العالم
استفتاء كردستان يبدأ رغم غضب الجيران والأكراد يصوتون علي الاستقلال

بدأ التصويت في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان بشمال العراق اليوم الاثنين 25سبتمبر 2017 رغم المخاوف الإقليمية والدولية من أنه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) على أن تغلق في السادسة مساء. وستعلن النتائج النهائية رسميا خلال 72 ساعة.
يقدر عدد الذين يحقهم لهم التصويت بنحو خمسة ملايين و375 ألف ناخب، في محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، إضافة إلى مناطق في نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين (المناطق المتنازع عليها بين حكومة المركز والإقليم).
يتعين على المشاركين في الاستفتاء الإجابة بنعم أو لا على سؤال "هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟"
تطرح سلطات الإقليم هذا السؤال بأربع لغات هي الكردية والعربية والتركمانية والسريانية.
قالت لجنة الانتخابات في الإقليم إن عشرات من المنظمات المحلية المعنية بمراقبة الانتخابات تتابع الاستفتاء، فضلا عن مئات من المراقبين الدوليين الذين قدموا لهذا الغرض. ورفضت الأمم المتحدة إرسال مراقبين قائلة إنها لا تعترف به.
ستكون على الأرجح نتيجة الاستفتاء تصويت الأغلبية ”بنعم“ على الاستقلال. ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود البرزاني لإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار.
يشكل الأكراد رابع أكبر مجموعة إثنية في الشرق الأوسط، لكنهم لم يحظوا بدولة لهم على مر التاريخ رغم أن عدد الأكراد يزيد عن 30 مليون نسمة غالبيتهم من المسلمين السنة أكثر من عدد سكان دول الخليج مجتمعة .
تشير تقديرات إلى أن نسبة الأكراد في العراق تتراوح بين 15 في المئة و20 % من إجمالي عدد السكان البالغ 37 مليون شخص. وعلى مدار عقود، واجه الأكراد موجة من القمع قبل أن ينالوا حكما ذاتيا في عام 1991.
كان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق قد تعهد عشية الاستفتاء بالمضي قدما في إجرائه قائلا إن "الانفصال وحده يتيح للأكراد ضمان سلامتهم".
تعهد بارزاني بالسعي لإجراء محادثات مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن نتائج الاستفتاء.
ردا على ذلك، طالبت الحكومة العراقية حكومة كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات ودعت الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط الكردي.
جاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه طلب "من دول الجوار ومن دول العالم التعامل مع الحكومة العراقية الاتحادية حصرا في ملف المنافذ والنفط".
قال بارزاني في مؤتمر صحفي في إربيل، إن "الشراكة مع بغداد فشلت ولن نعود إليها"، مضيفا أن "الاستفتاء هو أول مرحلة من تعبير (إقليم) كردستان عن رأيه. بعد هذا، ستبدأ عملية طويلة".
أضاف أن "الاستفتاء ليس بهدف ترسيم الحدود أو فرض أمر واقع. نريد حوارا مع بغداد لحل المشاكل، والحوار يمكن أن يستمر عاما أو عامين".
كان العبادي قد وصف الاستفتاء بأنه غير دستوري وقال إن "التفرد بقرارٍ يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة عبر اجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين".
يأتي الاستفتاء رغم الضغوط التي مارستها بعض الدول من أجل تأجيله، فقد أعلنت إيران الأحد إغلاق مجالها الجوي مع كردستان، فيما بدأت مناورات عسكرية بالقرب من حدودها مع الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.
تشدد إيران وتركيا على معارضة الاستفتاء، في ضوء مخاوف من أن يشعل المزيد من الاضطرابات بين الأقلية الكردية في البلدين.
حذّر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من التأثير المحتمل للاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة.
أعرب المجلس عن اعتقاده بأن الاستفتاء غير الملزم قد يعرقل جهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وعودة النازحين العراقيين إلى ديارهم.