصعبة المطلوبة.

 
 
هكذا شهدت الأرجنتين ألف سفينة يونانية كل عام، أي ما مثّل كميات هائلة من البضائع ولكن أيضا من الأموال  لقد كان أوناسيس في المكان المناسب وفي اللحظة المناسبة. 
وبالطبع تحظى النساء بمكانة هامة في سيرة حياة أوناسيس، أن هناك امرأتين  كان لهما دور مركزي في حياته، وفي صنع أسطورته أيضا، هما ماريا كالاس التي أحبها حتى موته وجاكلين كندي التي جعلته يدفع الكثير من ثروته.

أما باقي علاقاته التي تشكل قائمة طويلة جدا فقد تعامل معها، كما تعامل مع صفقاته، في محيط غارق بالحقد والثروة والشهرة. كانت «أوديسة» هوميروس هي كتاب أوناسيس المفضل، ومثل أحد أبطالها مات ذات يوم من شهر مارس 1975 مات أوناسيس في جزيرته الصغيرة وسط البحر وهو يمسك بيده «الوشاح الأحمر» الذي كانت قد أهدته له ذات يوم ماريا كالاس.
 

 
لكن بمقدار ما كانت الحياة سخية معه، عرفت أيضا كيف تجعله يتذوق طعم المرارة والألم، فابنه الوحيد مات مقتولا بحادث طائرته وابنته الوحيدة عاشت سلسلة لا تنتهي من الانهيارات العصبية.
وهناك جملة قالها ذات يوم وهى شكلت مسيرته التى حددها لنفسه طيلة حياته تقول هذه الجملة: "البعض يريدون كل شيء من شيء ما، لقد أراد الحصول على كل شيء من مال ونساء وسعادة، وقد حصل على كل ما أراد ابتداء من جزيرته "فردوسه" الخاصة إلى أرملة أشهر رجل في العالم في فترته أي جاكلين كندي، زوجة الرئيس الأميركي الراحل جون كندي". 
توفي أرسطو أوناسيس في 16 مارس 1975 في فرنسا عن عمر يناهز 69 وورثت ابنته كريستينا أوناسيس نصف ثروته طبقا لوصيته والنصف الآخر أقام به مؤسسة باسم ابنه ألكسندر.
أما حفيدته أثينا أوناسيس روسيل (29 يناير 1985) وهي الوريثة الوحيدة له الباقية من أسرته وتتربع على الثروة المتناثرة في جميع أرجاء العالم وتعتبر أغنى امرأة في العالم.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى