أخبار

مدبولى: التشغيل الأحادى للسد الإثيوبى يؤدى إلى عواقب وخيمة

أكد د.مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أنه على الرغم من الاعتقاد السائد بأن السدود الكهرومائية لا تشكل ضررًا، فإن التشغيل الأحادى غير التعاونى للسد الإثيوبى قد يؤدى إلى عواقب وخيمة، إذا استمرت هذه الممارسات بالتزامن مع فترات جفاف مطول.

جاء ذلك خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية من فعاليات كلٍ من «أسبوع القاهرة السابع للمياه»، و«أسبوع المياه الإفريقى التاسع»، المقامة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور عددٍ كبير من وزراء الحكومة. 

وكشف رئيس الوزراء أن أكثر من مليون ومائة ألف شخص قد يفقد سُبل عيشهم، وفقدان ما يقرب من 15% من الرقعة الزراعية، لافتًا إلى أن هذا الأمر يمثل تهديدًا لزيادة التوترات الاجتماعية والاقتصادية، وقد يؤدى إلى النزوح والتهجير وتفاقم الهجرة غير الشرعية عبر حدود الدولة المصرية.


وأضاف أنه مع تنامى الحروب طويلة الأمد، أصبح الوصول إلى الماء واحدًا من أبرز التحديات الإنسانية، ففى الأراضى الفلسطينية المحتلة بقطاع غزة، يعمل الاحتلال على منع الوصول إلى المياه والطاقة والغذاء كأداة للضغط والسيطرة وكوسيلة حرب، حيث أدت الحرب إلى تقليص إمدادات المياه فى غزة بنسبة تتجاوز 95٪، مما أجبر السكان على استخدام مرافق المياه والصرف الصحى غير الآمنة، وبما أدى إلى التهجير القسرى للسكان بالمخالفة لمبادئ القانون الدولى الإنساني، موضحًا أن الحرب أدت أيضًا إلى تعطيل الزراعة وإنتاج الغذاء فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، مما نتج عنه انعدام الأمن الغذائي، حيث يُواجه 2.3 مليون شخص خطر الجوع المتزايد.

وفى جمهورية السودان الشقيقة فقدت غالبية القرى والبلدات السودانية إمكانية الحصول على المياه النظيفة، حيث فاقمت الحرب الدائرة فى السودان منذ أكثر من عامٍ ونصف العام من معاناة المواطنين، وهو ما تسبب فى معاناة إنسانية غير مسبوقة بسبب صعوبة توفير المياه وندرة مياه الشرب النقية، وفى نفس الوقت، تسببت التغيرات المناخية والسيول الجارفة فى تزايد حدة الأزمة، حيث واجهت مدينة بورتسودان أزمة حادة فى مياه الشرب بعد انهيار سد أربعات، الذى يمثل أكبر مصدر يمدها بالمياه النقية، وبعد جفاف المياه ستشهد المدينة – التى تعانى فى الأصل أزمة فى مياه الشرب – كارثة حقيقية، خاصة فى ظل وجود آلاف النازحين واكتظاظ سكانى عالٍ بالمنطقة.

وقال: أنتهز هذه الفرصة لكى أؤكد مجددًا موقف مصر الثابت تجاه دعم أمن واستقرار ووحدة جمهورية السودان الشقيقة، وأن مصر لا تتوانى عن دعم السودان الشقيق لمواجهة تداعيات الحرب. 

 وفى هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أنه إذا كانت مصر تؤكد دومًا دعمها لجهود التنمية المستدامة فى دول حوض النيل وتلبية تطلعات شعوبها نحو غدٍ أفضل، فإن مصر تؤمن بأهمية النهج التعاونى وضرورة إعمال مبادئ القانون الدولى القائمة على تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية العابرة للحدود على نحو يتفادى إيقاع الضرر بالدول والمجتمعات الأخرى، ويحافظ على مصالحهم الحيوية، وحقوقهم الأساسية.

وعَبَّر رئيس مجلس الوزراء عن أن وجود تعاون مائى فَعَّال عابر للحدود يُعد بالنسبة لمصر أمرًا وجوديًا لا غنى عنه، وهو ما يتطلب مراعاة أن تكون إدارة المياه المشتركة على مستوى «الحوض» باعتباره وحدة متكاملة، بما فى ذلك الإدارة المتكاملة للمياه الزرقاء والخضراء، كما يتطلب ذلك مراعاة الالتزام غير الانتقائى بمبادئ القانون الدولى واجبة التطبيق، لاسيما مبدأ التعاون والتشاور بناءً على دراسات فنية وافية، وهو المبدأ الذى يُعد ضرورة لا غنى عنها لضمان الاستخدام المنصف للمورد المشترك وتجنب الإضرار ما أمكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى