المقالات
الزوال المحتوم لقوى الاستعلاء و الاستكبار … إيران نموذجاً

من المسلمات عند الأمم البشرية ضرورة معرفة الفرد أو الإنسان بحدود تصرفاته و أفعاله القانونية التي تجعله يحترم آراء و حريات الآخرين لكي يكون إنساناً مسالماً و محترماً عند بقية أبناء جلدته هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فانه يضمن عدم الإصابة بالاستكبار و الاستعلاء على بقية أفراد المجتمع وبذلك تحقق العدالة المنشودة لدى الشعوب لكن عندما تتوسع الأطماع و تزداد الأحلام لدى فرد أو مجتمع ما أو دولة فإنها لا محالة سوف تتعرض إلى الإصابة بمرض أو على الاستكبار و التفرد بالسلطة حتى ترى في نفسها السيد الكبير الذي يأمر فيطاع ، فالاستكبار مصطلح مأخوذ من التكبر وهو الاستعلاء على الآخرين و النظر إليهم نظر العبيد ، و الاستكبار ليس من مستحدثات العصر الحديث بل هو من المفاهيم القديمة في التاريخ البشري بدليل قوله تعالى : (( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ )) وعلى هذا الأساس أخذ الوباء بسرعة الانتشار حتى أصبح من مختصات ومتعلقات الدول الاستكبارية و الاستعمارية لأنه الأسلوب الأقرب طريقاً لتحقيق مآربها و أحلامها في السيطرة و الاحتلال للدول ذات الإمكانيات المحدودة و التي لا تصل إلى مصاف الدول المتطورة في شتى مجالات الحياة وخير ما يجسد لنا ابرز المصابين بوباء الاستكبار و الاستعلاء هي إيران التي غدت أكثر دول العالم تمارس و تستعين بصفة الاستكبار من اجل تحقيق مصالحها الفئوية وعلى حساب الشعوب التي ترزح تحت نير سطوتها و مخططاتها المنفذة من قبل عملائها في الدولة المحتلة من قبلها فبالأمس كان العراق ضحية الاستكبار الإيراني في المنطقة و اليوم جاء الدور على اليمن من خلال العبودية التي يقدمها الحوثيون لأسيادهم الإيرانيين من خلال جعل اليمن في قائمة الضحايا لهذا الاستكبار الفارسي الذي يحلم بإعادة الأمجاد للإمبراطورية الإيرانية التي قضى عليها الإسلام وعلى أطماعها في اغلب ربوع المعمورة وما احتلال الدول إلا اكبر دليل على المحاولات الإيرانية في تحقيق الحلم الفارسي في عودة الهيمنة الفارسية على دول المنطقة في حين نجد أن الدول التي تريد أن تستعلي و تستكبر على الآخرين يجب عليها أن تحسب لكل شيء حساب و تضع الخطط المحكمة و الجيدة التي تكفل لها الخروج من أي خطر يداهمها أو يحاول محوها من خارطة الوجود و إيران لم تحظى بهذه العقلية من التفكير المناسب لاستكبارها كونها لم تعد العدة لأي طارئ قد يهدد كيانها و أمنها و امن ضحاياها وما دخولها في عدة جبهات و غفلتها من الشراك التي نصبت لها من قبل قوى الاستكبار العالمية المتمثلة بالغرب و حلفائه في الشرق ( الحكومات العربية) فلقد وقعت إيران بشر أعمالها حينما دخلت في حروب استنزافية عديدة و واسعة لا تعلم متى تخرج منها بسلام وما حيرتها و تخليها عن أدواتها العميلة لها في اليمن خير ما يجسد لنا أن إيران زائلة لا محالة و الأيام كفيلة بذلك وما عاصفة الحزم إلا بداية لانهيار و زوال تلك الدولة الاستكبارية فقد جاءت هذه التحالفات العسكرية العالمية مصداقاً لما إستقرأ حدوثه المرجع العراقي الصرخي التي كشف عنها خلال المحاضرة المرقمة ( 24) ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي عندما قدم قراءةً دقيقة و تحليلاً شاملاً للهيمنة و الاستكبار الإيراني وما سوف يحمله المستقبل من نتائج وخيمة على الوضع الإيراني و الحد بل زوال الإمبراطورية الإيرانية في المنطقة بقوله : (( إن الرهان على إيران من قبل الساسة في العراق وغيرهم من رموز دينية هو رهان خاسر)) قائلا : ((من يراهن على إيران فهو أغبى الأغبياء، لأن إيران حصان خاسر… وأي خلل أو مواجهة مع إيران ستنهار إيران وتهزم أسرع من انهيار الموصل))
وواصل المرجع حديثه حول تحليل الانهيار المتوقع في حال حصول أي مواجهة مع إيران : (( لنكن واضحين الخاسر الأول و الأكبر هي إيران فلا يغركم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة، حيث كانت إيران تملك كل الشام وكانت تملك كل العراق، ماذا بقي لها. فقدت أكثر من ثلثي لبنان وأكثر من ثلثي سوريا و أكثر من ثلثي العراق وهذه الخسارة الكبرى، إيران دخلت بحروب استنزافية سريعة التأثير، إيران منهارة اقتصاديا، والشعب الإيراني مغلوب على أمره ويعيش تحت سلطة تقبض أنفاسه وينتظر الفرصة للخلاص، موجها نصيحة للسياسيين بضرورة التمييز بين الشعب الإيراني وحكومته التي اضطهدته)) .
احمد القصير
صحفي واعلامي
عراقي