أخبار

مصر تراهن على التعهيد.. السيسي يرسم ملامح المستقبل الرقمي أمام عمالقة التكنولوجيا

في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها الدولة المصرية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، وفدًا رفيع المستوى يضم رؤساء وقيادات 52 من كبريات الشركات العالمية والمصرية العاملة في صناعة التعهيد. ويأتي هذا اللقاء على هامش استعدادات مصر لاستضافة القمة العالمية لصناعة التعهيد، المقررة في نوفمبر 2025، ليبعث برسالة واضحة حول جدية القاهرة في التحول إلى مركز إقليمي جاذب للاستثمارات الرقمية.

رؤية استراتيجية.. من الخدمة إلى الإنتاج

بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، لم يكن الاجتماع مجرد لقاء بروتوكولي، بل كان عرضًا متكاملًا لرؤية الدولة المصرية. أكد الرئيس السيسي أن مصر تبنت استراتيجية وطنية رقمية متكاملة، لا تهدف فقط إلى تطوير قطاع الاتصالات كقطاع خدمي، بل لتحويله إلى قاطرة إنتاجية تساهم بفاعلية في الاقتصاد القومي. وتستهدف هذه الاستراتيجية زيادة الصادرات الرقمية، وتوفير فرص عمل متخصصة، ودعم النمو الاقتصادي الشامل.

ويشير محللون إلى أن هذا التوجه يمثل نقلة نوعية في الفكر الاقتصادي المصري، حيث لم تعد النظرة إلى التكنولوجيا تقتصر على كونها أداة لتحديث الخدمات، بل أصبحت صناعة قائمة بذاتها قادرة على توليد عوائد دولارية. فبدلًا من الاعتماد على الخدمات التقليدية، تسعى مصر إلى المنافسة في مجالات أكثر تعقيدًا مثل تطوير البرمجيات وتحليل البيانات، وهو ما يفسر حرص الدولة على بناء شراكات مع عمالقة صناعة التعهيد العالمية.

الرهان على العقول الشابة

شدد الرئيس السيسي على أن العنصر البشري يمثل الركيزة الأساسية في هذه المعادلة. فمصر، بثروتها السكانية الشابة، تمتلك ميزة تنافسية فريدة. وفي هذا السياق، أوضح أن الدولة تعمل على توسيع قاعدة الكفاءات المصرية عبر برامج تدريبية متطورة بالشراكة مع كبريات الجامعات الدولية، ودمج التعليم الرقمي في المنظومة التعليمية لإعداد جيل قادر على مواكبة متطلبات السوق العالمي.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير في قطاع الاتصالات، المهندس حسام سالم، أن “الاستثمار في تدريب الشباب ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية لنجاح استراتيجية التعهيد. فجودة الكفاءات المصرية هي التي ستحدد قدرة مصر على جذب استثمارات أجنبية ذات قيمة مضافة عالية، والانتقال من الخدمات البسيطة إلى الخدمات المعرفية المعقدة”.

بيئة جاذبة ومستقبل واعد

لم يغفل اللقاء الإشارة إلى الجهود الحكومية لتطوير البيئة التنظيمية والتشريعية، بما يضمن تسهيل أعمال الشركات العالمية والمحلية وجذب المزيد من الاستثمارات. وتؤكد الحكومة أن السوق المصري الضخم، إلى جانب الطلب العالمي المتزايد على الخدمات الرقمية، يفتح آفاقًا واسعة لتوسع الشركات العاملة في مصر، ويعزز مكانتها كبوابة رئيسية للخدمات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

في المحصلة، يعكس هذا الاجتماع رفيع المستوى إرادة سياسية واضحة لتحويل مصر إلى لاعب رئيسي في الاقتصاد الرقمي العالمي. فمن خلال رؤية متكاملة ترتكز على تطوير البنية التحتية، وبناء الكفاءات البشرية، وتوفير بيئة تشريعية داعمة، تضع مصر صناعة التعهيد في قلب خططها التنموية للمستقبل، مراهنة على أن تكون مركزًا لاجتذاب العقول والاستثمارات في عالم يزداد اعتمادًا على التكنولوجيا يومًا بعد يوم.

 

الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى