الولايات المتحدة وروسيا تبدأن محادثات في السعودية لبحث إنهاء الحرب الأوكرانية

تعتزم الولايات المتحدة وروسيا بدء محادثات في السعودية خلال الأيام المقبلة، تهدف إلى إنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات. في الوقت الذي أكدت فيه أوكرانيا أنها لم تُدعَ للمشاركة في هذه المباحثات، فإن هذه الخطوة تثير قلق الحلفاء الأوروبيين، الذين يخشون من استبعادهم من أي عملية سلام مستقبلية في أوكرانيا.
وأفاد عضو بمجلس النواب الأمريكي ومصدر مطلع، يوم السبت، بأن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا سيبدؤون محادثات في السعودية بهدف التوصل إلى حل للصراع الأوكراني الذي دام قرابة الثلاث سنوات.
وفي المقابل، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي التقى مع نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس في ألمانيا، إلى أن أوكرانيا لم تتلق دعوة للمشاركة في المحادثات في السعودية. وأضاف أن كييف لن تبدأ مفاوضات مع روسيا قبل التشاور مع شركائها الاستراتيجيين.
وقال النائب الأمريكي مايكل ماكول في ميونيخ بألمانيا إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيغادرون إلى السعودية. ولم يتضح بعد من سيلتقي من الجانب الروسي.
وأكد ماكول أن الهدف من المحادثات هو الترتيب لعقد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي “لإحلال السلام وإنهاء هذا الصراع”.
وأفاد مصدر مطلع بأن المحادثات المقررة ستتم بين مسؤولين أمريكيين وروس، في وقت لم ترد فيه وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق.
من جهته، تعهد ترامب، الذي تولى منصبه في يناير 2024، مرارًا بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة. وأجرى مكالمات هاتفية مع بوتين وزيلينسكي يوم الأربعاء، مما أثار قلق حلفاء واشنطن الأوروبيين من احتمال استبعادهم من أي عملية سلام.
وقد تزايدت المخاوف بعد أن قال مبعوث ترامب إلى أوكرانيا إن أوروبا لن تكون جزءًا من المفاوضات، بعد أن أرسلت واشنطن استبيانات إلى العواصم الأوروبية للاستفسار عن كيفية مساهمتها في ضمانات أمنية لأوكرانيا.
اتصالات بين المسؤولين الأمريكيين والروس
وفي السياق نفسه، تحدث ماركو روبيو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث أفادت وزارة الخارجية الروسية أن الطرفين اتفقا على إجراء اتصالات منتظمة للتحضير للقاء محتمل بين بوتين وترامب.
من جانبه، قال زيلينسكي الجمعة إنه يعتزم زيارة الإمارات والسعودية وتركيا، لكنه لم يحدد موعدًا لذلك. كما أضاف أنه لا يخطط للقاء أي مسؤولين أمريكيين أو روس خلال تلك الزيارات.
وضع الميدان في أوكرانيا
على الأرض، تسيطر روسيا على نحو خمس مساحة أوكرانيا وتحقق تقدمًا بطيئًا في الشرق منذ أشهر، في حين يعاني الجيش الأوكراني من نقص في العدد ويحاول الحفاظ على المناطق الغربية.
وتطالب روسيا كييف بالتنازل عن أراضٍ والالتزام بالحياد الدائم في أي اتفاق سلام، بينما تطالب أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة، وتسعى إلى الحصول على ضمانات أمنية أو عضوية في حلف الناتو.
المساعدات الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا
قدمت الولايات المتحدة وأوروبا مساعدات عسكرية لأوكرانيا بمليارات الدولارات منذ بداية الحرب. وقد أشار ترامب إلى دعمه لأوكرانيا، ولكنه يسعى لضمان أمن التمويل الأمريكي لكييف.
الصفقة المتعلقة بالموارد الطبيعية
وفي سياق متصل، تتفاوض الولايات المتحدة وأوكرانيا على صفقة قد تفتح المجال للاستثمار الأمريكي في ثروات أوكرانيا الطبيعية. وقالت مصادر متعددة إن الولايات المتحدة اقترحت الاستحواذ على 50% من المعادن النادرة في أوكرانيا. وأوضح زيلينسكي أن مسودة الاتفاق لا تحتوي على البنود الأمنية التي تحتاجها كييف.