اقتصاد

الرابحون والخاسرون من أزمة إنهيار اسعار النفط

 الرابحون والخاسرون من أزمة إنهيار اسعار النفط

موازنات الخليج تسجل عجزا لأول مرة والبورصة المصرية تخسر 52 مليار جنية فى إسبوعين
انسحاب شركة شل من السوق الإماراتى .. وتراجع الطلب على العمالة المصرية بالخليج
مخاف من إنكماش الإستثمارات العربية بالسوق المحلية وتقلص عوائد تحويلات العاملين بالخارج
رفع العقوبات الإقتصادية على إيران يزيد من تدهور الأسعار لضخها 500 ألف برميل يوميا 
 
كتب – رضا داود
 
حالة من القلق تنتاب العالم من جراء إنهيار  أسعار النفط لأدنى مستوى له ليصل إلى نحو 25 دولارا للبرميل  لاسيما دول الخليج التى تعتمد بشكل كبير  على البترول فى تمويل الموازنة حيث تعتمد إيرادات موازنات تلك الدول على أكثر من 80 % من مبيعات النفط  
ويعزز مخازف الخليج تزامن إنهيار اسعار النفط مع رفع العقوبات الإقتصادية على إيران وهو الامر الذى يسمح للدولة الفارسية بمعاودة ضخ 500 ألف برميل يوميا من النفط فى السوق العالمى وهو ما يجعل أسعار النفط عرضه لمزيد من الإنخفاضات خلال الفترة المقبلة
وانعكست الأثار السلبية لإنهيار أسعار النفط على السعودية "أكبر منتج للنفط فى العالم"  حيث سجلت موازناتها عجزا لأول مرة  بقيمة بلغت 367 مليار ريال  وسوف تمول من فوائض مبيعات النفط بإلإضافة إلى إصدار سندات وأذون خزانة
ولم تكن الإمارات ببعيده عن تلك الأثار السلبية حيث أعلنت شركة رويال داتش شل " الإنجليزية الهولندية " إنسحابها من السوق الإماراتى بعد إنهيار أسعار النفط وعدم الجدوى الإقتصادية لعمليات البحث والإستكشاف التى تقوم بها الشركة فى أبوظبى
أما روسيا فعملتها تواجه إنهيارا كبيرا أمام الدولار بالتزامن مع  إنهيار اسعار النفط  وقد سجل الدولار نحو 81 روبل وسط تصاعد تكلفة العمليات العسكرية الروسية في سوريا يوماً بعد آخر  في وقت يشهد فيه الاقتصاد الروسي انكماشاً بسبب العقوبات الدولية
أما على مستوى القاهرة  فبرغم أن مصر ليست دولة بترولية بل مستورد كبير للنفط إلا ان بورصتها خسرت نحو 52 مليار جنية فى إسبوعين بسبب مبيعات الأجانب والعرب من جراء إنهيار أسعار النفط
ولكن هناك وجه أخر إيجابى لتراجع اسعار النفط على الإقتصاد المصرى سوف يتمثل فى إنخفاض  تكلفة دعم المنتجات البترولية فى الموازنة الحالية والتى تقدر بنحو 90 مليار جنية وهو ما يمكن استغلاله فى تمويل عجز الموازنة كما سينعكس الأمر على إنخفاض  تكلفة شحن السلع والبضائع المستوردة ومن ثم إنخفاض  اسعارها
إلا أن الأمر يتطلب تفعيل دور الأجهزة الرقابية على الأسواق وفى مقدمتها جهاز حماية المستهلك وجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الإحتكارية  للإستفادة من إنخفاض  الأسعار المرتقبة وتراجع معدلات التضخم
ومع تباطؤ معدلات النمو للإقتصاد الصينى " ثانى أكبر إقتصاد فى العالم "  تثار  المخاوف بشأن أزمة مالية عالمية مرتقبة وانكماش حرة التجارة العالمية  سوف تلقى بأثارها السلبية على الإقتصاديات النامية ومنها مصر التى تعتمد فى تمويل جزء من  موازنتها على إيرادات قناة السويس
أما امريكا فهى أكبر مستفيد من أزمة إنهيار اسعار النفط وأنها هى المتسببة فى تلك الازمة  لإزلزال روسيا وكسر إرادتها التى بدت تقوى فى الفترة الأخيرة على يد بوتين وباتت تناطح القوى العظمى فى العالم
 
 ومع إنكماش الإقتصاديات الخليجية فمن المتوقع تراجع  الطلب على الأيدى العاملة المصرية  وسوف تتأثر تحويلات المصريين بالخارج من إنهيار أسعار النفط كما ستتأثر السياحة ومنها السياحة الروسية الوافدة مع تراجع سعار الروبل وانكماش الإقتصاد الروسى على إعتبار ان روسيا دولة منتجة للبترول  وإن كنت السياحة متأثرة فى الوقت الراهن بسبب حادث الطائرة الروسية فوق سيناء
وتصر "أوبك"  فى عدم رغبتها لتخفيض حجم الإنتاج بهدف مواجهة إمدادات النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا، حيث تسعى  من هبوط الأسعار فى الأسواق العالمية جعل منتجي النفط الصخري يتحملون خسائر هبوط الأسعار خاصة  وأن تكلفة  استخراج النفط الصخري أعلى بكثير من كلفة استخراج النفط التقليدي  فكلفة إنتاج النفط بالسعودية ودول الخليج- ما عدا العراق تتجاوز 5 دولارات للبرميل  في حين تصل في الولايات المتحدة إلى ما بين 70 و85 دولارًا.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى