الاحتلال يسيطر على 77% من قطاع غزة وتحذيرات من إعادة رسم الخريطة السكانية

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي بات يسيطر فعليًا على نحو 77% من المساحة الجغرافية لقطاع غزة، سواء من خلال تمركز القوات داخل المناطق السكنية أو عبر “السيطرة النارية” الكثيفة التي تمنع السكان من الوصول إلى ممتلكاتهم.
ووصف المكتب هذه التطورات بأنها محاولة لفرض واقع جديد وإعادة تشكيل الخريطة السكانية بالقوة، محذرًا من التداعيات الإنسانية والأمنية لاستمرار هذا الوضع.
تصعيد دموي: 21 قتيلًا فلسطينيًا في يوم واحد
واصلت القوات الإسرائيلية قصفها المكثف في مختلف أنحاء القطاع، حيث أسفرت غارات فجر الأحد عن مقتل 21 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال. وشملت الهجمات:
قصف بطائرة مسيّرة استهدف دراجة نارية في خان يونس، أدى إلى مقتل 3 أشخاص.
غارات جوية على بيت لاهيا وتفجيرات في تل الزعتر بمخيم جباليا.
مجزرة في جباليا أدت إلى مقتل 7 أشخاص إثر استهداف منزلين.
مقتل مدير الدفاع المدني وعائلته بغارة على الزوايدة وسط القطاع.
قصف خيمة غرب مخيم النصيرات أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
قصف منازل في خان يونس والقرارة وعبسان الجديدة.
وفي حصيلة شاملة، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 50 شخصًا يوم السبت وحده، معظمهم من النساء والأطفال.
كارثة إنسانية تتفاقم.. والأمم المتحدة تحذّر
مع اتساع نطاق العمليات العسكرية، أطلقت الأونروا تحذيرًا شديد اللهجة، مشيرة إلى أن القطاع بحاجة إلى 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتجنّب الكارثة. وأضافت: “لا يستطيع السكان الانتظار أكثر من ذلك”، وسط شلل تام في الإمدادات الإنسانية.
من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي إن أكثر من 70 ألف طفل يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية، مؤكدًا أن الوصول الآمن والفوري للمساعدات أصبح ضرورة عاجلة.
خسائر فادحة منذ اندلاع الحرب
ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 وصل إلى نحو 54 ألف قتيل، مع دمار واسع في البنية التحتية. ومنذ استئناف العمليات منتصف مارس، بعد هدنة استمرت شهرين، سقط 3747 قتيلاً إضافيًا.
وتعود بداية الحرب إلى الهجوم المفاجئ الذي شنّته حماس على إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1218 شخصًا بحسب الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية.
امتداد التصعيد خارج غزة.. صاروخ من اليمن يستهدف مطار بن غوريون
وفي تطوّر لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ باليستي فرط صوتي أُطلق من اليمن واستهدف مطار بن غوريون، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في القدس ومنطقة البحر الميت، وتعليق مؤقت لحركة الطيران في المطار.
وأعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم، وقالوا إنهم سيواصلون “فرض حظر جوي” على مطار بن غوريون، ضمن حملتهم لدعم الفلسطينيين في غزة.
وكان الحوثيون قد أعلنوا في وقت سابق نيتهم فرض حظر بحري على ميناء حيفا، محذرين السفن المتجهة إليه من أنه بات “ضمن بنك الأهداف”. ومنذ بدء الحرب، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل وسفن في البحر الأحمر قالوا إنها مرتبطة بها.