«شتاء بلا مأوى أو مساعدات».. تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بعد قرار الأونروا «الصعب»
![](https://alhayahnews.com/wp-content/uploads/2024/12/20241201235757503.jpg)
تتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة على القطاع منذ أكثر من 420 يومًا وسط تعمد إسرائيلي لإثقال كاهن سكان غزة وحرمانهم حتى من الحصول على المساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، خاصةً غذا كان الأمر يتعلق بالمساعدات الطبية أو المساعدات الغذائية، التي يلإترض أن تحول دون حدوث مجاعة حقيقة في القطاع.
وإلى جانب المساعدات، يعيش مئات الآلاف من النازحين داخل مخيمات لم تعد قادرة على استيعاب هذا الكم من النازحين إلى جانب أزمة اهتراء الخيام، التي تجعل الحياة صعبة للغاية على النازحين في المخيمات، تحديدًا مع دخول فصل الشتاء.
ومطلع الأسبوع الماضي عرف قطاع غزة منخفضًا جويًا أدى إلى سقوط الأمطار على أنحاء عدة من القطاع ما تسبب في إتلاف آلاف الخيم داخل المخيمات ليصبح عشرات الآلاف من سكان غزة بدون مأوى.
تلف 10 آلاف خيمة
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن قرابة 10 آلاف خيمة جرفتها مياه البحر وتعرضت للتلف خلال اليومين الماضيين بسبب دخول فصل الشتاء والمنخفض الجوي، مكررًا إطلاق نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ مئات آلاف النازحين في قطاع غزة قبل فوات الأوان.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان صدر عنه أمس الاثنين وصل لـ”بوابة أخبار اليوم” نسخة منه، “على مدار اليومين الماضيين تلفت قرابة 10 آلاف خيمة حيث جرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج بسبب دخول فصل الشتاء ودخول المنخفض الجوي”، مضيفًا أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يومًا بعد يوم في ظل فرض الاحتلال لجريمة التهجير القسري.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقد بلغ عدد النازحين مليوني نازح في محافظات قطاع غزة، وهؤلاء نزحوا أكثر من 5 مرات متتالية، وما زالوا تحت قهر الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال.
وتابع المكتب الإعلامي الحكومي: “لدينا في قطاع غزة 543 مركزًا للإيواء والنُّزوح نتيجة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة التهجير القسري، وهي جريمة ضد الإنسانية من خلال إجبار المواطنين على النزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكنية الآمنة وهي جريمة مخالفة للقانون الدولي”.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أنه وفقًا لفرق التقييم الميداني الحكومية فإن نسبة 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك بعد تلف واهتراء 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تمامًا، ونتيجة دخول المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وجرف أمواج البحر لآلاف الخيام.
«غزة في كارثة»
وفي غضون ذلك، قال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنه “منذ 202 يوم لم يدخل إلى قطاع غزة أي خيام رغم المناشدات، وعلى مدار أكثر من ستة شهور”.
واستطرد الثوابتة، في تصريحات سابقة لـ”بوابة أخبار اليوم”، قائلًا: “حتى لو أدخلت بعض المؤسسات الدولية بعض الخيام، التي يُقدر عددها بالعشرات وليس أكثر، فإنها تدخلها لعملها هي وليس للنازحين والناس في غزة”.
واختتم مدير المكتب الإعلامي في غزة تصريحه قائلًا: “نحن في كارثة”.
وإلى جانب أزمة تهالك الخيام وتلف عدد كبير منها مع استمرار عدم دخول 100 ألف خيمة كما طالب المسؤولون في غزة سابقًا ظهرت كارثة أخرى تمثلت في إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” تعليق دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.
قرار صعب وسط تفاقم الجوع
وأعلن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة “الأونروا”، تعليق إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرًا إلى أن هذا القرار الصعب يأتي في وقت يتفاقم فيه الجوع بسرعة في غزة.
وقال لازاريني، في بيانٍ صادرٍ عن الوكالة عبر موقعها الإلكتروني، “الطريق من هذا المعبر (كرم أبو سالم) لم يكن آمنًا منذ شهور. في 16 نوفمبر، تم سرقة قافلة كبيرة من شاحنات المساعدات من قبل عصابات مسلحة”.
