الثقافة الجنسية للطفل أم أتبع ثقافة رأس النعامة !!
كتبت: دينا ربيع
في مجتماعتنا العربية للأسف الشئ الذي نجهله ونخاف منه، بدلاً من أن نواجهه فالأنسب لنا أن نقوم بدفن رءوسنا في الرمال، لأن بطبيعة الحال هو الحل الأسهل علي عكس المواجهة هي الحل الأصعب.
“التربية الجنسية” سرعان مايتبادر في ذهن الآباء أن التربية الجنسية هو مرادف للمارسة الجنسية وتشجيع الطفل علي الممارسة الجنسية قبل آوانها، كما يعتقد الآباء لكنها في الواقع تفتح باب الحوار والثقة بين الآباء والأطفال، وتجعل الطفل يلجأ لوالديه عند سماع أي معلومة خاطئة أو عند التعرض لموقف سئ أو إنتهاك لخصوصية الطفل. وحمايته من الأستغلال الجنسي وهو ماسنشير إليه في مقالتنا المُتبعة في سلساتنا،عن التربية الجنسية ووقاية الطفل من الاستغلال الجنسي
سواء كان الطفل يسألك أو كان يحكي لك موقفاً حدث له، لاتعتبر الحديث حول التربية الجنسية واجباً تقوم به مرة واحدة فقط، أو تعتقد إنها شئ مرهق وثقيل عليك فأعلم تماماً أن الحديث فيه ليس بعائق. فقط لأننا لم نعتد عليه في مجتمعنا العربي. فالبتأكيد ليس شيئاً مستحيلاً.. فقط إذا أردته أنت سهلاً وإذابة ذلك الحاجز النفسي.
تنتدرج التربية والثقافة الجنسية في عدة مراحل منذ مراحل نمو الطفل الأولى
– من 2 إلي 5سنوات
لايتبادر علي ذهن الطفل الطفل في هذه المرحلة العملية الجنسية نفسها، لذا ينبغي التركيز علي التعرف علي الجسم مع تقديم التوعية اللازمة من عدم السماح بلمسه أو التقرب منه وأن جسم له خصوصية، وأيضاً يحترم خصوصية الآخرين بالأضافة إلي النوم منفصلاً ليس في غرفة الوالدين، ويتم التركيز علي طريقة التكاثر بشكل ظاهري حسب مستوى تفكير الطفل وإدراكه
– من 9 إلي 12 سنة
تعتمد التربية الجنسية للأطفال فيما يخص العلاقات والزواج في هذه المرحلة علي التوعية الكاملة بكيفية التصرف تجاه مايتعرضون له بمواقع الإنترنت من مظاهر عري أو إباحية، بالأضافة إلي شرح ماسيحدث معهم في سن البلوغ، بالأضافة إلي توضيح ما هو مقبول من سلوك فطري وطبيعي لحمايته من أي أفكار مغلوطة وخاطئة كالمثلية الجنسية.
– من 13 إلي 18 سنة
في هذه المرحلة يحتاج المراهق إلي مزيد من المعلومات المفصلة بشكل يفوق المراحل السابقة عن العلاقات الحميمة، والحمل والمفاهيم الصحية للعلاقات المسموح بها وفقاً للدين والأعراف ومنها الصحي والغير صحي بالأضافة إلي التوعية عن الأمراض الجنسية. بالأضافة إلي إشغال وقت المراهق في ممارسة العديد من الهويات المختلفة
كيف تجيب علي أسئلة الطفل؟
المشكلة التي تواجه بعض الآباء هنا هي أن مايسمع المشكلات من تلك النوعية فأنه لا يستطيع الصبر. فإما أن يأخذ في أسلوب مقاطعة الحوار كثيراً ليسأل الطفل، من باب القلق عليه، أو إصدار أحكام عليه بأنه أجرم أو فعل خطأ. لذلك نقول إنك يجب أن تعطي ولدك فرصة حتي ينهي حديثه فهو بشر ومن الطبيعي أن يخطئ. المهم أن يتعلم كيفية التعامل مع الخطأ: ويتعلم شيئاً جديداً. فتلك بعض القواعد التي تساعدك علي إذابة ثقل الموضوع وخلق حوار دافئ بينك وبين طفلك .
1- الأنصات:فالإنصات يضعك في دائرة مختلفة أن تنصت أن تجلس أمامه وتوجه له جميع إهتمامك، وجسدك موجه له وعيناك تنظر إليه، أن تنصت إليه وإلي الكلمات وراء حواره التي لم يصرح بها.
2- التعاطف: بمعني قدر مشاعره، وأخبره أنك تشعر به وبما يعاني، ضع نفسك في مكانه وأنت في عمره، مما سيخفف عنك السؤال الذي يقوم بطرحه.
3- التقبل : أظهر تقبلك له أيا كان مايحكيه، حتي وأن كان شئ محرماً، فصل حبك له عن السلوك الذي قام به وتعاملك معه علي أنه بشر مثلك يخطئ ويصيب
4- شجعه وأشكره: خطوة في غاية الأهمية وتتخذ عدة أشكال
(أنا مبسوط جدا عشان سألتني) (أنا موجود عشان أسمعك في أي وقت) (أنا مبسوط أنك أخترتني عشان تحكيلي سر زي دا) (حلو السؤال دا معناه إنك كبرت) (أشكرك علي صراحتك وإعترافك بخطئك)
تأكد تماماً أن أي تساؤل عند طفلك إن لم يجد له إجابة عندك، بالتأكيد سيبحث عن إجابته في أي مكان آخر. وما أدراك ما المكان الآخر!! فكن علي يقين عزيزي القارئ إن لم تكسر الحاجز النفسي لهذا الموضوع في الصغر، فلن تعرف كيف تحاوره في مرحلة المراهقة عن مشكلات أو تطورات حدثت له.. وأخيراً علينا أن نعترف أن المشاكل التي تخص العلاقة الحميمة بين الزوجين لا حصر لها… بسبب إتباع أفكار مغلوطة وقلة الوعي والثقافة الصحيحة.