أخبار

أخوة الدم: العلاقات المصرية السعودية تاريخ من التعاون والمساندة| تقرير

 تعود العلاقات المصرية السعودية إلى أكثر من قرن من الزمان، حيث تعود جذورها لتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين في عام 1936. 

هذه العلاقات التاريخية لم تقتصر على الجانب السياسي فقط؛ بل امتدت لتشمل التعاون الاقتصادي، الثقافي، والديني. 

وقد لعبت العلاقات المصرية السعودية دورًا محوريًا في تعزيز الاستقرار في المنطقة العربية، حيث تعاونت القاهرة والرياض على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مما ساهم في تحقيق التوازن والحفاظ على الأمن العربي، خاصة في ظل الأزمات المتكررة التي شهدتها المنطقة عبر العقود.

جذور ضاربة في عمق التاريخ
تعود جذور العلاقات المصرية السعودية لما يقرب من مائة عام، حيث شهدت تطوراً قوياً منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1936.

بُنيت العلاقات المصرية السعودية على أسس صلبة منذ أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بالملك فاروق عام 1364هـ الموافق 1945م ليضعا حجر الأساس لعلاقة قوية وإستراتيجية، تزداد متانة وصلابة عامًا تلو الاخر، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لترتسم معالم المستقبل المشرق بين البلدين.

والعلاقات المصرية السعودية لها تاريخ طويل من التعاون وجذور ضاربة في عمق التاريخ، وقد ساهمتا مع خمس دول عربية أخرى في تأسيس جامعة الدول العربية.

عقب ثورة 30 يونيو

لعبت المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في الوقوف بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013، والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين. وقفت السعودية بشكل قوي لدعم الإرادة الشعبية المصرية واستقرار الدولة المصرية في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ مصر.

فكانت السعودية من أولى الدول التي أيدت التحرك الشعبي المصري، حيث أعربت القيادة السعودية عن دعمها لمصر في جهودها لتحقيق الاستقرار، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة.

وقدمت السعودية مساعدات اقتصادية عاجلة لمصر عقب ثورة 30 يونيو، شملت حزم دعم مالي ومنح نفطية، بالإضافة إلى استثمارات لتعزيز الاقتصاد المصري، الذي كان يواجه تحديات كبيرة آنذاك.

كما قامت السعودية بدور دبلوماسي كبير في حشد الدعم الدولي لمصر بعد 30 يونيو، والتأكيد على ضرورة احترام خيارات الشعب المصري.

مساندة مصر في حربها على الإرهاب
أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا في 20 يونيو 2020، أكدت فيه وقوف المملكة إلى جانب مصر في حقها بالدفاع عن حدودها وشعبها ضد التهديدات التي تشكلها الميليشيات الإرهابية.

وجاء في البيان كالتالي:
«تؤكد المملكة العربية السعودية أنها تقف بجانب جمهورية مصر العربية الشقيقة، وتدعم حقها في حماية حدودها الغربية والدفاع عن أمنها واستقرار شعبها من ميليشيات الإرهاب والتطرف في المنطقة.. وتعتبر المملكة أن أمن جمهورية مصر العربية هو جزء لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية، كما أن المملكة تدعم جهود مصر في محاربة التهديدات التي تستهدف المنطقة والعالم العربي. وتهيب المملكة بالمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء استمرار هذه الممارسات المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي».
ويعكس هذا البيان التضامن الكبير من السعودية لمصر في مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة.

دعم مصر في حرب أكتوبر
 خلال حرب أكتوبر 1973، ساهم قرار الدول العربية بحظر تصدير النفط للدول المؤيدة للعدوان الإسرائيلي، والذي لعبت السعودية والإمارات فيها دورًا قياديًا في تقوية الموقف العربي، ومسارعة الولايات المتحدة للعمل على حل الصراع، كما أدى في الوقت ذاته إلى ارتفاع أسعار النفط، مما أفضى إلى ازدياد الوزن الاقتصادي والسياسي للمنطقة العربية برمتها، خاصة دول الخليج وإطلاق الطفرة النفطية التي جعلت المنطقة العربية واحدة من أهم مناطق العالم، التي تبحث القوى الدولية عن سبل تقوية العلاقات معها.

موقف السعودية من العدوان الثلاثي على مصر

وأثناء العدوان الثُّلاثي على مصر عام 1956م، وقفت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، كما ساهمت الجهود المصرية في تقوية مواقف دول الخليج لتعزيز سيطرتها على ثرواتها النفطية.

ووصلت السعودية دعمها مع بقية الدول الخليجية والعربية، لمصر وسوريا بعد نكسة 1967.

ومنذ عقود طويلة تتبادل المملكة ومصر التعاون والتنسيق الأمني والعسكري، ولا تنقطع الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين في كلا البلدين وبشكل دوري؛ لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والإستخباراتية التي تهم البلدين.

وتسعى مصر و السعودية إلى تعزيز التعاون في العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والفنية، بما يلبي طموحات وآمال البلدين تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى