المقالات
عبد الله يسرى يكتب..ثورة 30 يونيه وفلاسفتها
أحداث كبري عاشتها مصر في الذاكرة القريبة تقودنا الي حتمية اعادة اكتشاف الذات المصرية والشخصية المصرية المكتنزة لكثيرمن الطاقات الكامنة ….
مازال يوم ال30/6/2013 لم يغادرالذاكرة المصرية ..جميعنا يحمل ذكريات بل اثار سلبية لايمكن ان تغادرنا بسهولة لتلك السنة النحسة التي حكم فيها الاخوان مصر والمصريين ..كنا جميعنا نحدث أنفسنا ومن نأمنهم علي الوطن بثورة تعيد مصر الينا وتحافظ علي هويتنا التي ترسبت بداخلنا عبر الاف السنين ..ولذا كانت ثورة ال 30 من يونيه ،،،
والان وبعد ان هدأت الاوضاع نسبيا بات لزاما علينا طرح هذا التساؤل والذي قد يعتبره البعض مبكرا ولم يحن وقته بعد ، من هم فلاسفة ومنظرو هذه الثورة العظيمة؟؟ التي قام بها الشعب المصري العظيم وماهي أدبياتها ؟؟؟ من هم أدباء وكتابها الذين بشرو بها ؟؟
الثورة الفرنسية مثلا 1789 يعتبر " اميل زولا "المسرحي والروائي من أهم فلاسفتها رغم أنه جاء بعدها وكذلك" موباسان" وهو أديب وروائي أيضا وقاص ، كذلك" مونسكيو" صاحب نظرية "فصل السلطات " الشهيرة وكتاب "روح القوانين " هذا الاخير جاء قبل الثورة بعدة عقود .
أما الثورة الروسية ضد القيصرية 1917 فقد كان لها أباء هم فلاسفتها وكتابها وعلي رأسهم الروائي والمسرحي" تورغنيف "صاحب "مذكرات صياد " والتي تمثل رمزا للواقعيةالأدبية الروسية ..كذلك القاص العالمي الكبير "دوستويفسكي" والتي تمثل أعماله فهما عميقا للنفس البشرية وتشريحا لها وتحليلا لما كانت عليه روسيا القيصرية ،سياسيا واجنماعيا واقتصاديا والذي من أبرز أعماله "الجريمة والعقاب " و"الاخوة كرامازوف" وهو مؤسس الوجودية كمذهب واتجاه فلسفي ..ما لايمكن أن نغفل "غوغول" و"ليوتولستوي" الروائي والقاص ورائعته "الحرب والسلام " وكذلك الاديب الكبير "تشيكوف" ، ومن هنا نلاحظ أن أغلب فلاسفة الثورتين أدباء وكتاب .
الفعل الثوري – الحقيقي – يمهد له فكر ناضج ،قد تخلص من أوهامه ومن قيودالواقع أسرالماضي وثوابته ،غير ابه بالنظريات ولا بالنماذج التي يتمثل بها الاخرون ليل نهار والفكر الثوري قد يكون قبل او بعد الثورة التي هي فعل علي أرض الواقع وهو معرض للاندثار لولا الفكر الثوري الذي يضمن استمراية الثورة عبر مبادئها ومثلها ونظرياتها لتتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل .
..المطلع علي حقائق الامور والتي مازال جزء منها غيبيا في علم الله وجزءاخر في طي الكتمان حول ما حدث يوم 25يناير2011 ..ويربط العام بالخاص والمتغير بالثابت ويربط مصر بمحيطها العربي والاقليمي والعالمي سيربط كل ما حدث وسيقف عند عدد من الحقائق ، أولها وأبرزها : أن الجيش المصري هو من أنجح ثورة يناير وانه من أدار الازمة التي كادت أن تعصف بالوطن برغم المقدمات التي كانت قبل 25 يناير من اضرابات ومظاهرات وكذلك استخدام مبهر لوسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وغيره بشكل يقود الاحداث الي الانفجار والتصادم .
لكن ،ولا أريد أن أقف كثيرا عند 25يناير لأنها مازالت مليئة بالأسرار والمفاجات التي ننتظرها وان كنا نرها رأي العين ،،لكن عودة الي ثورة المصريين الحقيقية ال 30 يونيه والتي سنجد أن فلاسفتها حتي الان لا يعدو أن يكونو بضعة أشخاص ثار حولهم جدل كبير ، كانو يستخدمون الاعلام كمنبر لمواجهة نظام الاخوان وكان كل منهم له طريقته التي قد تكون غريبة في أحيان وغير مستساغة أحيانا أخرى ..لكن الجميع كان يصف واقعا جحيميا يعيشه المصريون الذين كانو علي شفى حرب أهلية ..
لقد اعتمدت هذه الثورة علي نفس اليات 25 يناير "الشباب –مواقع التواصل الاجتماعي " بل تميزت بحضور المرأة المصرية الطاغي في كل الاحداث التي قادت الي الثورة في شتي ميادين مصر وتميزت هذه الثورة أيضا بعمل ابداعي غير مسبوق تجلي في فكرة "تمرد" والتي شارك فيها ملايين المصريين ..كنا نلاحظ بروزة اعلامية والكترونية لكل حدث أو قول اعتراضي علي ذلك الواقع المهين للمصريين ولحضارتهم حيث لا ننسى اجتماع المعزول مرسي بحكومته ومستشاريه للتباحث في ملف سد النهضة الاثيوبي والفضائح التي قيلت علي الهواء مباشرة والتي وضعتهم في حجمهم الطبيعي المتقزم فكرا ومنطقا ..
بيد أن الحقيقة الابرز والاكثروضوحا في هذه الثورة هي "الجيش المصري " أيقونة مصروالمصريين الخالدة ..فقد ساند وحمى وناصر شعبه الذي هب وانتفض عبر أكثرمن 30 مليون مصري في ميادين شتى في مقدمتها ميدان التحرير ..برز جوهر المصريين الحقيقي وضميرهم الجمعي ..حيث افقو دونما اتفاق علي طي صفحة هذا النظام الرديكالي الذي أصبح خطرا علي وطنهم وجغرافيته التي لم تتغير عبر الاف السنين
عبدالله يسرى
مذيع بالتلفزيون المصري – قطاع الاخبار