رغم توقف الحرب.. محور نتساريم يؤجل عودة نازحين إلى منازلهم شمال غزة

انقضت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي جثمت على صدور الفلسطينيين لـ470 يومًا، وأُذن للحرب أن تضع أوزارها، ولو إلى حين، وسط آمال ألا تعاود آلة العدوان الإسرائيلية الكرة، وتنتهي تلك الحرب الوحشية إلى غير رجعة.
ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يوم الأحد الماضي 19 يناير/ كانون الثاني، بدأت عودة النازحين في مختلف أنحاء غزة إلى منازلهم، التي هُجّروا منها قسرًا على وقع العدوان الإسرائيلي، الذي ألزمهم أن يبيتوا ليلهم ويقضوا نهارهم في مخيمات مكثوا فيها عدة أشهر لم تكن قليلة، وذلك نتيجة عمليات جيش الاحتلال العسكرية التي جعلت من مواقع منازلهم السكنية بؤر معارك مشتعلة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
ولكن مع ذلك لا يزال هناك عددٌ من النازحين ليس بالقليل لم يؤذن بعودتهم إلى منازلهم بعد وينتظرون السماح بالمرور من محور نتساريم، الذي يُقيمه الاحتلال في داخل غزة كي يصلوا إلى منازلهم الواقعة شمال القطاع.
محور نتساريم
ويمتد محور نتساريم من الحدود الإسرائيلية مع غزة إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قطاع غزة ويقسم أراضي القطاع بحيث يفصل 14 كيلومترًا من مدينة غزة الواقعة شمال القطاع عن 27 كيلومترًا من الأراضي الواقعة وسط القطاع وجنوبه.
ويبلغ طول الحاجز المعروف بـ”محور نتساريم” قرابة 6.5 كيلومترات، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين، أحد الطريقين الرئيسيين الواصلين بين شمال غزة وجنوبها.
ووفقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فإنه سيُسمح للنازحين داخليًا بالعودة إلى منازلهم شمالًا في قطاع غزة، دون حملهم السلاح، كما سيتم السماح للمركبات بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها من قبل شركة خاصة تم تحديدها من قبل الوسطاء بالاتفاق مع الجانب الإسرائيلي.

انتظار الرجوع
وفي هذا الصدد، يقول الصحفي الفلسطيني منذر الشرافي، المتواجد وسط قطاع غزة، إنه لم يعد إلى منزله المتواجد في شمال غزة حتى الآن في انتظار أن يُسمح بالمرور من محور نتساريم في سابع أيام الهدنة وفق بنود الاتفاق.
ويقول الشرافي، في تصريحات لـ”بوابة أخبار اليوم”، “لم نعد حتى الآن بسبب حاجز نتساريم، وننتظر سابع يوم للرجعة إلى منازلنا، لأن الجيش الإسرائيلي ما يزال متواجدًا عند حاجز نتساريم”.
ويضيف الشرافي، “ما زلنا نعاني البرد القارص ونقص المياه والغذاء في المخيمات”. ويتابع: “ما زلنا نلملم عظام شهدائنا وجثامينهم، وما زالنا نتفتش كل الجروح والآلام نتيجة الحرب”.
بيوت مهدمة
ومن جانبه، يتحدث إبراهيم شاهين، وهو أسير محرر جرى اعتقاله أثناء الحرب الإسرائيلية في غزة ثم أٌفرج عنه لاحقًا، عن أنه لا يزال يقيم في المخيمات ولم يعد إلى منزله حتى الآن.
ويقول شاهين، المتواجد في مخيمات جنوب غزة، لـ”بوابة أخبار اليوم”، “لا يزال الطريق مغلقًا، وما زلنا متواجدين حتى الآن في الجنوب”.
ويمضي قائلًا: “حسب الاتفاق أنه بعد أسبوع يعني يوم السبت (المقبل) إن شاء الله نستطيع أن نرجع للشمال”.
ورغم ذلك، يقول إبراهيم شاهين إن “كل المنازل في شمال قطاع غزة مهدمة.. حتى بيتنا مهدم”.
ويسرد واقعًا مأوسيًا ينتظره عند عودته لمنزله، قائلًا: “لم يعد هناك أمل للحياة.. تهجير قصري غصب عني. سيكون هناك لا منزل ولا ماء ولا مشرب ولا مدارس ولا مستشفيات.. كله مهدم”.
بعد يومين من الآن سيعرف النازحون في جنوب غزة ووسطها انفراجة تمكنهم من العودة إلى منازلهم التي في الشمال، إذا التزمت إسرائيل ببنود صفقة وقف إطلاق النار، لتنتهي بعضًا من معاناة النازحين، الذين قاسوا ويلات الحرب، وإن كان كثيرٌ منهم سيعودن إلى منازلهم التي ساواها الاحتلال بالتراب وصارت أثرًا بعد عين.
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .