
أكد تحليل إسرائيلي أن الدولة العبرية استخلصت دروساً استراتيجية وتكنولوجية مهمة من الحرب، التي اندلعت مع إيران في يونيو الماضي، التي استمرت 12 يوماً، وأسفرت عن تدمير عدد كبير من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، مما أعاق قدرة طهران على تنفيذ هجمات كثيفة.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست”، في تحليل نشرته الأحد، أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت في 17 يوليو عن توقيع عقد لتسريع وتيرة شراء منظومات “آرو” (Arrow) الاعتراضية، مشيرة إلى أن هذه المنظومة، والتي طُورت بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، أثبتت فاعليتها بشكل ملحوظ خلال “حرب سيوف الحديد”، لا سيما في عملية “الأسد الصاعد”.
وأضافت الصحيفة أن طهران أطلقت قرابة 550 صاروخاً باليستياً على إسرائيل بين 13 و24 يونيو (حزيران)، معظمها في الأيام الأولى للحرب، لكن إسرائيل باغتت إيران بهجومها، ما أدى إلى تقليص وتيرة الهجمات الإيرانية، بسبب استهداف مكثف لمنصات الإطلاق في العمق الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن الهجمات الإيرانية خلال الحرب الأخيرة جاءت أقل تنسيقاً وكثافة من هجمات أبريل وأكتوبر2024، والتي كانت قد نُفذت بالتخطيط المسبق، مشيرة إلى أن إسرائيل ركزت في يونيو على شلّ قدرة إيران على الإطلاق المتزامن لمئات الصواريخ، عبر سلسلة من الغارات الجوية الموسعة، التي شاركت فيها طائرات مقاتلة ومسيرات بعيدة المدى.
وقالت “جيروزاليم بوست” إن أحد أبرز مؤشرات النجاح الإسرائيلي تمثّل في اعتراض نحو 99% من الطائرات المسيّرة الإيرانية، وهي نسبة شبه غير مسبوقة في تاريخ الحروب الحديثة، بينما بلغت نسبة اعتراض الصواريخ الباليستية حوالي 86%، ما يعني أن بعض الصواريخ أصابت أهدافها، وتسببت في مقتل نحو 30 شخصاً وإصابة الآلاف.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه النتائج تعكس ثمار 4 عقود من الاستثمار الإسرائيلي في منظومات الدفاع الجوي، بدءاً من حقبة تهديدات صواريخ “سكود” في تسعينيات القرن الماضي، وصولاً إلى تطوير أنظمة مثل “القبة الحديدية”، و”العصا السحرية”، و”آرو 2 و3”.
وبحسب الصحيفة، فإن سلاح الجو الإسرائيلي لعب دوراً بارزاً في الحرب الأخيرة، حيث نفذ عشرات الغارات على منشآت نووية وعسكرية في قلب إيران، بما في ذلك العاصمة طهران.
ونقلت الصحيفة عن القناة 12 الإسرائيلية أن طائرات سلاح الجو استُخدمت خلالها منظومات دفاع ذاتي متطورة من إنتاج شركة “إلبيت سيستمز”، ما وفر حماية إضافية، أسهمت في تقليص الخسائر.
ورأت الصحيفة أن هذه الحرب لم تكن اختباراً لقدرات إسرائيل التكنولوجية فحسب، بل كانت أيضاً فرصة لتحليل نموذج الحرب الإيراني، خصوصاً مع الميليشيات التابعة لطهران في المنطقة.
وأوضحت أن تجربة إسرائيل في مواجهة ميليشيا الحوثيين وتنظيم حزب الله قدمت خبرات ميدانية سابقة مهدت للتعامل مع التحدي الإيراني الأوسع.
وقالت الصحيفة إن إيران تعتمد بشكل أساسي على تسليح الوكلاء في المنطقة، وعلى الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، إلا أن هذه الأسلحة، رغم خطورتها، أثبتت محدودية تأثيرها أمام التكنولوجيا الدفاعية المتطورة.
وأضافت أن الطائرات المسيّرة من طراز “شاهد 136″، والتي تم تصديرها إلى روسيا، أظهرت أيضاً نقاط ضعف في الحرب الأوكرانية.
وشددت الصحيفة على أن إيران قد تواصل تحسين دقة صواريخها ومداها، لكن الضربات الإسرائيلية الأخيرة أظهرت أن هذه الترسانة ليست الضامن الفعلي لنصر عسكري.
وأشارت إلى أن الحديث الإيراني عن تطوير “صواريخ فرط صوتية” لا يعني أنها تملك القدرة على المناورة الجوية، وهي الخاصية التي تجعل هذا النوع من السلاح فعالاً.
وختمت الصحيفة بالقول إن إيران لم تتعلم الدرس بعد، وتواصل الاعتماد على منظومات لا تستطيع حسم الحروب وحدها.
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .