بوتين يعين مدنياً في منصب وزير الدفاع.. من هو أندريه بيلوسوف؟
أمس الأحد، في محاولة لتهيئة روسيا لحرب اقتصادية من خلال محاولة الاستفادة بشكل أفضل من ميزانية الدفاع وتسخير المزيد من الابتكار لتحقيق الفوز في أوكرانيا.
ورشح بوتين المدني أندريه بيلوسوف (65 عاماً)، نائب رئيس الوزراء السابق والمتخصص في الاقتصاد، لمنصب وزير الدفاع، خلفاً لحليفه القديم سيرغي شويغو (68 عاماً).
من هو أندريه بيلوسوف؟
يحمل بيلسوف الذي تخرج من جامعة لومونوسوف موسكو الحكومية عام 1981، سيرة ذاتية حافلة، إذ شغل منصب مدير دائرة الاقتصاد والمالية في مكتب رئيس الوزراء الروسي في الفترة من 2008 حتى 2012.
عمل وزيراً للتنمية الاقتصادية في روسيا في الفترة من 2012 حتى 2013، ومساعداً لرئيس الاتحاد الروسي من 2013 حتى تاريخه.
وهو عضو في أقسام الإدارة في العديد من المنظمات الربحية، المدرجة في قسم “الكشف عن المعلومات”.
وعضو مجلس إدارة شركة Rosneft منذ عام 2015.
وبعد تخرجه من المدرسة الثانية للفيزياء والرياضيات، التحق بكلية الاقتصاد بجامعة موسكو الحكومية التي تحمل اسم إم في لومونوسوف، وتخرج بمرتبة الشرف في عام 1981.
وأثناء التدريب، بدأ التعاون مع مجموعة من الاقتصاديين تحت قيادة ألكسندر أنشيشكين الذي كان في الفترة 1977-1981 رئيساً لأحد أقسام كلية الاقتصاد.
وبعد حصوله على دبلوم التعليم العالي، واصل أندريه بيلوسوف دراساته العليا في المعهد المركزي للاقتصاد والرياضيات التابع لأكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (CEMI).
وواصل بعد حصوله على دبلوم التعليم العالي، دراساته العليا في المعهد المركزي للاقتصاد والرياضيات التابع لأكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (CEMI).
وفي الوقت نفسه، بدأ مسيرته العلمية هناك، في البداية كباحث متدرب، ثم كباحث مبتدئ في مختبر نمذجة أنظمة الإنسان والآلة في CEMI، برئاسة إي بي إرشوف.
وفي عام 1988، دافع أندريه بيلوسوف عن أطروحته “محاكاة آليات تكوين واستخدام رأس المال العامل (نهج متنوع)”.
وبعد 3 سنوات، في عام 1991، تم تعيينه رئيساً للمختبر في IEPNT، وشغل هذا المنصب حتى عام 2006، حيث جمعه مع العمل في منظمات أخرى، ولم يتم إطلاق سراحه إلا عن طريق التحول إلى الخدمة العامة.
وفي الوقت نفسه، بدأ التعاون مع هيئات الدولة منذ عام 1999. وكان عضواً في مجلس إدارة وزارة الاقتصاد، كما كان مستشاراً لعدد من رؤساء الوزراء: إيفغينيا بريماكوفا، وسيرجي ستيباشين، وميخائيل كاسيانوف، وميخائيل فرادكوف (عمل مع كاسيانوف وفرادكوف كمستشار مستقل).
وفي عام 2000، أسس أندريه بيلوسوف وترأس مركز تحليل الاقتصاد الكلي والتنبؤ قصير المدى (CMACP)، والذي نشر على أساسه في عام 2005 تقريراً بعنوان “الاتجاهات طويلة المدى للاقتصاد الروسي: سيناريوهات التنمية الاقتصادية في روسيا حتى عام 2020”.
وفي سنة 2006، بدأ فصلاً جديداً في سيرته الذاتية، إذ تحول إلى الخدمة العامة.
وبدعوة من وزير التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي، تولى جيرمان جريف منصب نائبه.
في الوقت نفسه، استقال من جميع المناصب الأخرى (خليفة في منصب المدير العام لـ TsMAKP أصبحت إيلينا أركاديفنا أبراموفا).
2008‒2012: مدير إدارة الاقتصاد والمالية الحكومية.
2012‒2013: وزير التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي.
2013‒2020: مساعد رئاسي.
21 يناير (كانون الأول) 2020: النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد الروسي، بأمر تنفيذي من الرئيس الروسي.
وعن أسباب اختياره، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين، إن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اختار أندريه بيلوسوف، للعمل كوزير للدفاع بسبب الحاجة إلى “الابتكار”.
وأضاف بيسكوف: “اليوم في ساحة المعركة، الفائز هو من أكثر انفتاحاً على الابتكار، وبالتالي فمن الطبيعي أنه في المرحلة الحالية، قرر الرئيس أن يرأس وزارة الدفاع الروسية مدني”.
سلّط المتحدث باسم الكرملين الضوء على الخبرة القيادية السابقة لبيلوسوف وخلفيته الاقتصادية. وقال: “هذا ليس مجرد مدني، ولكنه شخص ترأس وزارة التنمية الاقتصادية في روسيا بنجاح كبير، وكان لفترة طويلة مساعداً للرئيس في القضايا الاقتصادية وكان أيضاً النائب الأول لرئيس الحكومة في الحكومة السابقة”.
وبحسب بيسكوف، فإن ميزانية وزارة الدفاع تقترب من مستوى منتصف الثمانينيات وتبلغ حالياً 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن هذا ليس حرجاً بعد.
وأضاف: “بسبب الظروف الجيوسياسية المعروفة حولنا، فإننا نقترب تدريجياً من وضع منتصف الثمانينات، عندما كانت حصة نفقات الكتلة الأمنية في الاقتصاد 7.4%. إنها ليست حرجة، لكنها مهمة للغاية”.
ويشارك بيلوسوف، وهو وزير اقتصاد سابق ومعروف بقربه الشديد من بوتين، الرئيس الروسي في رؤيته لإعادة بناء دولة قوية، وعمل أيضاً مع كبار الخبراء والمتخصصين في عهد بوتين الذين يريدون قدراً أكبر من الابتكار ومنفتحين على الأفكار الجديدة.
كما يلعب دوراً هاماً في الإشراف على برنامج الطائرات المسيرة في روسيا.
وكان ترشيح بيلوسوف، وهو مسؤول مدني معروف بصنع القرار الاقتصادي وليست لديه خبرة القتال، مفاجأة كبرى، بحسب “رويترز”.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، أن هذا لن يشير إلى تحول في النظام العسكري الروسي الحالي.
وقال إن “فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة والشخص الذي يتولى دوراً عملياً أكبر فيما يتعلق بتوجيه الحرب، سيبقى في منصبه، وكذلك وزير الخارجية المخضرم سيرغي لافروف”.
وتابع: “أما بالنسبة للمكون العسكري، فإن هذا التخصيص لن يغير بأي حال من الأحوال أنظمة الرتب الحالية. لقد كان المكون العسكري دائماً من اختصاص رئيس الأركان العامة (فاليري غيراسيموف)، وسيواصل أنشطته، لا توجد تغييرات متصورة حالياً في هذا الصدد”.
وأضاف بيسكوف أن “بوتين يرغب في أن يصبح شويغو أميناً لمجلس الأمن الروسي ليحل محل نيكولاي باتروشيف، وأن يتولى أيضاً مسؤوليات مجمع الصناعات العسكرية”.
وسيتولى باتروشيف منصباً جديداً لم يعلن عنه بعد.
ويمنح هذا التغيير شويغو منصباً يعد نظرياً أعلى من دوره في وزارة الدفاع، مما يضمن استمراره وحفظ ماء وجهه.
وتعد التعديلات، التي من المؤكد أن يوافق عليها المشرعون، أهم التغييرات التي أجراها بوتين للقيادة العسكرية منذ إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 فيما أسماه عملية عسكرية خاصة.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، فإنه من المرجح أيضاً أن ينظر إلى هذا التغيير كمحاولة من بوتين لإخضاع الإنفاق الدفاعي لمزيد من التدقيق لضمان إنفاق الأموال بشكل فعال بعد أن اتهم ممثلو الادعاء العام حليف شويغو ونائب وزير الدفاع بتلقي رشوة.
ويشير التغيير الذي فاجأ النخبة في روسيا إلى أن بوتين يضاعف جهوده في الحرب الأوكرانية ويريد تسخير المزيد من الاقتصاد الروسي للحرب، بعد أن سعى الغرب إلى إغراق الاقتصاد بالعقوبات لكنه لم يفلح حتى الآن.