العالم
أفغانستان: حرب ضروس بين داعش وطالبان للسيطرة على تجارة الأفيون
تعيش أفغانستان على وقع حربٍ ضروس بين طالبان والحركات الموالية لها المرتبطة بالقاعدة من جهة وداعش من جهة أخرى، على جبهات كثيرة ومختلفة وتتراوح خاصةً بين المسائل العقائدية والفقهية والعسكرية والمالية أيضاً، خاصة للسيطرة على الأفيون وتجارته التي تدر أموالاً ضخمة، وفق ما نقل تقرير لصحيفة "الجورنالي" الإيطالية السبت نقلاً عن تقرير حديث لوكالة المخابرات الأمريكية.
وحسب الصحيفة الإيطالية، تُمثل زراعة وتجارة الأفيون في أفغانستان مداخيل سنوية ثابتة لا تقل عن نصف مليار دولار، تسببت في تزايد وإذكاء القتال بين طالبان من جهة وأنصار ولاية خراسان التابعة لداعش في البلاد.
مكاسب مالية ضخمة
فبعد أن منعت طالبان زراعة المخدر بعد سنة 2000 تراجعت عن المنع، بسبب المكاسب المالية الضخمة التي يضمنها تهريب هذه المخدرات وتصديرها إلى روسيا أو أوروبا، عبر طاجيكستان أو أوزبكستان أو إيران.
ورغم حضور طالبان القديم في البلاد، إلا أن اشتداد الصراعات في أفغانستان على امتداد أكثر من عقد ونصف بعد سقوط حكومة طالبان في البلاد، على يد القوات الأمريكية، كان له دوره في تمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي في البلاد، بما في ذلك طالبان نفسها التي فقدت الكثير من مقوماتها السابقة، ما جعل داعش يعتبر أفغانستان أولوية استراتيجية ويسعى إلى السيطرة عليها، بعد السيطرة على كل مصادر دخل وقوة حركة طالبان السابقة، مثل الأفيون، لتأمين حظوظه في التمدد واستقطاب المقاتلين والمجندين، والحصول على السلاح والخدمات اللوجستية.
آسيا الوسطى
ويعمل داعش اليوم حسب الصحيفة على احتكار تجارة وتهريب الأفيون الأفغاني، لإدراكه أن المخدرات تُعد السبيل الأمثل والأفضل للحصول على مصادر دخل مرتفعة، لمواجهة الكلفة المرتفعة أيضاً للتسليح والتجنيد وتمويل الخلايا الإرهابية في الداخل والخارج، والدعاية والترويج، في سيناريو يُذكر بما أقدم عليه التنظيم في سوريا أو العراق، بالسيطرة على الثروة النفطية أو تهريب الآثار والكنوز الثقافية، ولكن الأفيون في أفغانستان يُعد مصدر دخل أكثر أهمية بالنسبة لداعش، بسبب تدني كلفته من جهة أولى، وتدني الأخطار المحيطة به في ظل الأوضاع الأمنية الهشة في البلاد، ما يؤمن له لو احتكره القدرة السريعة على تحييد طالبان نهائياً وضمان خطوط تواصل وتمدد جديدةٍ في دول ومناطق كثيرة من آسيا الوُسطى، ما يعني ارتفاع وتيرة الاقتتال وتوسع دائرة الحرب بين التنظيمين المتطرفين في البلاد في الفترة القادمة، حسب الصحيفة.