العرب

بجهود دبلوماسية لم يغفل لها جفن.. مساعي مصر تعيد السلام لغزة

جهود ومساع دائمة لم تتوقف للحظة مع الأشقاء والأصدقاء في شتى بقاع الأرض والداعيين للسلام في العالم لإنهاء الحرب الجائرة على قطاع غزة، فمُنذ اللحظة الأولى من الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023، وبدأت مصر جهودًا مكثفة لاحتواء الأزمة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

لعبت مصر دورًا دبلوماسيًا بارزًا لاحتواء التصعيد في قطاع غزة، حيث قدمت دورًا تاريخيًا ومحوريًا في التعامل مع القضية الفلسطينية، بتوفير كافة سبل الدعم للأشقاء الفلسطينيين وحمايتهم من آلة الحرب الإسرائيلية.

وتؤكد مصر دائمًا أنها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل وشامل يحفظ للشعب الفلسطيني كافة حقوقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

تستعرض «بوابة أخبار اليوم» خلال التقرير التالي أبرز جهود الدبلوماسية المصرية وما قدمته للأشقاء في فلسطين، مُنذ اللحظات الأولى من اندلع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023 وحتى قرار وقف إطلاق  النار اليوم.

السيسي يوجه بتقديم كل الدعم

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال تفقده مقر الأكاديمية العسكرية يوم الجمعة 11 يناير 2025، أن الجهود المصرية لوقف الحرب على غزة بدأت مُنذ 7 أكتوبر 2023، ولدينا ثلاثة ثوابت نعمل عليها، هي وقف الحرب، وإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إضافة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن اليوم التالي لانتهاء الحرب، حتى لا تتكرر هذه المأساة كل عدة سنوات.

قد وجه الرئيس السيسي مُنذ الساعات الأولى من عملية طوفان الأقصى واندلاع التصعيد بين فصائل المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة للحد من الصراع.

ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية على الفور؛ بيانًا دعت خلاله مصر الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على مستقبل جهود التهدئة.

ودعت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة دوليًا والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.

وفي 15 أكتوبر 2023، ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجلس الأمن القومي، وتناول الاجتماع تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة.

وقال الرئيس السيسى، خلال الاجتماع، إن مصر تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في المنطقة، محذرًا من تصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى.

مؤتمر القاهرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية لغزة

استضافت مصر أعمال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة نائبة السكرتير العام للأمم المتحدة أمينة محمد، في 2 ديسمبر 2024.

بمشارك 103 وفد من دول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية، في سياق جهود مصر الداعمة للاستجابة الإنسانية في غزة ولمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

 وكان الهدف من المؤتمر تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع.

وأكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، أن مؤتمر القاهرة الوزاري يأتي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، أن تسوية المظلمة الفلسطينية هي أساس أمن واستقرار المنطقة

وأشار وزير الخارجية، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي عقد عل هامش المؤتمر، إلى أنه على مدار ثلاثة عشر شهرا، وقف المجتمع الدولي متفرجًا أمام ما يتم ارتكابه من أفعال بشعة ومشاهد قتَل للأطفال والنساء، وتشريد للسكان المدنيين، وتدَمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقصَف سيارات الإسعاف، بل واستَهداف العاملين في المجال الإنساني؛ بمن فيهم موظفي الأمم المتحدة الذين أودى القصف بحياة أكثر من ٢٣٧ منهم، غالبيتهم من شهداء وكالة الأونروا، فضلا عن تدمير أكثر من ٢٠٠٠ منشأة تابعة للوكالة في قطاع غزة؛ من بينها أكثر من ٦٥ من مدارسها.

وأوضح وزير الخارجية، أن كل ذلك كان حصيلته قتل أكثر من ٤٣ ألـف فلسطيني؛ ٧٠% مـنهم من النساء والأطفال؛ فضلا عن نزوح أكثر من ٢ مليون شخص بسبب أوامر الإخلاء التي أصدرها الاحتلال، وباتت تغطي أكثر من ٨٥% من أراضي القـطاع.

مؤتمر القاهرة للسلام

استضافت مصر مؤتمر القاهرة للسلام في 21 أكتوبر 2023، استجابة لدعوة الرئيس السيسي، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، لبحث التصعيد الذي يشهده قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين وفي الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجًا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويــع وضــغوط عنيفــة للتهجير القسري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات وأسس القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

وتابع، يخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني، من يظن، أن هذا الشعب الأبي الصامد، راغب في مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال، أو القصف.

وأضاف قائلًا: “أكرر أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين بوضوح ولسان مبين عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري فردًا فردًا: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث وفي كل الأحوال “لن يحدث على حساب مصر أبدًا “.

القمة العربية الإسلامية

احتضنت العاصمة السعودية الرياض القمة العربية الإسلامية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لاستكمال الدور المصري الذي بدأته مصر بعقد قمة القاهرة للسلام.

أكد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية على ضرورة كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل المساعدات تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى قطاع غزة بشكل فوري.

كما أكد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية على ضرورة دعم جهود مصر لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف، ودعم كل ما تتخذه مصر من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.

إدانة تهجير حوالي مليون ونصف فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 وملحقها للعام 1977، ودعوة الدول الأطراف في الاتفاقية اتخاذ قرار جماعي يدينها ويرفضها،

ودعوة جميع منظمات الأمم المتحدة للتصدي لمحاولة تكريس سلطات الاحتلال الاستعماري هذا الواقع اللا إنساني البائس، والتأكيد على ضرورة العودة الفورية لهؤلاء النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم.

مصر لم تغلق معبر رفح لحظة

مرارًا وتكرارًا يؤكد كافة المسؤولين المصريين أن معبر رفح لم يغلق لحظة واحدة مُنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023 من الجانب المصري.

ومازالت السلطات المصرية مستمرة في العمل على إصدار تأشيرات الخروج لراغبي الخروج من غزة، وتعد مصر من أكبر الدول الداعمة لغزة في ظل هذه الأزمة.

ومن جانبه أكد رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي، في بيان ألقاه أمام مجلس النواب بشأن الجهود المصرية لدعم الأشقاء الفلسطينيين، في 21 نوفمبر 2024، أن معبر رفح المصري لم يُغلق لحظة.. وإسرائيل هي التي تتحكم في معبر رفح الفلسطيني والإعاقة والعقبات من الجانب الإسرائيلي وليس من الجانب المصري.

وأكد رئيس مجلس الوزراء، في بيانه، أن مصر ترفض تماما استهداف المدنيين الأبرياء ومنازلهم والمؤسسات المدنية من المستشفيات والمدارس ودور العبادة من المساجد والكنائس التي تتمتع بحماية دولية وفقاً للقانون الدولي الإنساني، كما أكدت مصر رفضها لسياسة العقاب الجماعي، التي تفرضها إسرائيل في كل مكان من قطاع غزة.

وفي السياق ذاته، أشار مدبولي إلى أن تحركات الدولة المصرية شملت كافة المستويات السياسية والدبلوماسية لوقف إطلاق النار، حيث يتم التنسيق على مدار الساعة مع كل الأطراف الدولية والإقليمية لوضع سبل حل الأزمة، ووقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال لقاءات واتصالات مكثفة حرص كبار قادة دول العالم على إجرائها مع السيد الرئيس، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر على ثقة كاملة أن الأشقاء الفلسطينيين واعُون ومُدركون تماما أن الموقف المصري يخدم بشكل مباشر القضية الفلسطينية ويُفشل أي محاولات لتصفيتها.

مساعدات مصر 4 أضعاف المقدم من 30 دولة

وحول الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن مصر ضغطت ـ منذ بداية الأحداث ـ من أجل إدخال المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع، من خلال التعاون بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر إلى قطاع غزة، أكثر من 11200 طن، حتى 19 نوفمبر 2024، من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمياه والخيام وغيرها من المساعدات والاحتياجات؛ لتخفيف حدة المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو ما يمثل نحو 4 أضعاف حجم المساعدات المقدمة من 30 دولة، بلغ مساعداتها مجتمعة 3 آلاف طن.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن آخر المساعدات التي قدمتها مصر لأهالي غزة كان مطلع الأسبوع الحالي، مشيرا إلى أنه شرُفُ بإطلاق أكبر قافلة إغاثة إنسانية شاملة لأهالي القطاع ضمت ما يزيد على 2500 طن من مختلف المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها، قائلا: هناك دفعات أخرى من المساعدات يتم تجهيزها حاليا للأشقاء في غزة، كما تتواصل الجهود الخاصة باستقبال المصابين من قطاع غزة، القادمين عبر معبر رفح البري، حيث تم استقبال حتى الآن نحو 8200 قادم من مختلف الأعمار، تم مناظرتهم وتقديم مختلف أوجه الرعاية الطبية اللازمة لهم بمختلف التخصصات، وتم استقبال 383 في المستشفيات، ومن بين هذه الأعداد 28 طفلا من الأطفال المبتسرين، تم استقبالهم مؤخراً، كما تم تجهيز أكثر من 30 ألفاً من الأطقم الطبية لخدمة أهالينا المصابين الوافدين.

وأكد مدبولي في الإطار نفسه الاستعداد التام من جانب المستشفيات والأطقم الطبية في مصر؛ لاستقبال الحالات الوافدة عبر منفذ رفح، وتوفير الرعاية الطبية المطلوبة لهم، وقال: لا يفوتني أن أشيد بما قامت به منظمات المجتمع المدني المصري من دور إنسانيّ عظيم، من خلال المساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة، وهناك مواطنون تقدموا فرادى لمساعدتهم.

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي أن معبر رفح المصري لم يُغلق لحظة، موضحا اللبْس الموجود لدى العديد من الأطراف الخارجية، وبعض وسائل الإعلام، الذي يتمثل في أن هناك معبرا واحدا هو معبر رفح المصري وأن مصر تُغلق هذا المعبر ولا تسمح بعبور وتدفق المساعدات لسكان غزة أو عبور العالقين من الأجانب ومزدوجي الجنسية، وقال في هذا الصدد: هناك معبران باسم رفح؛ معبر رفح المصري ومعبر رفح الفلسطيني، وأن إسرائيل هي التي تتحكم في معبر رفح الفلسطيني، وأن الإعاقة والعقبات من الجانب الإسرائيلي وليست من الجانب المصري.

الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى