تقرير: إسرائيل وحزب الله يقتربان من حرب شاملة
ما يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتأمين حدودها الشمالية.
ويقول “حزب الله” إن هجماته ضد المواقع الإسرائيلية تأتي لدعم الفلسطينيين، بعد اشتعال الحرب في قطاع غزة، ولن يتوقف عن شن هذه الهجمات إلا بعد إيقاف الحرب، ولكن في الأسابيع الأخيرة، يقول الجانبان إن هناك ارتفاعاً حاداً في الأعمال العدائية، وزاد حزب الله من هجماته بمسيرات وصواريخ، وأصاب منشآت عسكرية إسرائيلية مهمة. وكثفت إسرائيل أيضاً هجماتها، واستهدفت مواقع حزب الله في عمق وادي البقاع بجنوب لبنان.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه دون وقف إطلاق النار في غزة والوصول إلى اتفاق لاحق، فإنه لا مفر من الهجوم المتبادل بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقال بيني غانتس، الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، إن إسرائيل ستعيد السكان إلى شمال إسرائيل بحلول الأول من سبتمبر (أيلول) عند استئناف المدارس، إما “من خلال صفقة أو من خلال التصعيد”.
فيما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير “إنهم يحترقون هنا، نحن بحاجة إلى حرق جميع معاقل حزب الله وتدميرها”، وجاء ذلك خلال زيارة، أمس الثلاثاء، إلى كريات شمونة، المدينة الإسرائيلية المتضررة من هجمات حزب الله، وتم إخلاء سكانها إلى حد كبير بسبب الحرب، وتحت القصف المستمر من حزب الله في لبنان.
وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا على وضع الخطوط العريضة لحل دبلوماسي للصراع، من خلال رحلات مكوكية بين إسرائيل ولبنان منذ أشهر.
ووفقاً لدبلوماسيين مطلعين على الأمر، تهدف المحادثات إلى نقل قوات حزب الله لمسافة تزيد عن 6 أميال شمال إسرائيل، عبر نهر الليطاني، ويمكن أن يؤدي تدفق الجيش اللبناني أو القوات الدولية إلى المنطقة إلى طرد المسلحين من المنطقة الحدودية.
ويقول العديد من الإسرائيليين من شمال إسرائيل إن وقف إطلاق النار ليس كافياً لإعادتهم إلى منازلهم.
وقال جيورا زالتز، رئيس المنطقة الإقليمية الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان، إن التهديدين الرئيسيين هما غزو على غرار حماس لأراضيهم من قبل قوات الرضوان النخبوية التابعة لحزب الله، والصواريخ المحمولة على الكتف، التي لا تستطيع إسرائيل اعتراضها بسهولة.
وأضاف “يتطلب التخفيف من مخاوفهم دفع قوات حزب الله وأسلحته عدة أميال إلى داخل الأراضي اللبنانية، وهو يتطلب إما حلاً دبلوماسياً قابلاً للتنفيذ، أو عملاً عسكرياً”.
ويقول حزب الله إنه لن يوافق على أي اتفاق دبلوماسي مع إسرائيل حتى تتوقف الحرب في غزة. وعلى الرغم من الدفعة الجديدة التي بذلها الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة للوصول إلى هناك، وتقول إسرائيل إنها ستواصل القتال في غزة عند مستوى ما حتى نهاية العام.
في المقابل قال حسن فضل الله، عضو الكتلة النيابية لحزب الله، إن الرسالة الرئيسية وراء عمليات حزب الله هي أن الجماعة مستعدة لحرب واسعة النطاق مع إسرائيل، وستقاتل دون أي قواعد أو حدود.
وأضاف: “لقد طالبنا بوقف إطلاق النار في غزة ولا ننوي توسيع الحرب، لكن إذا قرر نتانياهو توسيع الحرب، فلن يكون الأمر مجرد نزهة”.
ويقول العديد من الإسرائيليين من الجزء الشمالي من البلاد إنهم لا يثقون في التزام حزب الله بأي اتفاق، ويريدون بدلاً من ذلك أن تقوم إسرائيل بإزالة القرى اللبنانية القريبة من الحدود، حيث يعيش مقاتلو حزب الله، ويمكن أن يعودوا في ظل ظروف صعبة.
وقال نيسان زئيفي، أحد سكان المنطقة الحدودية الإسرائيلية: “لقد أعطينا فرصتنا للنهج الدبلوماسي في عام 2006، ولكن فشل الأمر فشلاً ذريعاً.” وقال إن الحل العسكري وحده هو الذي سيجعل أسرته تشعر بالأمان الكافي للعودة إلى ديارهم.
وقال تشاك فريليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل، إن إسرائيل يمكن أن تختار الهدف الأصغر المتمثل في دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، أو اغتنام الفرصة لنزع سلاح حزب الله، وإزالة التهديد الذي تشكله ترسانته الصاروخية قصيرة المدى.
وأضاف أن أياً من الخيارين من المرجح أن يشعل حرباً واسعة النطاق، حرباً من شأنها أن تؤدي إلى “مستوى من الدمار سيكون غير مسبوق في تاريخ إسرائيل”.
وبعد حوالي 8 أشهر من القتال، لا يزال حزب الله قادراً على تحريك قواته أقرب وأبعد عن حدود إسرائيل حسب الحاجة، وفقاً لضابط في مخابرات القوات الجوية الإسرائيلية، وقال الضابط إن كل طرف علم بنقاط ضعف الطرف الآخر، بينما يحاول تجنب القيام بأي تحركات يمكن أن تثير حرباً واسعة النطاق.