العرب

حكومة الوفاق تفرض قبضتها بالطائرات الامريكية وسيف الاسلام القذافي يراقب الصراع بين حفتر شرقا والاسلاميين غربا


كتب: حسام خليل 
فى تطور جديد للاحداث على الساحة الليبية، اعلن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، طلب قيادة عمليات البنيان المرصوص التي أعلنتها الحكومة لتحرير مدينة سرت من داعش دعم مباشر من الولايات المتحدة لتوجيه ضربات لـ "داعش"  
وهو ما بدأ يوم الاثنين، حيث وجهت الولايات المتحدة الامريكية ضربتها جوية  بطلب من الحكومة لمواقع التنظيم المزعومة بمدينة سرت .
وقالت واشنطن ان الضربات ستمكن حكومة الوفاق الوطني من تحقيق تقدم حاسم واستراتيجي
ويعيد ذلك الى الاذهان الخلاف القائم بين اللواء متقاعد خليفة حفتر قائد القوات الموالية لبرلمان شرق ليبيا والحكومة المعترف بها دوليا بقيادة السراج والذي رفض حفتر من قبل العمل معها بسبب تعاونها مع مليشيات مسلحة حسب قوله
البعض يرى ان الضربة الامريكية رسالة للفرقاء داخل ليبيا مفادها ان الغرب وواشنطن خلف حكومة السراج وداعمين لقراراتها خاصة قوات الشرق التى تعمل تحت لواء حفتر
وان االحكومة التى باتت تعمل بمباركة الغرب هي صاحبة القرار، بالتالي هي من حركت القوة بطلب منها للقصف
والبعض يرى ان الضربات الامريكية الموجهة لداعش فى سرت الليبية جاءت على غرار مثيلتها فى سوريا والعراق، وان الضربة ما هي الا مضاعفة لهيمنة الغرب فى المنطقة وانها قد تكون رسالة الى الدول التى تشهد انقسامات داخلية ومازالت على حافة الصراعات تتوعدهم بمزيد من التدخلات حال ظهور جماعات تعمل على غرار "داعش" على اراضيها وربما يكون ذلك سبيل لتلك الهيمنة
الامر يثير مخاوف من انقسامات قد تتضاعف وربما تصل لانفصال الشرق، على غرار الانتقسامات التي تلت إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في ليبيا عام 2011، حيث حدث انقسام سياسي في هذا البلد تمثل في وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين في البلاد في آن واحد؛ إذ كانت تعمل في طرابلس غرباً حكومة الإنقاذ الوطني والمؤتمر الوطني العام بمثابة برلمان ولهما جيشٌ انبثق عنهما، بينما كان يعمل في الشرق "الحكومة المؤقتة" في مدينة البيضاء ومجلس النواب في مدينة طبرق، ولهما جيشٌ آخر انبثق عنهما.
وقال الباحث الليبي في الشؤون السياسية محمد حسين بعيو، عن تمرد مجلس النواب في طبرق على حكومة الوفاق، متوقعاً أن يصر المجلس على عدم منح  حكومة السراج الثقة للمضي قُدماً باتجاه استنساخ تجربة وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر.
وقال بعيو إنّ مجلس النواب "منحاز" بشكلٍ كامل إلى "فكرة إعلان مجلس إنقاد عسكري (في ليبيا)؛ نظراً لخضوعه الكامل لسيطرة حفتر"، حسب رأيه.
كما يرى البعض ان هذه  الفرصة الانسب لدخول سيف الاسلام القذافي والذى بدء يتردد اسمه ضمن حلول التسوية مدعوما بقبيلته والقبائل الموالية ،  خاصة بعد حديث محاميه عن رغبته فى المساهمة فى توحيد ليبيا ووضع حد للانقسامات   وذكرت تقارير ان سيف الاسلام قد يعود على رأس  مشروع لإنقاذ البلاد من الأزمات التي تعاني منها.
 التقرير كشف عن تهيئة سيف الإسلام ومساندته للعب دور سياسي بالبنية القبائلية من قبل قبائل دعمت والده عام 2011 ورفضت التغيير وترى فيه منقذاً وزعيما لها بأي عملية سياسية تحقق المصالحة وتوحد البلاد.
وتوقعت التقارير أن تجد محاولات هذه القبائل صدى في الشارع الليبي لا سيما في ظل عجز "حكومة الوفاق" المدعومة أممياً ودولياً ومن سبقتها من حكومات
وشكل ولاء العشائر القبلية لسيف الإسلام، دافعًا قويًا لعودته لواجهة السياسة والسلطة، فقد نجح نجل القذافي خلال الفترة الماضية في توطيد صلاته بهذه القبائل، وإعادة نسج خيوط العلاقة مع القبائل الليبية في الشرق، واستعادة قبيلته «القذاذفة» نفوذها على المنطقة الجنوبية كافة.
التقارير تُشير ايضا الى دعم قبيلة «رفلة»، وهي الأكبر في ليبيا، والتي تستوطن مدينة بني وليد، والقبائل المتواجدة بمدينة سرت الليبية، مسقط رأس سيف الإسلام، وقبائل قبيلة ورشفانة، بطرابلس، سيف الإسلام في الدفع به إلى واجهة السلطة، وتقديمه بوصفه قائدًا يُعيد رسم خريطة البلاد، كونه أكثر العارفين بالإسلامين، ويتمتع بدعم كُبرى القبائل في ليبيا.
يظهر هذا الأمر كذلك في الدعم العلني من جانب كُبرى القبائل في ليبيا لسيف الإسلام، كورشفانة وورفلة والمقارحة والقذاذفة والمشاشية، وحديث القيادات القبلية عن أهمية وجوده على رأس الجناح الذي يرغبون في تشكيله لمواجهة التيارات الجهادية.
أحد رؤوس هذا الدعم يتجسد في قبيلة القذاذفة، التي ينتمي إليها سيف الإسلام، والتي نجحت خلال الفترة الأخيرة في بسط نفوذها داخل المدينة الرئيسية «سبها» وكافة مُدن الجنوب، واستعادة الأفراد المنتمين لها لوظائفهم الحكومية، بعد فقدانهم لهذه الوظائف في أعقاب سقوط القذافي .
الخريطة السياسية في ليبيا تتغير بين عشية وضحاها شأنها فى ذلك شأن دول المنطقة بحيث اصبح التكهن بما ستؤول اليه الاوضاع محفوف بالمخاطر لكن عناصر العملية السياسية فى ليبيا تتمثل فى حكومة الوفاق التى اصبحت مدعومة امميا وغربيا بجكم انها تضم طرفي الخلاف وان كان هذا لايعني ان الوفاق ابدي فلا يزال حفتر ومعه الجيش فى الشرق يعترضون، ولاتزال مليشيات الاسلاميين تمارس السلطة على الارض، وبين هذا وذاك ظهر سيف الاسلام القذافي فى المعادلة بحكم القبيلة بعد العفو عنه فهل يؤدي الى مزيد من الصراع والخلاف بين طرفي العملية السياسية ام ينحاز الى احد الطرفين وربما يؤدي الى تفاهم بين الجميع .
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى