«طريق التسوية».. وزير خارجية بايدن يقترح خطة زمنية مشروطة للاعتراف بفلسطين

دعا وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، إلى تبني خطة مشروعة وفق إطار زمني لإقامة دولة فلسطينية، شريطة ضمان أمن إسرائيل، محذرًا في الوقت نفسه من أن التركيز على مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية، رغم وجاهتها الأخلاقية وإجماع المجتمع الدولي عليها، قد يتجاهل الأولويات العاجلة التي تفرضها الحرب المستمرة في غزة.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، علّق بلينكن على قرار فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل، معتبرًا الخطوة «صائبة أخلاقيًا» وتعكس موقف أكثر من 140 دولة تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير. لكنه شدد على أن الأزمة الحالية تتطلب إعطاء الأولوية لمنع المجاعة، واستعادة الرهائن، ووقف القتال، في ظل معاناة المدنيين الفلسطينيين وأسرى الحرب الإسرائيليين، وإعلان إسرائيل نيتها احتلال غزة كليًا أو جزئيًا.
تسريع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية
وقال بلينكن وزير خارجية جو بايدن الرئيس الأمريكي السابق، إن الاعتراف في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة يمكن أن يمهّد الطريق لانسحاب إسرائيلي من القطاع، ويسرّع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، إلا أن الاعتراف غير المشروط لن يحقق قيام الدولة الفلسطينية، ولن ينهي معاناة غزة، إذا لم يترافق مع التزامات أمنية تضمن سلامة إسرائيل.
وأشار إلى أن إسرائيل حققت هدفين من أهدافها الثلاثة المعلنة في غزة – تدمير القدرات العسكرية لحماس، وتصفية قادة هجوم 7 أكتوبر- لكن الهدف الثالث، تحرير الرهائن «غير مرجّح التحقيق» عبر احتلال كامل للقطاع، محذرًا من أن استمرار الاحتلال سيفاقم معاناة الفلسطينيين ويغذي تمردًا طويل الأمد يستنزف إسرائيل.
وكشف الوزير الأمريكي السابق، أن عدة دول عربية رئيسية أدانت سلوك حماس وطالبت بنزع سلاحها وإطلاق سراح الرهائن، وأبدت استعدادها للمشاركة في إدارة غزة وإعادة إعمارها بعيدًا عن سيطرة الحركة، لكنها اشترطت وجود مسار سياسي واضح نحو تقرير المصير الفلسطيني.
وأضاف أن إنهاء الصراع وفتح طريق نحو إقامة دولة فلسطينية يُعدّ شرطًا لتطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل، معتبرًا أن استطلاعات الرأي تُظهر قابلية غالبية الإسرائيليين للالتفاف حول هذا المسار، ما قد يدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتخلي عن ائتلافه المتشدد.
واقترح بلينكن أن تتبنى الدول الداعمة للاعتراف، وعلى رأسها الولايات المتحدة، خطة واضحة ذات جدول زمني وشروط محددة، مؤكدًا ضرورة أن يكون الاعتراف مشروطًا بألا تكون الدولة الفلسطينية تحت حكم حماس أو أي جماعة مسلحة، وألا تتحالف مع أطراف معادية لإسرائيل، وأن تتخلى عن خطاب الكراهية والعنف.
دعم إصلاح السلطة الفلسطينية بدلًا من تقويضها
ولفت إلى أن التجارب السابقة – من قمة كامب ديفيد عام 2000 إلى الانسحابات من لبنان وغزة – قوبلت بالعنف وزيادة انعدام الأمن، معتبرًا أن معالجة الشروط خلال السنوات الثلاث المقبلة ستُظهر جدية الدولة الفلسطينية في بناء مؤسساتها.
ودعا بلينكن إلى أن يتولى مجلس الأمن تقييم التزام الفلسطينيين بالشروط، مع ضمانات أمريكية عبر استخدام حق النقض لطمأنة إسرائيل، فيما يتفاوض الجانبان مباشرة على قضايا الحدود والقدس واللاجئين والترتيبات الأمنية.
كما حثّ إسرائيل على التحرك العاجل لاحتواء الأزمة الإنسانية في غزة، ووقف الاستيطان، ومحاسبة المستوطنين المتطرفين، والالتزام بالترتيبات الدينية في الحرم الشريف، ودعم إصلاح السلطة الفلسطينية بدلًا من تقويضها.
وحذر من أن استمرار الوضع الحالي يهدد بانقسام داخلي خطير وصراع دائم، مشددًا على أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يقبلوا بواقع التعايش، إذ “لا أحد منهم سيختفي”، داعيًا إلى مسار اعتراف مشروط كأفضل رد على أجندة حماس، ووسيلة لوضع الطرفين على طريق السلام الدائم.
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .