أخبار

مركز مصري: 5 سنوات ترسم مستقبل الطب بمصر

في أجواء احتفالية هادئة، لكنها تحمل دلالات عميقة، احتفى مركز “مصري” للأبحاث الطبية (MASRI) بجامعة عين شمس بمرور خمس سنوات على تأسيسه. لم يكن مجرد احتفال، بل كان مشهدًا يعكس الكثير عن توجه الدولة المصرية نحو المستقبل، بحضور وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، ومستشار رئيس الجمهورية للصحة الدكتور محمد عوض تاج الدين، إلى جانب كوكبة من أبرز القيادات العلمية والطبية في البلاد.

رؤية دولة

أكد الوزير أيمن عاشور أن المركز ليس مجرد صرح علمي، بل هو تجسيد لرؤية الدولة في دعم البحث العلمي والابتكار كقاطرة للتنمية. فوجود وحدات متقدمة لتحليل الجينوم، والمعلوماتية الحيوية، والطب الشخصي، يمثل نقلة نوعية تتجاوز المفهوم التقليدي للطب. إنها قصة تكامل بين العلوم لخدمة الإنسان، وهو ما تدعمه الوزارة بقوة عبر بنك المعرفة المصري والشراكات الدولية. ببساطة، لم يعد البحث العلمي رفاهية، بل ضرورة استراتيجية.

دعم رئاسي

من جهته، ربط الدكتور عوض تاج الدين هذا الإنجاز بالدعم الرئاسي المباشر للعلم والعلماء، معتبرًا أن ما يحدث اليوم هو امتداد طبيعي للحضارة المصرية القادرة دائمًا على الإبداع. وأشار إلى أن مراكز مثل “مصري” تلعب دورًا محوريًا في المبادرات الرئاسية الكبرى مثل “100 مليون صحة” والمشروع القومي للجينوم المصري، مما يضع مصر على خريطة البحث العلمي العالمية بخطى واثقة.

إنجازات ملموسة

الأرقام تتحدث عن نفسها أحيانًا. فخلال خمس سنوات فقط، تمكن المركز، بقيادة الدكتور هشام الغزالي، من نشر أكثر من 150 بحثًا في مجلات عالمية مرموقة مثل Nature وScience. هذا الإنجاز لا يعكس فقط جودة الأبحاث، بل يؤكد بناء شبكة تعاون دولية قوية مع مؤسسات في الصين والولايات المتحدة. بحسب محللين، فإن هذا النوع من النشر العلمي هو ما يمنح المؤسسات البحثية وزنها الحقيقي على الساحة الدولية.

اعتماد دولي

شهدت الاحتفالية لحظة فارقة، وهي تسلم معمل أبحاث الجينوم بالمركز شهادة الاعتماد الدولي (LIAP). قد يبدو الأمر فنيًا، لكن دلالته عميقة؛ فهو يعني أن نتائج أبحاث المركز معترف بها عالميًا، مما يفتح الباب لمزيد من الشراكات وتمويل المشروعات النوعية. هذه الخطوة، التي دعمتها هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا (STDF)، تضع المركز في مصاف المراكز البحثية العالمية الموثوقة.

مستقبل واعد

يرى مراقبون أن المرحلة المقبلة للمركز سترتكز على التوسع في الطب الجينومي والذكاء الاصطناعي، وهي المجالات التي تشكل مستقبل الرعاية الصحية. وأوضح الدكتور محمد ضياء، رئيس جامعة عين شمس، أن المركز أصبح نموذجًا لربط البحث العلمي بخدمة الإنسان، من خلال بناء قواعد بيانات تدعم العلاج الموجه والاكتشافات الجديدة. إنها قصة نجاح، لكنها أيضًا بداية لمرحلة أكثر طموحًا وتحديًا لخدمة صحة المصريين.

في الختام، لم تكن احتفالية مركز “مصري” مجرد استعراض لإنجازات الماضي، بل كانت إعلانًا واضحًا عن طموحات المستقبل. ففي عالم يتسارع فيه التقدم العلمي، يمثل هذا المركز رهانًا مصريًا على العقل البشري والابتكار، ليصبح العلم، كما قال الدكتور علي الأنور عميد كلية الطب، قوة حقيقية في خدمة الوطن وتنمية الإنسان.

الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى