اقتصاد
دول الخليج قيد التهديد بسبب تراجع اسعار النفط ..مخاوف من التقشف وموجات ارهابية

كتب – مصطفي ابوجبل:
تأثيرات سلبية واضحة تعاني منها دول الخليج قد تستمر لشهور عدة خلال المرحلة المقبلة بفعل انخفاض أسعار النفط العالمية لتصل حاليا الي أقل من 70 دولار للبرميل الواحد.
وترجع عوامل انخفاض أسعار النفط في بلدان الخليج الي اسباب سياسية واقتصادية أبرزها سيطرة الاكراد وداعش على غالبية نفط العراق وموجة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة ومحاولات الضغط علي روسيا وايران بضخ كميات من النفط لخفض الاسعار اضافة الي ذلك كميات النفط الصخري التي تتزايد يوما تلو اخر
تداعيات الانخفاض الحالي في أسعار النفط قد تتجاوز تأثيراتها حدود الحكومات العربية المسئولة عن تحسين أحوال مواطنيها لتؤثر بشكل واضح على الاوضاع المعيشية فضلا عن توقعات بنشوء موجات حديثة من الإرهاب بداخل دول مجلس التعاون الخليجي بفعل الازمات المالية التي قد تلاحق الكثيرين من أبناء هذه الدول.
و كان تقرير صدر عن صندوق النقد الدولي أواخر شهر اكتوبر الماضي قد أشار إلى ان استمرار انخفاض أسعار النفط لفترة طويلة من شأنه أن يحول الفائض في الموازنة لدى الدول المصدرة للنفط إلى حالة عجز مالي يظهر مداه في العام المقبل 2015.
يقول الدكتور مصطفي الشرتي رئيس قسم الاقتصاد و الاستثمار بجامعة مصر الدولية ان الانخفاض الذي شهده أسعار النفط في الأونة الحالية ليصل الي سعر أقل من 70دولار للبرميل سوف يؤثر سلبا على دخل الدول الخليجية بصفة عامة بنسب تتراوح بين 10 و20 % الأمر الذي يشعر به المواطن فيما يخص الاسعار واللجوء الي تخفيض نسب الدعم على كثير من الخدمات الضرورية.
ويشير النشرتي إلى أن الأوضاع الساسية الحالية وسيطرة الأكراد ودولة داعش على حصة كبيرة من بترول العراق فضلا عن لجوء النظام الايراني الي بيع كميات كبيرة من النفط لصالح تمويل برنامجها النووي ساعد في وجود كثير من المعروض من خام النفط في الأسواق العالمية نافيا أن تحسن الأسعار في الفترات المقبلة.
ويتوقع النشرتي أن تؤثر عائدات دول مجلس التعاون الخليجي على موازانتها خاصة وأنها تنتج ما يقرب من ثلث الانتاج العالمي وتعتمد في اقتصاداتها على انتاج النفط بشكل كبير موضحا أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد في موازناتها على مبدأ توسعة الانفاق على مواطنيها المقيمين بما قد يحدث نوعا من الخلل الداخلي في أساليب المعيشة مستقبلا.
ويبدي النشرتي تخوفه من تعرض دول مجلس التعاون الخليجي الي موجات حديثة من الإرهاب بفعل تطبيق أنظمة تقشفية على أبناء الدولة نتيجة تخفيض الدعم أو لجوء الحكومات الي اتباع سياسة الاقتراض الخارجية من مؤسسات التمويل الدولية لاسيما في ظل الأجواء السياسية الحالية وظهور موجات ارهاب جديدة في المنطقة تتزعمها جماعات أصبحت ذات سطوة مالية وعسكرية كبيرة.
في السايق ذاته يقول الدكتور على عبد العليم خبير الاقتصاد الدولي أن تأثر دول مجلس التعاون الخليجي بانخفاض أسعار النفط له تبعات كبيرة على الاحوال الاقتصادية لكل دولة لاسيما وأن نسب التأثير متفاوته تبعا لكثافة النفط وسعره العالمي.
يشدد خبير الاقتصاد الدولي على ضرورة توجه الدول الخليجية الي تغيير فكرها الاقتصادي فيما يخص بيع النفط الخام بعمل شراكات مع دول خارجية تهدف الي تصنيع النفط وإعادة شكله المعتاد بحيث يصل الي الدول الخارجية بصورته التي ترفع من قيمته السعرية.