وأردف قائلًا: “أمس، حاولنا إدخال عدد من شاحنات الغذاء عبر نفس الطريق. تم الاستيلاء عليها جميعًا. لا ينبغي أبدًا أن يكون إيصال المساعدات الإنسانية أمرًا محفوفاً بالمخاطر أو يتحول إلى معاناة”.
«العملية الإنسانية مستحيلة»
وأكد لازاريني أنه في غزة، أصبحت العملية الإنسانية مستحيلة بسبب الحصار المستمر، والعقبات من السلطات الإسرائيلية، والقرارات السياسية التي تقيد كميات المساعدات، وانعدام الأمان على طرق المساعدات، واستهداف الشرطة المحلية، مضيفًا أن كل ما سبق أدى إلى انهيار في النظام العام.
وبحسب مفوض وكالة “الأونروا”، تقع مسؤولية حماية عمال الإغاثة والمساعدات على عاتق دولة إسرائيل كقوة احتلال، ويتعين عليها ضمان تدفق المساعدات إلى غزة بأمان، والامتناع عن شن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني.
وجدد لازاريني دعوته إلى وقف إطلاق النار الآن في غزة، مشيرًا إلى أن ذلك سيضمن أيضًا إيصال المساعدات الآمنة والمستمرة إلى المحتاجين.
أوضاع صحية صعبة
وإلى غير ذلك، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من ارتفاع عدد الحالات المرضية المرتبطة بنقص الغذاء والماء في قطاع غزة مع وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع إلى أدنى مستوى لها منذ أشهر.
وقالت كارولين سيجوين، منسقة الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة، “لقد وصل النقص في الإمدادات الضرورية إلى مستويات تضطرنا الآن إلى عدم استقبال المرضى في بعض المرافق، ولا تزال القيود والعقبات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على دخول المساعدات تعيق بشدة قدرتنا على توفير الرعاية”.
وأكدت سيجوين “أنه وفقا للأمم المتحدة، كان شهر أكتوبر الماضي، أسوأ شهر من حيث المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ، ولا يبدو شهر نوفمبر أفضل بكثير، حيث انخفض عدد الشاحنات التي تدخل غزة أربعة أضعاف منذ يوليو 2024. وهذا يعادل دخول 40 شاحنة إنسانية يوميا، مقارنة بدخول 500 شاحنة يوميا قبل 7 أكتوبر من العام الماضي.
وقالت سيجوين: “إن مرضانا معرضون بشكل متزايد للعدوى الخطيرة، وفي وحدات الحروق التي ندعمها في مستشفى ناصر بخان يونس، حتى لوازم العناية بالجروح الأساسية مثل الشاش والضمادات بدأت تنفد، وهذا يجبر فرقنا على تمديد الفترات الفاصلة بين تغيير الضمادات، مما يزيد من خطر العدوى للمرضى الذين يحتاجون بشدة إلى الرعاية المناسبة”.
ونوهت إلى أنه في دير البلح وسط غزة، يعاني المستشفى الميداني الذي أنشأته أطباء بلا حدود لإدارة أنشطة العيادات الخارجية واستشفاء الأطفال من نقص في المضادات الحيوية ومسكنات الألم للأطفال، ويعيق هذا النقص علاج حالات مثل التهابات الجهاز التنفسي ويحول دون إدارة الألم بشكل مناسب للمرضى الصغار، كما أن أدوية ارتفاع ضغط الدم، وهو مرض شائع لكنه قد يكون مميتا إذا ترك دون علاج، غير متوفرة الآن، ما يترك العديد من المرضى دون علاج وعرضة لخطر المضاعفات الحادة، بما في ذلك الحوادث الدماغية الوعائية.
وقالت: “في مستشفى ناصر في جنوب غزة، لا تستطيع فرق أطباء بلا حدود إنشاء مختبر الجراثيم السريرية الذي تشتد الحاجة إليه، لأن سلسلة التبريد اللازمة لتشغيله يتم فتحها باستمرار وإتلافها من قبل الضباط الإسرائيليين عند نقطة العبور”.
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .