دور مجلس الحرب الإسرائيلي في صراع غزة.. من يصنع القرار؟
منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم، بعد تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أودت بحياة الآلاف وألحقت أضرارا جسيمة بالسكان والبنية التحتية، كان لمجلس الحرب دور كبير في اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالصراع مع غزة.
وخلال هذه الفترة، تزايدت حدة النزاع، وشهد القطاع سلسلة من الهجمات الإسرائيلية الجوية والبرية، وكان لمجلس الحرب الإسرائيلي يد في تحديد سياسات التعامل مع الأوضاع الميدانية والإنسانية، مما أثر على مسار النزاع بشكل كبير وكذلك على مجريات الأحداث وتطوراتها في المنطقة.
آلية مجلس الحرب الإسرائيلي في صنع القرار
عمل مجلس الحرب بشكل مستمر على صياغة استراتيجيات عسكرية وتكتيكات ميدانية بهدف السيطرة على الوضع الميداني وتعزيز الموقف الإسرائيلي في النزاع، تحديد استراتيجيات الهجوم والدفاع، ومتابعة العمليات العسكرية على الأرض.
وتزايدت التساؤلات حول كيفية صنع القرار داخل مجلس الحرب الإسرائيلي وآلية اتخاذه للخطوات الاستراتيجية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويُعد مجلس الحرب أصغر هيئة سياسية وأمنية في إسرائيل، مكلفة باتخاذ القرارات السياسية في زمن الحرب.
تطورات آلية مجلس الحرب الإسرائيلي منذ تأسيسه
وتشكل هذا المجلس بعد هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته فصائل حركة حماس الفلسطينية داخل إسرائيل، وضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس هيئة الأركان السابق بيني جانتس، كما شارك في المجلس بصفة مراقب كل من قائد الأركان السابق جادي أيزنكوت، ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر.
ويتمتع هذا المجلس بصلاحيات اتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب دون الحاجة إلى موافقة الكنيست أو البرلمان الإسرائيلي.
ويُعتبر ذلك خطوة ضرورية نظرًا لكبر حجم الحكومات الإسرائيلية التي تتألف في بعض الأحيان من أكثر من 30 وزيرًا، مما يجعل عملية اتخاذ القرارات السياسية أمرًا معقدًا للغاية.
ولذلك، تبنّى رؤساء الوزراء الإسرائيليون منذ فترة رئاسة جولدا مئير في سبعينيات القرن الماضي فكرة إنشاء دائرة صغيرة من صناع القرار، لتسهيل وتسريع عملية صنع القرار في أوقات الأزمات.
وقد خلق تعقيد المؤسسات الحكومية في إسرائيل، بالإضافة إلى الحفاظ على سلطات مجلس الوزراء الرسمية، مساحة لأعضاء الحكومة، خاصة اليمينيين، لمحاولة تحدي قرارات مجلس الحرب والمطالبة بإعادة النظر فيها.
كيف سيتأثر مجلس الحرب بعد استقالة «جانتس»؟
وعندما قرر بيني جانتس الانضمام إلى مجلس حكومة الحرب بعد اندلاع الصراع لمدة أربعة أيام، وضع خلافه مع رئيس الحكومة نتنياهو جانبًا، إلا أنه بعد مرور شهور من الحرب، شعر بعجزه عن تحقيق أي تأثير، فقرر الانسحاب والاستقالة، وفقًا لشبكة “العربية” الإخبارية.
وفي الواقع، استفاد نتنياهو من وجود جانتس في حكومته، حيث أنه منحها غطاءً داخليًا وخفف من ضغط الشارع الإسرائيلي الذي نتج عن هجوم “طوفان الأقصى” في ذلك الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم جانتس في تحقيق التوازن في حكومة نتنياهو، خاصة مع وجود شخصيات متطرفة مثل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير.
ومع خروج الوزير المستقل بيني جانتس من حكومة نتنياهو، سيتعرض الأخير للعديد من التحديات الداخلية والخارجية، وعلى الرغم من أن خروجه لن يؤدي إلى انهيار ائتلاف نتنياهو الذي يحتفظ بأغلبية 64 عضوًا في الكنيست، إلا أنه قد يزعزع ثقة الجمهور في قدرة الحكومة على الإدارة الفعالة، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد التوترات السياسية في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعزز خروج جانتس من الانقسامات داخل الائتلاف ويؤدي إلى زيادة التوترات بين الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة.
إلا أنه قد يؤثر سلبًا على استقراره، ويعزز الأزمة السياسية في إسرائيل، وخاصة مع استمرار الحرب على قطاع غزة.