حوار| مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل استغلت 7 أكتوبر «أسوأ استغلال».. ومصر تصدت لمخططها

– محمود الهباش: ما حدث في السابع من أكتوبر أوجد لنتنياهو المبرر لاحتلال غزة
– أمريكا من تتحمل مسؤولية عدم وقف العدوان على غزة.. ويجب أن نغير لغة الحديث معها
– إسرائيل تهدف لإجهاض حلم الدولة الفلسطينية.. ونحن واعون لمخططها
– الرئيس عباس مُصرّ على زيارة غزة.. والهدف من الخطوة وقف العدوان
بعد نحو ساعة من الآن ندخل يوم السابع من أكتوبر لعام 2024، ليكون قد مضى عامًا بأكمله على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والتى أودت بحياة أكثر من 41 ألفًا و800 شهيد في غزة، راحوا ضحية العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وطيلة عام كامل، لم تعبأ إسرائيل بالإدانات الدولية لجرائمها في غزة، ولا بالقضايا الدولية التي كانت تنظر حرب الإبادة الجماعية في غزة، وعلى رأسها دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، ومضت في حربها المروعة، التي رسمها قادة دولة الاحتلال، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أوصد كل الأبواب أمام مساعي إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار في غزة.
وبالتزامن مع ذكرى مرور عام على اندلاع حرب غزة والمتواصلة إلى حد اللحظة، أجرت “بوابة أخبار اليوم” حوارًا عبر الهاتف مع الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، للوقوف معه على آخر ما وصل إليه العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية كذلك وتوجهات القيادة الفلسطينية في مواجهة براثن الاحتلال الإسرائيلي، الذي توحّش في حربه ضد الشعب الفلسطيني.. وإليكم نص الحوار.
– في البداية.. كيف ترى المشهد الآن بعد مرور عامل كامل من الحرب الإسرائيلية الغاشمة في غزة؟
إسرائيل استغلت أحداث السابع من أكتوبر أسوأ استغلال وهي تتصرف وفق أجندة خاصة بها تستهدف الوجود الفلسطيني في أرضه، ونتنياهو قال قبل أسابيع إنه لم يكن بمقدورنا احتلال غزة بدون مبرر، وما حدث في 7 أكتوبر أوجد له المبرر.
الهدف هو تدمير الوجود الفلسطيني وتغيير الوضع التاريخي والسياسي في أرض فلسطين التاريخية، بمعنى إجهاض حلم الدولة الفلسطينية وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية ذات بعد أمني وإنساني واقتصادي فقط بعيدًا عن البعد السياسي للقضية.
الخطة الإسرائيلية تستهدف القضية الفلسطينية، وكل ما تقترفه إسرائيل من جرائم الهدف منها محو الوجود الفلسطيني وإجبار الفلسطينيين على التهجير من أرضهم أو بنسبة أقل تقليل نسبة سكان فلسطين في أرض فلسطين التاريخية إلى أقل نسبة ممكنة، ومن ثم إعادة احتلال قطاع غزة، وهذا ما تريده إسرائيل التي وجدت الفرصة لتنفيذ هذا المخطط.
– كيف تتعامل القيادة الفلسطينية مع تلك المخططات الإسرائيلية من أجل إجهاضها؟
نحن في القيادة الفلسطينية واعون لهذا المخطط الإسرائيلي، ونعمل على إفشاله عن طريق محورين، أولهما تثبيت المواطن الفلسطيني في أرضه، والمحور الثاني إجهاض هذا المخطط عن طريق ملاحقة إسرائيل دوليًا وقضائيًا على جرائمها التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
– نتنياهو قبل أيام خرج بتصريح وقال فيه: بدأنا الآن تغيير الشرق الأوسط.. كيف يمكن التصدي لشطحات نتنياهو تلك التي زادت خلال الفترة الأخيرة؟
أنا لا أحب استخدام مصطلح الشرق الأوسط.. هناك شيء اسمه العالم العربي، وهذا العالم العربي الذي يشمل كل أرجاء الوطن العربي، والاستعمار حاول تغيير ذلك عن طريق زرع إسرائيل في المنطقة ثم اللعب على التسمية فيما بعد.
هذا الوطن العربي هو المستهدف، والهدف المطلوب من هذا العدوان والمخطط هو رأس المشروع العربي، والرد يجب أن يكون عربيًا وليس فلسطينيًا فقط، فيجب أن يشمل الرد كل الوطن العربي.
الاحتلال يريد أن يفرض سياسته، وهي في الواقع سياسة بصناعة أمريكية غربية، فيجب أن يكون هناك تكاتف عربي وإسلامي لمواجهة هذا المخطط، وهناك دول محورية يجب أن تتوحد وأن يكون هناك جهد موحد بمختلف الجبهات من أجل حماية العالم العربي.
إذا لم نتمكن كعرب من إجهاض مشروع هذا المخطط فستكون العواقب وخيمة علينا.
– إلى أين وصل ملف ملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية، على جرائمها المرتكبة في غزة؟
نحن مستمرون في ملاحقة إسرائيل قضائيًا ودبلوماسيًا حتى قبل السابع من أكتوبر، وإسرائيل تنفذ اعتداءات على شعبنا، وقطاع غزة تعرض حتى الآن لست حروب.
ولن تفلت إسرائيل من الملاحقة والعقاب، ونحن مستمرون في هذا الجهد في ملاحقة إسرائيل، وليس فقط عبر مجلس الأمن الدولي، بل نُلاحقها قضائيًا في المحاكم الوطنية في الدول الأوروبية.
– الرئيس الفلسطيني محمود عباس طرح مبادرة قبل عدة أسابيع بزيارة قطاع غزة.. هل المبادرة قابلة للتحقيق على أرض الواقع؟
نحن مصممون على زيارة غزة والرئيس محمود عباس مصرّ على هذه الخطوة، ونحن نعتبرها خطوة في اتجاه وقف العدوان، والهدف الرئيسي منها هو وقف الحرب على غزة.
ولكن الأمر يحتاج إلى تدخل دولي على أعلى مستوى من أجل توفير الحماية اللازمة للرئيس عباس والقيادة الفلسطينية من الاستهداف الإسرائيلي.
– كيف ترى الدور المصري المقدم خلال تلك الفترة العصيبة لرفع معاناة الشعب الفلسطيني في غزة؟
مصر ساهمت مساهمة كبيرة في إفشال المخطط الإسرائيلي الرامي لتهجير الفلسطينيين من غزة، ونتنياهو كان واضحًا بشكل مباشر وطلب من المواطنين الفلسطينيين الخروج من غزة باتجاه الجنوب.
ولولا الموقف المصري الذي تصدى لهذا المخطط لكان نتنياهو نجح في مخططه ذلك بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بغزة.
– قادت مصر وقطر وساطات دولية عدة لوقف الحرب.. فما سبب عدم الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب حتى الآن؟
من يتحمل مسؤولية عدم وقف هذا العدوان هو الولايات المتحدة، بل تساهم في استمرار هذه الحرب من خلال الدعم السياسي لإسرائيل أو من خلال الدعم العسكري لإسرائيل.
يجب ألا ننسى أن واشنطن استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن ثلاث مرات لمنع وقف الحرب، وبالتالي الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية، ولا تفعل أي شيء من أجل إيقاف هذه الحرب، بل على العكس هي تفعل كل ما يمكن من أجل استمرار هذه الحرب إلى حد هذه اللحظة.
وفي المقابل جهود المجموعة العربية بما فيها الجهود المصرية تحركت بشكل كبير من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية على شعبنا في غزة، ولكن هذه الجهود تصطدم بالموقف الأمريكي.
وهنا يجب علينا أن نُغير اللغة التي نتحدث بها مع الولايات المتحدة.. نحن نتحدث معها بلغة القانون الدولي.. يجب الكف عن الحديث مع الإدارة الأمريكية بهذه اللغة.. الولايات المتحدة لا تعرف سوى لغتين.. لغة القوة أو لغة المصالح.
بالتأكيد لغة القوة ليست طريقًا لنا للتحدث مع الولايات المتحدة، فالأفضل الحديث معها بلغة أخرى وهي لغة المصالح، وما أكثر المصالح الأمريكية لدى دول المجموعة العربية.
– مصر كانت صوتًا دائمًا لفلسطين في المنابر الدولية والأممية.. فكيف تنظر إلى الدور المصري في خدمة القضية الفلسطينية؟
الدور المصري دور مميز لا يستطيع أحد أن يتحدث عنه إلا بلغة الإشادة والتقدير، فمصر إلى جانب الشعب الفلسطيني تصدت لدعوة نتنياهو للتهجير، وكذلك الأردن من جهة أخرى.
موقف مصر والأردن ساهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه.
مصر قامت بدور مهم كذلك من خلال تعاونها مع قطر في ملفين أولهما ملف وقف العدوان على غزة والملف الثاني هو ملف المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
في الختام.. متى يمكن أن نرى حلم قيام دولة فلسطينية على أرض الواقع؟
نحن مصممون على الاستمرار في هذا المسار من أجل حلم قيام الدولة الفلسطينية عاجلًا أو آجلًا. ومن أجل تحقيق ذلك، نحتاج إلى مقومات وأولهما الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، فيجب ان نتمكن من تحقيق هذا الهدف وننهي مشاكلنا ونتفرغ سويًا لقضيتنا
والأمر الثاني نحن نحتاج إلى تضامن عربي حقيقي وكامل مع القضية الفلسطينية، وذلك من أجل إحداث نوع من التوازن في مواجهة الجانب الإسرائيلي وداعميه.