العالم
الرئيس الروسي يأمر الجيش بقصف البرلمان في 4 اكتوبر 1993

كتبت : بنان عبد الناصر
تحولت الازمة الدستورية في روسيا آنذاك الى صدام مسلح بين انصار مجلس السوفيت الاعلى(البرلمان) وقوات الشرطة والامن والجيش، وبذلك وضعت روسيا على حافة الحرب الاهليةفي عام 1993.
وانتهى النزاع بين السلطة التنفيذية التي كان يمثلها آنذاك الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين والسلطة التشريعية بزعامة مجلس السوفيت الاعلى لجمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الذي كان يترأسه روسلان حسبولاتوف بشأن وتائر الاصلاحات وسبل بناء الدولة الجديدة انتهى بتعرض مقر البرلمان الروسي لنيران الدبابات. وجاء المرسوم الرئاسي القاضي بحل هيئتي السلطة التشريعية وهما مجلس السوفييت الاعلى ومؤتمر نواب الشعب جاء ذريعة للاشتباك المسلح.
وكان حسبولاتوف وروتسكوي(نائب الرئيس يلتسين آنذاك) قد اعلنا الاطاحة بيلتسين بحجة خرقه الدستور، ودعا البلاد الى الاعتراف بهما بكونهما سلطة شرعية وحيدة في روسيا.
وكان انصار مجلس السوفييت الاعلى( البرلمان) طيلة ايام الازمة يرابطون بالقرب من مبنى البرلمان في محاولة منهم للحيلولة دون اقتحامه من قبل القوات الموالية للرئيس يلتسين غير ان المواجهة السلمية تحولت يوم 3 اكتوبر الى صدامات مسلحة مكشوفة . ونظم انصار حسبولاتوف وروتسكوي مسيرة في شارع "سادوفيه كولتسو" انطلاقا من ساحة "اكتيابرسكي" حيث اجتمع عشرات الآلاف من المتظاهرين حتى البيت الابيض مقر البرلمان .
ولم يلقوا في طريقهم اية مقاومة، ثم استولوا على مبنى بلدية موسكو وحاولوا فرض سيطرتهم بالسلاح على مجمع التلفزيون المركزي "اوستانكينو". ونتيجة لذلك اعلن الرئيس يلتسين في ليلة 2- 3 اكتوبر حالة الطوارئ في البلاد وادخل قوات الجيش الى المدينة . وفي صباح اليوم التالي بدأت الدبابات باطلاق النيران على مقر البرلمان. وتابع العالم بقلق هذه الاحداث الدموية بعدما قامت قناة "سي ان ان" الامريكية بنقل تلفزيوني مباشرا لما كان يجري في موسكو.
وقد غدت صور الذي غطي نصف ادواره بالسخام والدخان الاسود بفعل نيران الدبابات رمزا لتلك الاحداث التي نشرتها وسائل الاعلام العالمية كلها.
وأكد تقرير لجنة مجلس الدوما الروسي المكلفة بدراسة وتحليل الاحداث التي وقعت بموسكو في الفترة ما بين 21 سبتمبر و5 اكتوبر عام 1993 على مقتل زهاء 200 شخص وجرح ما لا يقل عن 1000 آخرين في تلك الفتره.



