استمرار التظاهرات في إيران واختراق التلفزيون الرسمي
قالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، في بيان أمس السبت (الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2022) إن “185 على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 19 طفلا، قتلوا في الاحتجاجات على مستوى البلاد في أنحاء إيران. ووقع أكبر عدد من عمليات القتل في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف العدد المسجل”.
ونفت السلطات إطلاق الرصاص الحي، ووصفت الاحتجاجات بأنها مؤامرة من قبل أعداء البلاد بما في ذلك الولايات المتحدة، واتهمت معارضين مسلحين وآخرين بارتكاب أعمال عنف قُتل فيها ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن.
وقُتل مساء السبت عنصران من قوات الأمن على هامش تحركات ليلية شهدتها إيران وفق الإعلام الرسمي الأحد، ضمن سلسلة احتجاجات بدأت قبل أكثر من ثلاثة أسابيع بعد وفاة الشابة مهسا أميني.
وتشهد إيران منذ 16 أيلول/ سبتمبر الماضي احتجاجات على وفاة الكردية أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي. وقضى العشرات على هامش التحركات، بينهم عناصر من قوات الأمن.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن عنصرا من قوات التعبئة “البسيج” المرتبطة بالحرس الثوري، توفي ليل السبت “بعد معاناته من إصابة خطرة بالرأس جراء اعتداء مسلح” من مجموعة في جنوب طهران. وأضافت أن أحد عناصر الحرس الثوري قضى السبت أيضا على هامش احتجاجات ليلية في مدينة سنندج، مركز محافظة كردستان التي تتحدر منها أميني.
وبذلك، ارتفعت الى 14 على الأقل، حصيلة عناصر قوات الأمن الذين قضوا منذ بدء التحركات الاحتجاجية، وفق أرقام وسائل إعلام محلية.
وكانت وكالة فارس الإيرانية أفادت في 27 أيلول/ سبتمبر عن مقتل “زهاء 60 شخصا” على هامش الاحتجاجات، بينهم 12 من عناصر قوات الأمن، علما بأن الحصيلة لم يتم تحديثها بعد ذلك.
وشهدت مدن عدة في إيران، منها طهران وسنندج، تحركات احتجاجية السبت.
وأوضحت “إرنا” أن قوات الأمن “استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع في عشرات” الأماكن في طهران، مشيرة الى أن المحتجين “رددوا شعارات وأحرقوا وتعرّضوا لممتلكات عامة، منها نقطة مراقبة للشرطة وحاويات للنفايات”. وأشارت الى أن المحتجين في مدن أخرى قاموا برمي زجاجات حارقة “مولوتوف” في اتجاه مساجد ومراكز للبسيج ومكاتب رجال دين.
شعارات مناهضة لخامنئي على التلفزيون الرسمي
عقدت القيادة السياسية في إيران اجتماع أزمة في ظل تزايد حدة الاحتجاجات التي تشهدها جميع أنحاء البلاد. وذكرت الرئاسة الإيرانية اليوم الأحد أن الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية شاركوا في الاجتماع. وبحسب بيان مشترك صادر عن رئاسة الجمهورية، دعا المشاركون في الاجتماع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، والوقوف ضد “المؤامرات المعادية” من أعداء النظام الإسلامي.
وفي السياق نفسه، اخترق نشطاء رقميون يدعمون موجة الاحتجاجات التي تقودها النساء في إيران بثّا إخباريا مباشرا للتلفزيون الحكومي، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وكتب النشطاء على الشاشة عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي السبت رسالة مفادها “أيديكم ملطخة بدماء شبابنا”، فيما هزت الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني (22 عاما) طهران ومدنا أخرى.
جرى الاختراق أثناء بثّ التلفزيون لقطات للقاء خامنئي بمسؤولين في الدولة، وأعلنت جماعة “عدالة علي” مسؤوليتها عنه وأضافت شعارا في الزاوية اليمنى العليا من الشاشة يقول “انضموا إلينا وانتفضوا”.
وأظهرت الصور التي بُثّت لعدد من الثواني صورا بالأبيض والأسود لأميني وثلاث نساء أخريات لقين حتفهن خلال أكثر من ثلاثة أسابيع من الاضطرابات والقمع الأمني.
تداولت وسائل الإعلام الفارسية والمنظمات الحقوقية الموجودة خارج إيران على نطاق واسع مشاهد مصورة للاختراق ونشرت لقطات له على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهتها، قالت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء إن “عملاء مناهضين للثورة اخترقوا نشرة الأخبار المسائية لبضع لحظات”.
في مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، يمكن رؤية مذيع الأخبار وهو يتحرك قلقا في مقعده بعد انتهاء المقطع، وقد تحول رد فعله إلى موضوع تهكّم واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي رغم تشديد طهران القيود على الإنترنت مؤخرا.
وبثّ النشطاء رسالة على الشاشة تحضّ خامنئي على إخلاء مكتبه في طهران والفرار من البلاد، “حان الوقت لجمع أغراضك من شارع باستير والعثور على مكان آخر لعائلتك خارج إيران”.