مرصد الأزهر يحذر من تفشي عدوى الانتحار جراء الشعور بالذنب للإبادة في غزة
سادت حالة من الصدمة في أوساط مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي في خلال الساعات الماضية عقب إقدام جندي متخصص في التكنولوجيا المتقدمة لدى القوات الجوية الأمريكية على حرق نفسه أمام السفارة الصهـيونية في واشنطن رفضًا لعمليات الإبادة الجماعية المرتكبة ضد الشعب الفلسـطيني.
إذ ترددت تساؤلات كثيرة حول إمكانية انتشار “عدوى الانتحار”، لأن انتحار الجندي يأتي بعد حادث مشابه وقع في ديسمبر الماضي عندما أضرمت متظاهرة النار في جسدها خارج مبنى يضم شركات، إضافة للقنصلية الصهـيونية في أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا، الأمر الذي يدعم التساؤلات المثارة حول تفشي “عدوى الانتحار”؛ خاصة في ظل الظروف الراهنة في قطاع غـزة التي أثبتت عوار المنظومة القانونية الدولية وفشلها في حسم ملفات كانت فاتورة الدم بها باهظة.
فعندما يقرر شخص ما إزهاق روحه وإنهاء حياته فقد يشجع ذلك آخرين على انتهاج هذه الخطوة، واستسهال الإقدام عليها، خصوصًا عند ذوي الميول أو السلوك الانتحاري، أو عند من يؤمنون بالقضية التي من أجلها ضحى الشخص النموذج بحياته.
وهنا يشير مرصدالأزهر إلى تجمع مجموعة من العوامل التي دفعت الجندي الأمريكي إلى استخدام سلاح الانتحار، في مقدمتها سعيه للفت الأنظار إلى الأوضاع الكارثية في قطاع غـ.زة، بدليل ما ذكره في حديثه المسجل: “… أنا على وشك ابتكار عمل متطرف للاحتجاج، ولكن بالمقارنة مع ما يلقاه الناس في فلسطين على يد مستعمريهم، فهذا ليس تطرفًا على الإطلاق، هذا ما قرره حكامنا بأن يكون أمرًا عاديًا”.
وكذلك ما قاله: “لن أكون مشاركًا بعد الآن في الإبادة الجماعية”؛ وفيه تأكيد لشعوره بالذنب لما آلت إليه الأوضاع في القطاع الفلسـطيني في ظل كون الولايات المتحدة الداعم الأكبر والناصر الأشد للكيان الصهـيوني.
لهذا يخشى مرصد الأزهر من العواقب التي قد تحدث في حالة استمرار الظروف المفضية إلى تكرار مثل هذه الأفعال مستقبلًا في حال واصل الاحتلال عدوانه على غـزة، واستمرت الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر بثالوث الموت والجوع والتهجير.