العرب
الملك عبد الله الثاني: الإخوان خطفوا الربيع العربي

في مقابلة مطولة له مع شبكة "بي بي إس" الأمريكية، السبت، اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن جماعة الإخوان المسلمين، جمعية سياسية منظَّمة قامت باختطاف ما سمي بالربيع العربي، وأضاف الملك الأردني في الحديث الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، قائلاً للصحافي الأمريكي شارلي روز، الذي أجرى الحوار "لا تنسى أن الربيع العربي بدأه شبان وشابات تواقون للتغيير، فإذا بجماعة الإخوان المسلمين تختطفه".
وقال ملك الأردن إن الإخوان في مصر أخذوا مكان الشباب الطامح للتغيير وفي الأردن، "للأسف، اتخذ الإخوان قراراً بالبقاء في الشارع".
ورداً على سؤال عن دور إخوان الأردن، قال الملك عبدالله، إنهم وباعتبارهم منظمة رسمية، جرت دعوتهم ليكونوا جزءاً من العملية السياسية، "طلبنا منهم أن يكونوا جزءاً من لجنة الحوار ولكنهم رفضوا".
وحول الوضع السياسي في مصر والتحديات التي يواجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة في ظل رفض الإخوان العملية السياسية الجديدة في البلاد، قال الملك عبدالله، إن "الرئيس السيسي يسعى إلى إعادة القوة والاستقرار لبلده، والاقتصاد تحدٍ كبير له، ولكن في نفس الوقت، عليه أن يتعامل مع حالة عدم الاستقرار في سيناء، ونحن جميعا نحاول مساعدته".
وأضاف الملك:" هو يتزعم بلداً له حدود طويلة مع ليبيا، ونتبادل معه وجهات النظر أيضاً حول الوضع في سوريا والعراق. تخيّل حجم المشاكل التي يتعين عليه التعامل معها، من مواجهة الوضع في ليبيا وما ينطوي عليه هذا الأمر، لذا فعلينا جميعا الوقوف مع المصريين ومع السيسي، فهناك الكثير من التحديات التي يواجهها".
وتطرق اللقاء الصحافي الذي دار على هامش زيارة الملك الأردني إلى الولايات المتحدة الرسمية، ولقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى الوضع الخطير في المنطقة العربية خاصة في العراق وسوريا وفي ليبيا أيضاً والتحديات التي يطرحها داعش على دول المنطقة والمجتمع الدولي.
وفي هذا السياق قال الملك عبد الله:" بالنسبة لتنظيم داعش وما هو على شاكلته، علينا أن نفهم أنه يمثل تهديداً دولياً، فالأمر لا يتعلق بالتهديد الذي نتعرض له اليوم، رغم أن العديد منا يعتقد أن الأولوية هي للتعامل معه في العراق وسوريا، وعلينا أن نتذكر وأن ننظر أيضاً إلى الوضع بسيناء وليبيا، حيث ينطوي أيضاً على تحديات مماثلة، وكذلك الأمر في الصومال ومالي ونيجيريا".
وحول الضربات الجوية واستراتيجية المواجهة على الميدان مع داعش قال الملك الأردني، إن الهجمات الجوية وحدها لن تهزم داعش، داعياً إلى التركيز على التعامل الشامل مع المسألة والتركيز مع العنصر السني في مواجهة داعش خاصة في العراق، مشدداً على أهمية دعم الحكومة العراقية، ومساعدة الأكراد، وخاصة إلى "التواصل مع العشائر السنية في غرب العراق الذين يتعرضون لخطر داهم من داعش".
وأضاف الملك أن المطلوب أن يدرك السنة الآن أنهم غير مُهملين: "علينا أن نتواصل مع العشائر في غرب العراق وشرق سوريا لنجعلهم يشعرون بأن المجتمع الدولي مهتم بهم".
وعن الحضور الأردني في مكافحة داعش قال الملك، إن بلاده "جزء من التحالف، وشاركنا في العمليات ضد تنظيم داعش في سوريا كعضو في هذا التحالف" مشيراً إلى أن الأردن سيلعب أدواراً جديدة في "مواقع أخرى لأننا جزء من الجهود الإقليمية الدولية" دون توضيح طبيعة هذه الأدوار أو التدخلات.
وفي هذا الخصوص قال الملك، إن بلاده تدرب وتساعد على تدريب العراقيين ولكن المهم في تقديره، التدخل لتدريب السوريين والجيش الحرّ لتجاوز الانطباع الحاصل لدى قطاع واسع من السوريين "وتحديداً في شرق سوريا، وأيضاً في غرب العراق، حيث يعتقدون أن المجتمع الدولي لا يتحرك إلا إذا تعرضت الأقليات للخطر، وتحديداً المسيحيون أو الأكراد".
وأعلن الملك في هذا الإطار أن السنة الجديدة ستعرف تحولاً هاماً في هذا المجال قائلاً:"بحدود نهاية العام، هناك إجراءات يجب اتخاذها، ولا أريد التحدث هنا عن هذه المسائل، ولكن هناك خطوات يجب اتخاذها خلال الأسابيع المقبلة"، وذلك رغم صعوبة المهمة خاصة في سوريا التي تعيش على إيقاع حربين حسب العاهل الأردني:" من أجل تغيير النظام في سوريا بغربها، وهناك الحرب ضد داعش بشرقها، وعليه، لا بد من حل المشكلتين في آن واحد، وهذا جزء من المشكلة".
وعن نفوذ الجماعات المتطرفة وإذا ما كان ممكناً تفادي ذلك قال الملك عبدالله، إن المشكلة تتمثل في الدعم الكبير الذي حظيت به هذه الجماعات منذ البداية، و"أعتقد أن هذا هو السبب فيما نشهده من فوضى".
وأَضاف الملك أنه ومنذ البداية لم يأخذ أحد برأي الأردن الداعي إلى دعم الجماعات المعتدلة في سوريا وليس المتطرفة قائلاً "ربما كان الأمر يتعلق بعدم فهم قواعد اللعبة، وتحديداً الوحدات المتواجدة على الأرض، ومن يتسلم العتاد والسلاح"، مشيراً إلى أنه لم يؤخذ برأي بلاده في هذه المسألة مكتفياً بالقول: "كان هناك من يستمع، ولكن لم يتخذ إجراء حازم كالذي كنت آمله".
وجدد الملك التأكيد على أن المخرج الوحيد من الوضع السوري: "في نهاية المطاف لا بد من حل سياسي.. منذ عامين توصلت لقناعة مفادها أنه كلما ازداد دعم المعارضة، تأتي أطراف أخرى وتدعم النظام بالزخم نفسه".
حرب عالمية ثالثة
وعن الجهاديين الأجانب الذين يتدفقون على المنطقة قال الملك عبدالله، إن هذه المشكلة أصبحت مشكلة دولية، مشيراً إلى أنها "معركة واضحة بين الخير والشر، وهي معركة ستستمر لأجيال قادمة، وكما قلت للرئيس بوتين في الواقع، أعتقد أنها حرب عالمية ثالثة بوسائل مختلفة".
وأوضح العاهل الأردني أن المعركة "ستستمر لأجيال قادمة" وستكون الحرب قصيرة الأمد عسكرياً، لتنتقل إلى أمنية في المدى المتوسط ثم تتحول إلى حرب أيديولوجية على المدى الطويل أما على المدى الطويل.
وقال الملك الأردني إن المنطقة تعيش لحظة تاريخية تحتم عليها اتخاذ "القرار الصعب" بحشد الجهود وإعلان أنه لا علاقة لداعش وغيره بالإسلام، في هذه اللحظة نجد من يقول إنها مواجهة بين المسلمين المتطرفين والمسلمين المعتدلين، وأنا لا أعتقد أن هذا صحيح. فكما تعلم، أنا مسلم، ولا داعي لأن تصفني بأنني مسلم معتدل. أنا مسلم فقط، ولا أعلم ما يمثله هؤلاء الإرهابيون أو فكرهم".
وبسؤاله عما يمثله يمثله البغدادي، قال العاهل الأردني: "هؤلاء الإرهابيون صوروا ديننا على أنه يبيح إعدام الناس أو صلبهم، وقطع الرؤوس واغتصاب النساء، وهي أمور لا تمت إلى ديننا أو لأي دين آخر بصلة".



