الخارجية الأمريكية تحذر من استخدام مطار وادي سيدنا بالسودان

حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من استخدام مطار وادي سيدنا بالسودان اعتبارًا من اليوم بسبب تهديدات أمنية.
والمطار الذي يبعد 22 كيلومترا عن العاصمة الخرطوم استخدم خلال الأيام الماضية لإجلاء رعايا أجانب من السودان.
ومثل المطار بديلا أفضل من مسار بري غلى بورتسودان في الشرق، حيث كان الطريق محفوفا بالمخاطر.
وكانت البيت الأبيض قد أشار قبل يومين إلى أن على الأمريكيين في السودان اتخاذ قرارات بشأن مغادرة البلاد في ضوء غياب مؤشرات عن تحسن الوضع الأمني.
ويقع مطار وادي سيدنا قرب الخرطوم على بعد 40 دقيقة فقط بالسيارة من العاصمة السودانية. لكن تعرض طائرة إجلاء تركية لإطلاق نار وهي تقلع من المطار، حرك كثير من التهديدات الأمنية لعمليات الإجلاء.
وفي منتصف الشهر الجاري اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم وامتد إلى مدن أخرى في البلد الأفريقي الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة.
وفشلت الجهود الدولية في احتواء المعارك، رغم محاولات لتثبيت هدن شهدت خروقات.
وتراجعت حدة الاشتباكات خلال اليومين الماضيين ما سرع جهود إجلاء الرعايا الأجانب.
وتشهد السودان تصعيدا كبيرا في وتيرة العمليات القتالية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وذلك على الرغم من إعلان 3 هدنات إنسانية بين الجانبين، إلا أنها لم تنجح في تحقيق وقف إطلاق النار.
فشل هدنات وقف إطلاق النار في السودان
ومن جانبه قال الدكتور محمد الشيمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إن فشل جهود الوساطات لوقف القتال في السودان والتي تبنتها أطراف دولية وإقليمية يعود إلى أن معظم المبادرات المطروحة لم تمس طبيعة الصراع نفسه ودون استكشاف الوضع الحالي داخل السودان وطبيعة الموقف السوداني المتشابك بعدد من المصالح الدولية والإقليمية.
دور القوى الإقليمية والدولية
وأكد في تصريح أن القوى الإقليمية تعمل على جعل هذه البيئة اختبارية من خلال اختيار عدد من البيئات الإقليمية والأدوار داخلها بإثارة عدد من الأزمات وبالتالي طبيعة الأزمة السودانية الحالية هي أزمة لا زالت عالقة لتكوين مواقف دولية وإقليمية لتحقيق توافق حول أهداف محددة لإدارة الأزمة ودون تحديد هذه الأهداف ستظل كافة المبادرات والوساطات المطروحة بشأن وقف القتال بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع أسيرة لحالة عدم التوفيق وحتى يمكن للقوى الإقليمية والدولية بلورة إطار محدد لمواقفها تجاه الأزمة.
غياب حسن النوايا
وتابع: عدم الرغبة في الصلح بين أطراف الصراع في السودان وعدم إبداء حسن النوايا بين طرفي الصراع وصل بهم إلى هذه الحالة نتيجة عدم وجود أرضية مشتركة بين الطرفين لحل الخلافات ومن هنا فإن فقدان الثقة بين الطرفين حول الصراع إلى صراع دموي وبالتالي تدخل أطراف دولية لأحداث التوافق بين الطرفين ضرورة حتمية لإنهاء الصراع في السودان وإلا ستظل المبادرات المطروحة لوقف القتال أسيرة لحالة عدم التوافق.