العرب

الصومال دولة عربية إسلامية تواجه الفقر والصراع..أين الذين ينفقون المليارات علي الحرب بإسم الاسلام؟

 كتب : حسام خليل


تقع الصومال في منطقة القرن الإفريقي. ويحدها من الشمال الغربي جيبوتي، وكينيا من الجنوب الغربي، وخليج عدن من الشمال والمحيط الهندي من الشرق وأثيوبيا من الغرب. وتملك أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا. تتسم تضاريسها بالتنوع بين الهضاب والسهول والمرتفعات. مناخها صحراوي حار على مدار السنة مع بعض الرياح الموسمية والأمطار غير المنتظمة.

كانت الصومال قديما أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم. حيث كان البحارة والتجار الصوماليون الموردين الأساسيين لكل من اللبان (المستكة) ونبات المر والتوابل والتي كانت تعتبر من أقيم المنتجات بالنسبة للمصريين القدماء والفينقيين والمايسونيين والبابليين، الذين ارتبطت بهم جميعا القوافل التجارية الصومالية وأقام الصوماليون معهم العلاقات التجارية

بالنسبة للعديد من المؤرخين ومدرسي التاريخ، يرجح أن تكون الصومال في نفس موقع مملكة البنط القديمة والتي كانت تربطها علاقات وثيقة مع مصر الفرعونية خاصة في عهدي الفرعون "ساحو رع" من ملوك الأسرة الخامسة عصر الدولة القديمة، والملكة "حتشبسوت" من ملوك الأسرة الثامنة عشر عصر الدولة الحديثة.

يرجح ذلك التكوينات الهرمية والمعابد والمباني التي تم بنائها بالجرانيت والرخام والتي يرجع زمانها إلى نفس الفترة التي يرجع إليها مثيلتها من المباني في مصر القديمة.
وفي العصر القديم، تنافست العديد من الدويلات التي نشأت في بعض مناطق الصومال مثل شبه جزيرة حافون ورأس قصير ومنطقة مالاو مع جيرانهم من مملكة سبأ والأرشكيين والأكسميين على التجارة مع ممالك الهند والإغريق والرومان القديمة.

مع ميلاد الإسلام على الجهة المقابلة لسواحل الصومال المطلة على البحر الأحمر تحول تلقائيا التجار والبحارة والمغتربين الصوماليين القاطنين في شبه الجزيرة العربية إلى الإسلام وذلك من خلال تعاملهم مع أقرانهم من التجار العرب المسلمين ومع فرار العديد من الأسر المسلمة من شتى بقاع العالم الإسلامي خلال القرون الأولى من انتشار الإسلام بالإضافة إلى دخول أغلبية الشعب الصومالي إلى الإسلام سلميا عن طريق المعلمين الصوماليين المسلمين الذين عملوا على نشر تعاليم الإسلام في القرون التالية، تحولت الدويلات القائمة على أرض الصومال إلى دويلات ومدن إسلامية مثل مدن مقديشيو وبربرة وزيلع وباراوا ومركا والذين كونوا سويا جزء من الحضارة البربرية. 


يدور جدل محتدم في شأن عروبة الصومال، وهو مطروح داخل الصومال وفي أوساط العرب. ويتساءل كثيرون عن حقيقة عروبة الصومال، بغض النظر عن انضمامها إلى الجامعة العربية عام 1974 وشعبها لا يتكلم اللغة العربية، ويكتبها بالحروف اللاتينية، واللغة الرسمية المعتمدة هي اللغة الصومالية.

إذا نظرنا إلى انتماء الصوماليين الثقافي وهويتهم الدينية، فلا شك أنهم عرب. ولكن، إذا نظرنا إلى أصلهم العرقي وموطنهم الأصلي الذي انطلقوا منه، فيجب أن نعتبرهم من الحاميين الكوشيين الذين زحفوا جنوباً حتى وصلوا إلى منطقة القرن الإفريقي مع الهجرات الكوشية.

على الرغم من أن الجدل ما زال قائماً حول إذا كانت الصومال حقاً عربية أو لا، يرجّح كثيرون كفّة عدم عروبيتها لأسباب مختلفة. قد يكون أولها اللغة الصومالية التي تعدّ جزءاً لا يتجزأ من اللغات الكوشية بفضل العديد من الدراسات التي أجريت حولها. علماً أنّ العرب القدامى لم يعترفوا بداية بالصوماليين الأوائل كجزء منهم، بل وصفوهم بالبرابرة.

عدا أن القبائل العربية هاجرت بعد انهيار سد مأرب في اليمن إلى العراق والشام والأراضي البعيدة، وبعد الفتح الإسلامي إلى مصر والمغرب الكبير. ويتساءل البعض هل كان الجد الأعلى للصوماليين عربياً هاشمياً من ذرية عقيل ابن أبي طالب أو مضرياً عدنانياً أو قحطانياً، حتى ذكره العرب في أشعارهم وكتبهم وتواريخهم؟

أما السبب الثالث فهو أنّه  لو كان الصوماليون عرباً، لاستعربت لغتهم وثقافتهم كما استعرب كثير من البرابرة الأمازيغ والطوارق والكوشيين النوبيين السودانيين، مثل الدناقلة على الرغم من تفاوتهم في الاحتفاظ بتراثهم. ولا شك أنّ اللغة الصومالية اقترضت كثيراً من الكلمات العربية بعد مجيء الإسلام، إلا أنها بعيدة إلى حد كبير من اللغة العربية. حتى أنّ استخدام اللغة العربية في الصومال قليل، باستثناء بعض الكلمات التي لها صلة بالدين مثل خير، شر، نعمة، بلاء، نار، جنة وغيرها.

تعتقد إحدى طالبات الجامعة في مقديشو أن "الصومال ليست عربية"، ورأت أن "سبب انضمامها إلى جامعة الدول العربية هو موقعها الجغرافي، ولأسباب سياسية ومصالح، حين كانت في عزها وقوتها. لكن حين عانت الصومال من حرب أهليه مدة 22 عاماً، قامت الجامعة العربية بتهميشها".

المساحة الإجمالية للصومال 637.657 كلم2 ومناخها صحراوي، رياح موسمية شمالية شرقية ودرجات حرارة معتدلة في الشمال وشديدة في الجنوب.
الموارد الطبيعية هي اليورانيوم وخام الحديد والقصدير والجبس والبوكسايت والنحاس والملح والغاز الطبيعي وبعض الاحتياطات النفطية وعاصمة البلاد هي مقديشيو .

يبلغ إجمالي الناتج المحلي 2.6 مليارات دولار.  ونسبة النمو 2.6 % ويبلغ حجم القوة العاملة 3.45 مليون والصادرات 300  مليون دولار وإجمالي الواردات: 798 مليون دولار والديون الخارجية تزيد عن 3 مليارات دولار والعملة هي شلن صومالي وحجم النفقات العسكرية: 22.34 مليون دولار  .

يعد القطاع الزراعي أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد إذ يشكل مع الثروة الحيوانية 40% من إجمالي الدخل القومي في الصومال كما يشكل 65% من إجمالي عوائد الصادرات  وبجانب المنتجات الزراعية واللحوم الحية والمذبوحة التي تصدرها الصومال تقوم البلاد أيضا بتصدير الأسماك والفحم والموز والسكر والذرة الرفيعة والذرة الشامية وكلها من المنتجات المحلية. 

وبالنسبة للصادرات الحيوانية فقد قامت الصومال بتصدير 3 ملايين رأس حية من الأغنام عام 1999 استأثرت بهم مينائي بوساسو وبربرة حيث تم تصدير 95% من إجمال عدد رؤوس الماعز و52% من الخراف التي تم تصديرها من شرق إفريقيا بالكامل. وتصدر أرض الصومال سنويا ما يقرب من 180 مليون طن من الثروة الحيوانية بالإضافة إلى 480 مليون طن من المنتجات الزراعية. علاوة على ذلك تعد الصومال أكبر موريدي المستكة والمر على مستوى العالم.

شهد عام 1991 تغيرات جذرية في الحياة السياسية بالصومال. حيث تمكنت قوات مؤلفة من أفراد العشائر الشمالية والجنوبية مسلحين ومدعومين من إثيوبيا من خلع الرئيس الصومالي محمد سياد بري. وبعد عدة اجتماعات دارت بين الحركة الوطنية الصومالية وشيوخ العشائر الشمالية، أعلن الجزء الشمالي من الصومال انفصاله بصفة أحادية الجانب عن دولة الصومال تحت اسم جمهورية أرض الصومال  في مايو من عام 1991. وعلى الرغم من الانفصال التام الذي حققته جمهورية أرض الصومال واستقرار الأوضاع النسبي الذي تمتعت به مقارنة من الجنوب الصاخب إلا أنها افتقرت إلى الاعتراف الدولي بها من أية حكومة أجنبية.

 خلال عام 1998 أعلنت عشيرتي "هارتي" و"دارود" عن قيام دولة منفصلة ذات حكم ذاتي في الشمال الشرقي للصومال أطلقوا عليها اسم أرض البونت إلا أنها أعلنت استعدادها للمشاركة في وضع دستور جديد لتشكيل حكومة مركزية جديدة. أعقب ذلك في عام 2002 إعلان انفصال دولة "الصومال الجنوبية الغربية" وقيام الحكم الذاتي بها فوق مناطق بأي وباكول وجوبا الوسطى وجدو وشبيلا السفلى وجوبا السفلى

 أصبحت جميعها تحت تصرف الدولة الناشئة وذلك على الرغم من المحرضين الأساسيين للانفصال، جيش الرحنوين الذي تأسس عام 1995، ولم يكن قد فرض سيطرته الكاملة إلا على بأي وباكول وأجزاء من جدو وجوبا الوسطى ومع ذلك سارع بإعلان انفصال تلك المناطق عن دولة الصومال وتأسيس دولة الصومال الجنوبية الغربية.

يتشكل النظام القانوني في الصومال من ثلاثة خطوط عريضة، وهي: القانون المدني والشريعة الإسلامية وجملة من القوانين العشائرية والأعراف التقليدية وتعرف باسم الحير
وفي مارس من عام 2009 قامت الحكومة الائتلافية الجديدة بإقرار الشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع وإصدار الأحكام والقوانين .
المصادر: ويكيبيديا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى