العالم

تهديد من ترامب بالاستيلاء على واشنطن يقابله رد حاسم من مسؤولي العاصمة

تصاعدت التوترات بين البيت الأبيض والحكومة المحلية في العاصمة الأمريكية بعدما لوّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بما وصفه بـ”الاستيلاء الفيدرالي الكامل” على واشنطن، مُتهمًا عمدة المدينة مورييل باوزر بالتلاعب بأرقام الجريمة، في خطوة فجّرت جدلا قانونيا وسياسيا غير مسبوق، ووضعت مستقبل الحكم الذاتي للعاصمة تحت اختبار قاسٍ.

عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، أعلن ترامب أن العاصمة الأمريكية باتت “آمنة مُجددًا” بفضل وجود قوات الحرس الوطني والشرطة الفيدرالية، لكنه في الوقت ذاته هاجم بشدة عمدة واشنطن، مُطالبًا إياه بالتوقف عن نشر “أرقام كاذبة”، وإلا فإن “الاستيلاء الفيدرالي الكامل” سيكون النتيجة الحتمية، وفقًا لمجلة «تايم» الأمريكية.

رد قوي من باوزر ومسؤولي العاصمة

قوبل موقف ترامب بهجوم عنيف من عمدة واشنطن والمدعي العام براين شوالب، اللذين رفضا وصف المدينة بأنها “الأكثر خطورة” في أمريكا.

ووصف شوالب، تصريحات ترامب بأنها تشويه مُتعمد، مؤكدًا أن معدل الجريمة في يناير/كانون الثاني الماضي وصل إلى أدنى مستوياته منذ 30 عاما، وهو ما استشهدت به باوزر في مواجهة خطاب ترامب.

نشرت الشرطة المحلية في واشنطن (MPD)، إحصاءات أوضحت أن الجرائم العنيفة تراجعت بنسبة 27% بحلول عام 2025 مقارنة بالعام السابق.

لكن ترامب اعتبر هذه البيانات “مضللة” و”زائفة”، بل ذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن وزارة العدل تحقق في “تزوير” أرقام الجريمة، مما زاد حالة الغموض والجدل حول مصداقية الإحصاءات الرسمية، بحسب مجلة «تايم» الأمريكية.

زيارة ميدانية ورسائل مباشرة

خلال زيارة مفاجئة إلى منشأة للشرطة في واشنطن، وقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أمام نحو 300 ضابط من مختلف الأجهزة الفيدرالية، بينهم قوات مكافحة المخدرات والمارشال الأمريكيون، مُؤكدًا أن الجريمة انخفضت بشكل ملحوظ منذ بداية الانتشار الفيدرالي، فيما دعمت المدعية العامة بام بوندي روايته، معلنة اعتقال 630 شخصًا ومصادرة 86 سلاحا غير قانوني، بينهم 251 مهاجرا غير شرعي.

تحولت الأزمة سريعَا إلى ساحة المحاكم، ففي 14 أغسطس/آب، أصدرت بوندي قرارًا بتعيين رئيس وكالة مكافحة المخدرات تيري كول “مفوضًا لشرطة الطوارئ” في العاصمة الأمريكية، لكن المدعي العام شوالب اعتبر الخطوة غير قانونية، ورفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب، مُؤكدًا أنها “تتجاوز سلطتها المحدودة وتنتهك حق واشنطن في الحكم الذاتي”.

القضاء يفرمل التصعيد الفيدرالي

في جلسة عاجلة أشرفت عليها القاضية الأمريكية، آنا رييس، وافقت وزارة العدل على التراجع عن تعيين كول، في خطوة خففت مؤقتًا من حدة الأزمة، لكن بوندي لم تتراجع بالكامل، وأصدرت توجيها جديدا يلزم شرطة مينيابوليس بالتعاون مع السلطات الفيدرالية في قضايا الهجرة، ما اعتُبر إشارة إلى أن المواجهة بين الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية قد تمتد إلى مدن أخرى.

ورغم أن الأزمة بدأت بخلاف حول أرقام الجريمة، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى معركة حول حدود السلطة الفيدرالية وحق واشنطن العاصمة في الحكم الذاتي، لتكشف هذه الأزمة عن صراع أعمق بين ترامب الذي يقدم نفسه باعتباره “الرجل القوي الذي يعيد الأمن”، وبين السلطات المحلية التي تدافع عن استقلالها السياسي والإداري.

الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى