كورة
محمد صلاح : هذه كارثة الكرة المصرية.. والمستقبل في اكاديمية أتلتيكو مدريد

حوار : وليد العدوي
في الوقت الذي يخوض فيه نجم الكرة المصرية، وأبن نادي المقاولون العرب محمد صلاح، صولات وجولات داخل أوروبا، وتحديدا مع ناديه روما الإيطالي، يخوض نفس الاسم، وأبن نفس النادي، محمد صلاح، معركة أوروبية أخري من طابع خاص في عالم التدريب، لكن داخل مصر، مع أكاديميات نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، والتي يحقق معها نجاحات متوالية، خصوصا علي الصعيد الفني، بعد أن انتشرت الظاهرة في الملاعب المصرية، وباتت هناك العديد من الاكاديميات بأسماء الاندية الاوروبية المختلفة، ابرزها أرسنال وميلان وباريس سان جيرمان وغيرها من الاسماء التي طالما حلمنا بوجود لاعبين مصريين محترفين بها، والان بات الحلم قريب من خلال عمل المدربين المصريين داخل هذة الاكاديميات التي تجوب وتتفقد اللاعبين الصغار، ومن بين هؤلاء المدربين وعلي رأسهم نجم الكرة المصرية السابق وابن النادي الاهلي والمقاولون العرب محمد صلاح، تري ما هي الأسباب التي ساعدت علي انتشار تلك الظاهرة؟ وما هي نسبة الأقبال عليها ومدي نجاحها؟ أسئلة كثيرة وضعناها علي مائدة الحوار مع المدرب الشاب محمد صلاح، في هذا الحوار:
– في البداية.. بعد تجربتك الناجحة كلاعب ناشئ في صفوف النادي الأهلي ثم المقاولون العرب لماذا اتجهت في عملك التدريبي داخل اكاديمية اتلتيكو مدريد؟
اكاديمية اتلتيكو مدريد واحدة من اهم وارقي الاكاديميات الاوروبية داخل مصر، والعمل داخل هذه الاكاديميات بات المستقبل، بعد ان حظيت التجربة بقبول من الجميع سواء الشباب المشارك او اولياء الأمور وحتي المدربين، ويكفي أن اقول لك ان عدد المدربين العاملين داخل الاكاديمية 130 مدرب مصري بالاضافة الي اثنان من الخبراء الإسبان، والجميع يعمل في منظومة تضم 3000 لاعب، اعتقد انها الاكبر والاضخم وسط الكم الهائل من الاكاديميات الموجودة بمصر، اذا ما وضعنا في الاعتبار انتشار اكاديمية اتلتيكو مدريد في التجمع بواقع خمس اكاديميات، وواحدة في اكتوبر، وواحدة في الجزيرة، واخري في مركز شباب الجزيرة، وواحدة في مدينتي، بالاضافة الي وجود نادي بلد الوليد الإسباني باكاديمية ممثلة في محافظة الشرقية، واخري في بني سويف، والهدف واحد وصريح هو البحث عن اكبر كم من المواهب في الملاعب المصرية.
– لكن، من خلال ما ذكرته تعد فرصة الانضمام محدودة للغاية وباتت حكرا علي أولاد الذوات مبتعدا بذلك عن الامكان الشعبية التي تعج غالبا بالمواهب؟
لا، ليس حقيقي، لان الاكاديمية حريصة علي جلب المواهب من مختلف الامكان، وباي طريقة ممكنة، لان في ذلك نجاح لها وللادارة، ولذلك وضعت اسعار تناسب كل مكان، فمثلا ستجد الاشتراك الشهري في مركز شباب الجزيرة لا يتجاوز الـ200 جنية، وهناك فروع لا تتعدي الـ800 جنيه، اعتقد انها في المتناول، والاهم من كل ذلك، في حال ظهور موهبة حقيقة ليس بمقدورها الاشتراك، تتكفل الاكاديمية فورا بكافة المصروفات، لان الهدف كما قولت هو البحث عن المواهب الحقيقة في الملاعب المصرية، لتصديرها فيما بعد للملاعب الاوروبية.
– أذن هو فكر استثمار بحت وليس الرغبة في الارتقاء بالمستويات الفنية؟
ابدا، الفكرتان يسيران جنبا الي جنب، ومن منا ينكر ان كرة القدم ليست لعبة اقتصادية ضخمة في العالم كله؟، لكن بجانب هذا هناك شق فني يبذل من جانب المدربين الذين اتشرف بالعمل معهم، فالدور الذي اقوم به مع زملائي هو تنمية المهارات الفنية والبدنية للناشئ الصغير، مع تعليميه ومراقبته يوما بيوم حتي يكون لاعب ذو شأن في المستقبل، لذلك يكون هناك اشتراكات شهرية وسنوية، لان هناك عمل فني ضخم ومرتب يبذل بشكل يومي.
– هل هذا سبب عدم اقدامك علي العمل داخل النادي الاهلي او المقاولون العرب؟
لم ألعب في الاهلي والمقاولون العرب فقط، وانما لعبت لأندية الترسانة وطلائع الجيش بالاضافة الي منتخبات الشباب والاولمبي، ودعني أكون صريح معك، فليس شرط ضروري للعمل داخل نادي بعينه ان تكون مثلت هذا النادي، لا، انما هناك معطيات واعتبارات اخري كثيرة، اغلبها خارج منظومة كرة القدم، فلابد ان يكون دمك خفيف، ولديك علاقات هناك وهناك، وامور اخري كثيرة، فكرة القدم تدار في معظم الاندية بالعلاقات الشخصية، وهو خطر كبير، اعتقد ان الجميع يدفع الثمن الان، نتيجة السياسة الخاطئة في الادارة، لذلك كان ترحيبي بالعمل في اكاديميات اتلتيكو مدريد، فلا يوجد مجال للمجاملة علي حساب العمل، هناك نظام، ونظام صارم يطبق علي الجميع، حتي لو كان هناك أخطاء أو ملاحظات من جانب الخبراء الإسبان، توجه النصائح بشكل محترم ولائق للطرفين دون تجريح من احد او لاحد.
كابتن محمد صلاح
– ما هي النتائج الملموسة علي ارض الواقع من عمل اكاديمية اتلتيكو مدريد حتي الان؟
لأول مرة ينضم لاعب من الاكاديميات عموما الي المنتخبات الوطنية، وهو ما حدث مع الناشئ الصاعد حمادة الفيل الذي يجيد في خط الوسط، وانضم مؤخرا الي منتخب الناشئين، فضلا عن سفر اللاعبين للمعايشة في إسبانيا، كما نقوم بعمل معسكرات لأسبوعين واكثر في إسبانيا كل عام تشمل أولياء الأمور علي نفقة نادي أتلتيكو مدريد والذي يوفر الإقامة والطائرة الخاصة للتنقل وغيرها من الأمور، كما نقوم بشراء اسم نادي من الانيدة للمشاركة باسمه في دوري المناطق، نظرا لعدم احقيتنا في المشاركة، وبالفعل فاز فريق مواليد 2004 بالبطولة مرتين متتاليتين، وفريق مواليد 2005 حقق المركز الثاني، كلها نتائج ايجابية.
– هل انتهي دور الاماكن الفقيرة في تقديم لاعبين؟
جميعنا خرج من هذه المدارس الشعبية التي مارست كرة القدم في البداية في الشارع، ودورها لا ينكره احد، لكن المعطيات كما قولت لك في السابق اختلفت تماما، باتت كرة القدم صناعة، فمثلا محمد صلاح ومحمد النني انضما الي المقاولون العرب من تجربة ناجحة لشركة بيبسي للمشروبات، وهما في الاصل من الاقاليم والمحافظات، المهم ان تحرص هذه الشركات او الاكاديميات او أيا كان من سيقدم علي تلك التجربة ان يكون امين في النقل والبحث عن المواهب الحقيقية.