مصر

إسرائيل تسلّم مصر خرائط مقترحة لتموضع قواتها في غزة ومحور فيلادلفيا

غادر وفد إسرائيلي القاهرة أمس بعد تسليمه الجانب المصري ما قيل إنها خرائط المواقع المقترحة لتموضع القوات الاسرائيلية في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا بين مصر والقطاع، خلال المرحلة الاولى من اتفاق وقف إطلاق النار حال التوصل إلى ذلك الاتفاق، على أن يسلم الوسيط المصري تلك الخرائط لممثلي حركة حماس لإبداء الرأي فيها.

ويصل إلى القاهرة مساء اليوم وفد حركة حماس للاستماع لنتائج المفاوضات، فيما أكدت حماس التزامها بما وافقت عليه في 2 يوليو المبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الامن، بحسب ما نشرت الحركة على قناتها الرسمية على تلغرام.

وأشارت الحركة إلى جاهزيتها لتنفيذ ما اتفق عليه، وطالبت بالضغط على إسرائيل و”إلزامها بتنفيذ ذلك ووقف تعطيل التوصل لاتفاق”.

وخلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الليلة الماضية من الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إطار جهود الوساطة المكثفة التي تبذلها الدولتان لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن، شدد السيسي على أن التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يكتسب أهمية فائقة حاليا، لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية التي وصفها بالكارثية بالقطاع، ولإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة تداعيات خطيرة حال توسّع نطاق الصراع، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وأضاف البيان أن آخر تطورات جولة التفاوض التي تستضيفها القاهرة حالياً استُعرِضَت خلال الاتصال، وأن الرئيسان أكدا على أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق.

وكان الرئيس الأمريكي أجرى اتصالا هاتفيا مع أمير قطر الليلة الماضية أيضًا في السياق ذاته، بحسب بيان للبيت الأبيض.

كما أشارت أنباء إلى إمكانية عقد لقاء موسع عالي المستوى في القاهرة، غدا الأحد، للوسطاء والأطراف المعنية في سياق الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

وكان البيت الأبيض الأمريكي قد أكد الجمعة “إحراز تقدم” في المباحثات التي تستضيفها العاصمة القاهرة، مؤكداً أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” وليام بيرنز يشارك فيها.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: “تم إحراز تقدم، ونحتاج الآن الى أن يعمل الطرفان من أجل التنفيذ”، مشيراً الى أن المباحثات التي عقدت الخميس كانت تمهيدية، قبل أن تجري نقاشات أكثر عمقاً.

وأفاد مصدر مصري لوكالة الأنباء الفرنسية بأن جولة المفاوضات “الموسعة” ستنطلق الأحد بمشاركة مسؤولين مصريين وقطريين.

وتحدث عن “مناقشات موسعة تجري في القاهرة الجمعة والسبت، للإعداد لجولة مفاوضات موسعة تنطلق الأحد”، مشيراً إلى أن واشنطن “تناقش مع الوسطاء مقترحات إضافية لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس وآليات التنفيذ”.

وذكر موقع أكسيوس، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سحب القوات الإسرائيلية من حدود غزة مع مصر في إطار مرحلة أولية من اتفاق وقف إطلاق النار، حتى يمكن مواصلة المحادثات.

ووفق وكالة رويترز للأنباء، قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لموقع أكسيوس الأمريكي إن نتنياهو قبل جزئيا بطلب بايدن الذي ذكره في مكالمتهما يوم الأربعاء، ووافق على التخلي عن موقع تسيطر عليه القوات الإسرائيلية عند الحدود بين مصر وغزة.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الجمعة إنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي وناقشا مجموعة من القضايا الإقليمية، تتضمن ما يجري من تبادل إطلاق النار على الحدود بين إسرائيل ولبنان وضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال أوستن في منشور على منصة إكس إنه ناقش أيضا احتمالات التصعيد من إيران والجماعات المدعومة منها، في المكالمة الهاتفية التي جرت يوم الخميس، وإنه أخبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الولايات المتحدة متمركزة في وضع جيد بالشرق الأوسط.

ورأى القيادي في حماس حسام بدران أن “إصرار نتنياهو على إبقاء قوات الاحتلال في محوري طريق الشهداء (نتساريم) وصلاح الدين والشريط الحدودي مع مصر (فيلادلفيا)، يعكس نوايا إسرائيل في مواصلة العدوان وحرب الإبادة ورفضه التوصل اتفاق نهائي”.

وأكد لفرانس برس الجمعة أن حماس لن تقبل “بأقل” من انسحاب القوات الإسرائيلية بما يشمل محور فيلادلفيا ونتساريم، محمِّلاً واشنطن مسؤولية “الضغط” على إسرائيل لتحقيق وقف إطلاق النار.

ورأى أن جولة الأحد ستكون “مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على نتانياهو”.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن مطلب رئيس الوزراء نتنياهو بمواصلة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا تحوّل الى إحدى نقاط الخلاف الرئيسية والأخيرة، على طريق التوصل إلى اتفاق.

ووفق الهيئة فقد عارض المصريون بشدة استمرار انتشار قوات إسرائيلية على طول محور فيلادلفيا، وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إنه تم خلال المحادثات تسليم مصر خرائط انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في المرحلة الأولى من صفقة الاتفاق، خاصة بمحاذاة محور فيلادلفيا.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه تم إحراز تقدم مع المصريين، ومن المتوقع أن يسلموا الخرائط الإسرائيلية لحماس السبت، من أجل الحصول على رد الحركة.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إسرائيل تأمل أن تستجيب حماس للخرائط الإسرائيلية وتوافق على الانضمام إلى المفاوضات يوم الأحد، حتى يتمكن الوسطاء من التحرك بين الطرفين في الوقت المناسب والمضي قدما على طريق التوصل إلى اتفاق.
قُتل 12 فلسطينياً على الأقل بينهم طفلان وامرأة، فجر السبت، جراء قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في خان يونس ومحيطها وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” بمقتل تسعة فلسطينيين وإصابة 15 آخرين جراء قصف منزل في شارع المدرسة بحي الأمل غرب خان يونس، بينما أصيب آخرون جراء قصف مدفعي إسرائيلي في محيط شارع السلام في جورة اللوت، ومحيط منطقة التحلية جنوب وشرق المدينة.

وقُتل ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، صباح السبت، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في أبراج عين جالوت بمخيم النصيرات وسط غزة. كما أصيب ثلاثة آخرون جراء استهداف مسيرة إسرائيلية مدرسة تؤوي نازحين شمال المخيم.

وقالت مصادر في الدفاع المدني، إن قصفاً إسرائيلياً مكثفاً أدى إلى نسف مبانٍ سكنية بمنطقة دوار الكويتي ومربع عليين والكلية الجامعية جنوب مدينة غزة.

وفي جباليا شمال مدينة غزة، قال مسعفون فلسطينيون، الجمعة، إن قصفاً إسرائيلياً أسفر عن مقتل عدة فلسطينيين وإصابة آخرين فروا من المنطقة بناء على أوامر الجيش.

ولم يصدر تعليق فوري من جانب الجيش الإسرائيلي على هذه الغارة، لكنه قال في وقت سابق إن الجيش استهدف مدرسة في حي الزيتون، قيل إنها مركز تحكم تابع لحماس.

وأضاف بيان أنه “قبل الضربة، جرى اتخاذ العديد من الخطوات للتخفيف من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، ومنها استخدام الذخائر الدقيقة والمراقبة الجوية والاستخبارات الإضافية”.

ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وللسكان، فإن المدنيين فروا من جباليا بعد أمر من الجيش الإسرائيلي، نُشِر على وسائل التواصل الاجتماعي.

من ناحية أخرى، دعا المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، السكان والنازحين في مناطق غرب مدينة غزة إلى إخلائها، وذلك على خلفية “إطلاق قذائف صاروخية بشكل متواصل من قبل حماس”، وفق قوله.

وتوعّد أدرعي بأن “الجيش الإسرائيلي سيعمل بقوة ضد العناصر الإرهابية وبشكل فوري”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن صاروخين أطلقا من قطاع غزة على مدينة سديروت الجنوبية، أحدهما اعترضته الدفاعات الجوية الإسرائيلية فيما سقط الصاروخ الثاني في منطقة مفتوحة.

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.

وقد أسفرت الحرب في غزة حتى الآن عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، رداً على مقتل نحو 1200 إسرائيلي واختطاف نحو 250 رهينة، في هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى