العالم

واشنطن تحظر اليورانيوم الروسي.. وروساتوم تتوعد بتداعيات وخيمة

في خطوة من شأنها تقويض سوق الوقود النووي العالمي، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن قانونًا يحظر استيراد اليورانيوم المخصب من روسيا، إلا أن شركة الطاقة النووية الروسية العملاقة روساتوم وردت بغضب شديد على هذا الإجراء، واصفة إياه بالتمييزي وغير الموجه نحو السوق، محذرة من أنه قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في السوق العالمية.

نبرة روساتوم الحادة

لم تتردد روساتوم في التعبير عن غضبها الشديد إزاء القانون الأمريكي الجديد، مستخدمة عبارات لاذعة للغاية. 

قالت الشركة إن “القانون الأمريكي الصادر والقاضي بحظر استيراد اليورانيوم الروسي المخصب تمييزي وغير موجه نحو السوق”. 

وأضافت أنه “من الواضح أن مثل هذه القرارات ذات السياق السياسي مدمرة للعمل المستدام لصناعة الطاقة النووية العالمية”.

تهديد للإمدادات العالمية

بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وفرت روسيا ما يقرب من ربع إجمالي اليورانيوم المخصب الذي غذى محطات الطاقة النووية التجارية الأمريكية في عام 2022، لتكون بذلك أكبر مصدر أجنبي لهذا الوقود للولايات المتحدة في ذلك العام. 

ويخشى خبراء أن يؤدي حظر الواردات الأمريكية من اليورانيوم الروسي إلى اضطرابات كبيرة في إمدادات الوقود النووي عالميًا، خاصة أن روسيا تستحوذ على نحو نصف القدرة العالمية لتخصيب اليورانيوم تقريبًا، حسب التقديرات. 

وفي عام 2022، كانت روسيا أكبر مصدر لليورانيوم المخصب في السوق العالمية، حيث بلغت حصتها نحو 35% من المبيعات العالمية بقيمة تقدر بنحو ملياري دولار.

الكرملين يواجه بثقة

على الرغم من حدة التحذيرات الروسية، أكد الكرملين أن حظر الولايات المتحدة لن يكون له “تأثير حرج” على صناعة روسيا النووية “إحدى أكثر الصناعات تقدمًا في العالم”. 

واتهم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف واشنطن بفرض العقوبات على اليورانيوم الروسي بسبب “عدم قدرتها على منافسة صناعتنا النووية القوية”.  

تحذير من تداعيات اقتصادية خطيرة

من جهته، حذر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف من احتمال ارتداد حظر واردات اليورانيوم الروسي على الاقتصاد الأمريكي ذاته. 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تملك موارد كافية من اليورانيوم لتلبية الطلب المحلي على الوقود النووي، الأمر الذي قد يعرض أمن الطاقة الأمريكية للخطر. 

وقال أنتونوف إن واشنطن لجأت إلى هذا الحظر بسبب “عجزها عن منافسة روسيا في هذا القطاع الحيوي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى