بحري
بالصور.. البرادعة تستنجد و300 الف نسمه بلا خدمات ..الوحدة الصحية غارقة في الصرف ومركز الشباب مقلب قمامة
تحقيق وتصوير ــ حنان سليمان
مأساة يعيشها حوالى 300 ألف نسمة بقرية البرادعة التابعة لمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، حيث تعانى من تردى وانعدام الخدمات تقريبا ، وتحول مركز شباب القرية الى خرابة ومبني متهدم ، وسوء حالة المياه، فضلا عن بطئ الأعمال بمشروع الصرف الصحى بالقرية، وكارثة مرور اسلاك الضغط العالى.
رصدنا حال القرية التى تنتمى لها والدة رئيس الوزراء السابق، المهندس إبراهيم محلب، فى البداية يقول محمد عبدالعزيز، ان مركز الشباب مهمل منذ 25 سنة تحول الى خرابة، وهى اكبر قرية على مستوى قرى مدينة القناطر الخيرية، حيث يجد الشباب معاناة فى ممارسة الانشطة الرياضية حيث يقطعون مسافات للقرى المجاورة، حيث تحول المبنى الى مقلب قمامة، وممارسة الأعمال الإجرامية وتعاطى المواد المخدرة، وممارسة الأعمال المنافية.
مطالبا بسرعة اتخاذ اجراء نحو المبنى وانشاء مركز شباب للهو وتفريغ شحنتهم فى ممارسة الأنشطة الرياضية، بدلا من ممارسة الأعمال الإجرامية، مطالبين بنظر المسئولين الى شباب القرية.
ويضيف عيد ابراهيم، أحد أهالى القرية، انهم تقدموا بالعديد من الطلبات لمحافظين القليوبية السابقين، ولمجلس المدينة، كما نتلقى وعودا كاذبة من أعضاء مجلس النواب خلال فترات الإنتخابات، ولم نجدهم بعد فوزهم بالبرلمان، ايضا لم نجد أى استجابة من اى مسئول ويستمر المبنى خرابة كما هو منذ 25 سنة.
ويشير عبدالله ناصر، طالب احد ابناء القرية، الى انهم قاموا بتأجير قطعة ارض بالقرية بالجهود الذاتية ، ولكن اختلف صاحب الرض معهم واخذها مرة أخرى، ولم يوجد بالقرية اى مكان للمارسة الأنشطة الرياضية،ونقوم بتأجير الملاعب بالقرى المجاورة بتكلفة الساعة 60 جنية.
ويطالب محمد امين، موظف وأحد الأهالى، بإزالة المبنى المتهالك والذى يمثل خطورة وبناء سور حول الأرض حتى يتم تحديد مشروع بدلا منه، حيث اصبح المبنى مقلب قمامة، ويقوموا بإلقاء الحيوانات النافقة، وقامت الأهالى بشراء نوافذ للمبنى حتى لا يستخدمه البلطجية فى تعاطى المواد المخدرة، وأعمال الدعارة، الا انه لم يستمر ايام وقاموا بتحطيم النوافذ مرة اخرى.
واقترح محمد صادق، أحد الأهالى، بهدمه وتوسعة المدرسة المجاورة له حيث تعمل فترتين والقرية فى حاجة الى مدرسة، او بناء سور وتحويلة الى سوق للقرية، ولكن تركه فى هذة الشأن أمر سيئ وصيب أبناء المنطقة المحيطة بالأمراض.
ويلفت هشام محمد، الى تأخر تنفيذ مشروع الصرف الصحى والذى بدء الأعمال به منذ 6 سنوات، ولم ينتهى حتى الأن، حيث تشهد الشوارع برك مياه من طفح الصرف السلبى التى قامت الأهالى بعمله، و تشهد انسداد للمواسير وغرق الشوارع مما تسبب فى مشادات ومشاحنات بين الأهالى حول اصلاحه، ويترك بالأيام والشوارع تغرف فى مياة الصرف.
ويشكو احمد فهمى أحد الأهالى، من سوء حالة المياه بالقرية، ورغم تصريحات المسئولين بانها صالحة للشرب الا انها غير صحيحة بالمرة، حيث ان أهالى القرية تقوم بشراء المياه منذ أكثر من 10 سنوات، وتعتمد الأهالى على مياة المحطات الأهلية والطلمبات الحبشية، وتستخدم مياة المنازل فى الغسيل فقط.
وتشير سماح عبد الفتاح ربه منزل، إلى الوحدة الصحية بالقرية والتي تغرق في مياه الصرف وتعوق الداخل إلى الوحدة والخارج منها بسبب المياه الموجودة أمام الوحدة بصفة دائمة وتطالب المسئولين بالمحافظة بالنظر في مشاكل القرية والتي تتلخص في تشغيل الصرف الصحى.
وتنتقد سعاد حسن ربة منزل مرور اسلاك الضغط العالى فوق المنازل، والتى تهدد بكارثة، مؤكدا ان شهدت القرية انفجار شديد منذ فترة، وجاء مسئولى الكهرباء وقاموا باصلاحه، مطالبين بنقله او دفنه بالأرض لحماية الأهالى من خطر الحرائق.
ويطالب أهالى القرية اللواء الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية، والمحاسب عبدالحكيم القاضى رئيس مدينة القناطر الخيرية، بسرعة اتخاذ قرار عاجل نحو مبنى مركز الشباب، والذى يمثل خطورة على الأهالى فى حالة انهياره، ونقل اسلاك الضغط العالى، وسرعة الإنتهاء من مشروع الصرف الصحى، ومحطة المياه، لحمايتهم من المخاطر والأمراض التى يعانى منها أهالى القرية على مدارس السنوات الماضية.
من جانبه أعلن الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية، عن موافقة الحكومة على اتخاذ إجراءات عاجلة لحل مشكلة القرية، واعتماد التمويل اللازم لتغيير 200 متر مواسير والبدء فورا في إنشاء محطة الصرف الصحي العملاقة بقرية أجهور الصغري لخدمة أكثر من 10 قري من بينها قرية البرادعة بشكل أساسي، وذلك باستثمارات 48 مليون جنيه، حيث تم إنهاء كافة المشكلات التي كانت تعترض طرح وإنشاء المحطة، وبدء العمل بالفعل علي الأرض بالمحطة الجديدة.
اوضح أن الأمر في البرادعة على وجه الخصوص له طابع خاص، لاسيما بعد كارثة التيفود الشهيرة، وارتفاع درجة الخلاف بين المحافظة والإسكان ليسدد البسطاء في النهاية فاتورة هذا الخلاف التاريخي دون ذنب.
وقال المحافظ عن زيارته خلال الفترة الماضية للقرية للإستماع لشكاوى الأهالى منهم وحجم المأساة، لكننا لم نخرج منها دون حلول جذرية، صحيح أن هذه الحلول لن تنتهي بين يوم وليلة، لكننا بدأنا المواجهة بإجراءات فعلية على الأرض، أولها تغيير 200 متر مواسير، والتنبيه على شركة مياه الشرب والصرف الصحي باتخاذ إجراءات حاسمة في هذا الشأن، لتوفير كوب ماء نظيف لأبناء البرادعة، وهذا أبسط حقوقهم علينا".
وأوضح المحافظ من المنتظر ان تدخل 9 محطات لمياه الشرب الخدمة خلال الشهر المقبل في قرى القليوبية، وهذه المحطات سوف تساهم في توفير مياه الشرب الصالحة بهذه القرى فضلا عن زيادة نصيب المواطن القليوبي من المياه.