العرب

بعد نهاية نظام الأسد.. الاحتلال يستولى على جبل الشيخ «عين سوريا في السماء»

في خطوة تصعيدية جديدة تتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على احتلال قمة جبل الشيخ، أعلى قمة جبلية في سوريا، مستغلاً الأوضاع التي أعقبت نهاية حكم بشار الأسد.

في هذا الصدد كشفت شبكة سي إن إن، خطورة التحركات العسكري التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الداخل السوري، من خلال القيام بسلسلة من العمليات العسكرية المستمرة والواسعة النطاق التي يتم تنفيذها بشكل ممنهج في عمق الأراضي السورية.

التحركات العسكرية والأبعاد الاستراتيجية

استغلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الفراغ السياسي والعسكري في سوريا بشكل غير مسبوق، لتشن سلسلة من الغارات الجوية استهدفت ما يقرب من 500 موقع عسكري سوري. 

وفي تصريحات نقلتها شبكة سي إن إن، ادعت قوات الاحتلال نجاحها في تدمير 90% من منظومات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري، في خطوة تهدف إلى منع وقوع هذه الأسلحة في أيدي الفصائل المسلحة. 

وتزامن ذلك مع تحركات برية سريعة أدت إلى السيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، التي ظلت لعقود تحت إشراف قوات حفظ السلام الدولية.

ويكتسب جبل الشيخ أهمية استراتيجية فائقة، إذ يرتفع إلى 2,814 متراً، ما يجعله نقطة مراقبة استراتيجية تطل على ثلاث دول وهي الأردن ولبنان وسوريا. 

وفي هذا السياق، يؤكد مدير معهد القدس للاستراتيجية والأمن إفرايم إنبار، في تصريحات خاصة لشبكة سي إن إن، أن “السيطرة على الجبل تمنح إسرائيل ميزة استراتيجية لا يمكن تعويضها، فهو يوفر إمكانية مراقبة التحركات في عمق الأراضي السورية واللبنانية”. 

وأضاف إنبار أن الموقع يتيح نصب معدات مراقبة إلكترونية متطورة لا يمكن نقلها بواسطة الطائرات، مما يجعله منصة استخباراتية فريدة.

التداعيات السياسية والإقليمية

أثارت هذه التطورات المتسارعة ردود فعل إقليمية ودولية واسعة، حيث عقد مسؤولون من الحكومة المصرية والعراقية والتركية، إلى جانب ممثلين عن المفوضية الأوروبية، في اجتماعاً طارئاً بالعقبة لمناقشة تداعيات هذا التصعيد الخطير. 

وأدان وزير الخارجية والهجرة د. بدر عبد العاطي احتلال إسرائيل للأراضي السورية، وانتهاك اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام1974، مؤكدًا أنه يمثل خرقًا للقانون الدولي، كما أدان الغارات الإسرائيلية الممنهجة التي استهدفت البنية التحتية للجيش السوري وقدراته العسكرية.

وفي تصريحات قوية، حذر نائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي، من خطورة استغلال الفراغ السياسي في سوريا، مؤكداً أن استقرار سوريا يمثل “ركيزة أساسية لأمن المنطقة”. 

وشدد المجتمعون على ضرورة احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، داعين إلى التسوية الشاملة للأزمة والحل السياسي، مع رفض التدخلات الخارجية التي تهدد استقرار المنطقة.

وفي تطور لافت، كشفت مصادر ميدانية لشبكة سي إن إن، أن قوات جيش الاحتلال تجاوزت حدود قمة جبل الشيخ، متوغلة حتى منطقة بقعسم التي تبعد نحو 25 كيلومتراً فقط عن العاصمة السورية دمشق. 

ورغم نفي المتحدث العسكري الإسرائيلي لهذه التقارير، إلا أن هذه التحركات أثارت مخاوف جدية لدى القوى الإقليمية، وخاصة الحكومة الإيرانية والحكومة الروسية، اللتين تراقبان الوضع عن كثب.

المواقف الدولية والمسارات المحتملة

حاول رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تبرير هذه التحركات العسكرية بذريعة منع تكرار هجمات مماثلة لما حدث في 7 أكتوبر، مؤكداً في تصريحات نقلتها سي إن إن أن الاحتلال “مؤقت” وأن “يده ممدودة” للحكومة السورية المؤقتة. 

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تتجه الأنظار نحو موقف الإدارة الأمريكية، التي سبق وأن اعترفت بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة خلال إدارة ترامب. 

وتشير التحليلات العسكرية التي نقلتها سي إن إن، عن الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف، إلى أن الموقع يوفر لإسرائيل قدرات استخباراتية وعسكرية هائلة، خاصة وأن القمة تقع على بعد 35 كيلومتراً فقط من دمشق، مما يجعل العاصمة السورية في مرمى المدفعية الإسرائيلية.

الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى