السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من السويداء

سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود وكالة “فرانس برس”، تزامناً مع اعلان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع تكليف فصائل درزية مسؤولية الأمن وتنديده بالتدخل الاسرائيلي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن “السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة، مقابل انتشار للمقاتلين المحليين الدروز”.
ونقل مراسل “فرانس برس” عن مقاتلين حكوميين على أطراف المحافظة أن القوات الحكومية تلقت أوامر بالانسحاب قبيل منتصف الليل وأنهت انسحابها فجرا.
وأفاد رئيس تحرير شبكة “السويداء 24” ريان معروف وكالة “فرانس برس”، بعيد جولة في مدينة السويداء، بأنها “بدت خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع”.
وأعلنت وزارة الداخلية والشيخ يوسف الجربوع، أحد أبرز 3 مرجعيات روحية في السويداء، مساء الأربعاء التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار، نص على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.
لكن بحسب عبد الرحمن، فإن انسحاب القوات الحكومية “جاء بناء على اتفاق أمني اسرائيلي سوري بوساطة أمريكية، بعيد التصعيد الإسرائيلي ضد السلطة الانتقالية ومطالبتها بسحب قواتها من السويداء”.
وفي كلمة متلفزة بثّها الاعلام الرسمي فجرا، أعلن الرئيس السوري “تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء”، في خطوة قال إن هدفها “تجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة”.
وأشاد الشرع بـ”التدخّل الفعّال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول”، مُتهماً “الكيان الإسرائيلي” بأنه “يسعى مجدداً إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدما في مسيرة إعادة البناء والنهوض”.
وأضاف “كنا بين خيارين، الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية حضّت القوات الحكومية السورية على مغادرة منطقة النزاع في جنوب سوريا لخفض التوترات، بعدما شنت إسرائيل سلسلة ضربات على مقر رئاسة الأركان في دمشق ومحيط القصر الرئاسي وأهداف عسكرية أخرى في جنوب سوريا، محذرةً دمشق من مغبة التعرض للدروز.
ويشكل بسط الأمن على كامل التراب السوري أحد أبرز التحديات التي تواجهها السلطة الانتقالية بعد أكثر من 7 أشهر من إطاحة الحكم السابق. ويشكل التعامل مع الأقليات في سوريا ملفاً شائكاً على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة في البلاد.
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .