تخطي 1.5 درجة مئوية في 2024.. بداية حقبة مناخية جديدة تثير القلق

أفاد باحثون بأن عام 2024 الذي شهد تجاوز درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية قد يكون بداية حقبة جديدة من الاحتباس الحراري تستمر لعقود، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات الكربونية. وتظهر دراستان نُشرتا في مجلة “نيتشر كلايمت تشينج” أن تخطي هذا الحد حتى لو كان لمرة واحدة يعد بمثابة إنذار لمستقبل أكثر سخونة.
وفقاً للدراسات، فإن هذا الارتفاع في درجات الحرارة لا يعد ظاهرة عابرة، بل قد يمثل بداية لفترة طويلة من الاحترار العالمي، ما لم تُتخذ خطوات سريعة لتقليص الانبعاثات. ووفقاً لفريقين من العلماء من ألمانيا والنمسا وكندا، فإن تجاوز عتبة 1.5 درجة، ولو لسنة واحدة أو عامين، يشير إلى احتمال استمرار ذلك على المدى الطويل إذا استمر الوضع كما هو عليه.
كما أفادت بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن 2024 يعد أول عام يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية عن المعدل ما قبل الصناعة (1850-1900)، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها جهود الحد من التغير المناخي. ورغم أن الأمينة العامة للمنظمة سيليست ساولو أكدت أن سنة واحدة لا تمثل فشلاً تاماً لاتفاق باريس، إلا أن هذا التحول يثير تساؤلات جدية حول التزام العالم بتحقيق أهداف خفض الانبعاثات.
ووفقاً لدراسات العلماء، فإن تجاوز هذا الحد في السنوات القادمة قد يعني أننا دخلنا فترة جديدة تتطلب تخفيضات أكبر في الانبعاثات، لتجنب الوصول إلى واقع مأسوي مع ارتفاع درجات الحرارة فوق 1.5 درجة مئوية. وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن كل زيادة في درجة واحدة تحمل معها مخاطر أكبر تشمل موجات حر قاتلة وتدمير النظم البيئية البحرية.
يُحذر الخبراء من أن استمرار درجات الحرارة المرتفعة لمدة أكثر من 18 شهراً قد يعني تجاوزاً دائماً لأهداف اتفاق باريس. ومن جانبه، أشار وليام ريبل، أستاذ المناخ في جامعة أوريغون، إلى أن العام 2024 لن يكون مجرد حالة استثنائية، بل بداية لحقبة جديدة من المناخ الأكثر خطورة إن لم يُتحرك المجتمع الدولي سريعاً.