المقالات

حكومة السكر

 

مازال الرئيس عبدالفتاح السيسي يعمل بجد، وفقًا لرؤيته الخاصة، يعاونه في ذلك رجال القوات المسلحة الذين يقفون بصلابة شديدة في معظم الأعمال الضخمة، وحتي غير الضخمة، بعد أن أسند لهم بعض أعمال الترميم في الكنائس المنهارة من جراء الأعمال الارهابية، ككنيسة البطرسية بالعباسية، وحتي محطة القطار بأسوان التي لم تجد المسئول بحق لمباشرة عمله، وغيرها من الأمور اليومية، ليبقي السؤال الأهم في الأزمة.. أين مجلس الوزراء؟ وأين الوزارة المنوطة بالأمر علي كل شبر في مصر؟
أعتقد أننا في أزمة كبري، صدرها لنا هؤلاء المسئولين الغائبين باستمرار عن عالمنا اليومي، ليكتفوا بالجلوس في مقاعدهم الوثيرة، لتمثيل الدور دون مراعاة لضمير، أو لراتب شهري ضخم يتقاضونه من خزينة الدولة بنهاية كل 30 يوما، 30 يوما يذوق فيها المواطن مرارة العيش والمعيشة الصعبة، ولو كان هناك مسئول بحق لديه الحد الأدنى من الضمير الحي، لشارك المواطن في ركوبة الأتوبيس، ونزل إلى الشارع وسمع بنفسه شكواه، لكن يبقي الوضع علي ما هو عليه، وزراء في وادي، وشعب في وادي أخر، وبعد كل هذا من الطبيعي أن يجهل المواطن أسم المسئول عنه، ليأسه من عدم الاصلاح، وتأكده أن هذا المسئول بات عاله عليه.
في الماضي القريب كان هناك أسماء رنانة في مقعد الوزير وحتي المحافظ، أسماء لا تنسي حتي يومنا هذا، رغم الثورة علي بعضهم، فمن منا ينسي الجنزوري أو عمرو موسي أو حبيب العدلي أو المحجوب أو فاروق العقدة، أسماء كثيرة يصعب معها هذه الأيام أن تجد لها بديل علي أرض الواقع، ومن ثم تكون النتيجة الطبيعية أن تجد حكومة تضرب أخماسا في أسداسا أمام أزمة مثل السكر أو الزيت أو الأرز، حكومة غارقة في مشاكل تافه صدرتها لنا أزمة الدولار الذي قفز دون أن يجد من يحجمه.
للأسف السيارة تعود إلى الخلف بقوة، اذا لم نجد المنقذ الذي يحنو علي المواطن، ويخفف عنه ألامه، فالبلد لن تنهض من تلقاء نفسها، دون قيادات، اصحاب شخصية، ورؤية جديدة، تتماشي مع معطيات العصر الذي نعيشه، فأين الأسماء اللامعة التي تتصدر المشهد، الأن لا احد يتصدر المشهد، و كأن الكراسي فارغة، الشعب يصرخ من الأزمات المتلاحقة، بداية من لبن الأطفال مرورا بالسكر وغيره، لا أعلم ماذا اصاب القائمين علي العمل في هذه الدولة الكبيرة حتي يستعصي عليهم علي الأقل تسيير اعمال الدولة كما كانت عليه من قبل.. لكن للأسف السيارة مستمرة في العودة إلى الخلف.. واضح انه من الصعب علي حكومة السكر توفير السلع الأساسية للمواطن بثمن مرضي له، في حين أن المواطن قدم كل شيء من تضحيات لهذه البلد التي تستحق ان تحسن اختيار الوزراء والمحافظين والمسئولين فيها وأن نبحث عن كوادر حقيقية يعتمد عليها في بناء مستقبل أفضل.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى