أخبار

من التغير المناخي إلى الذكاء الاصطناعي.. الأهداف الكبرى لقمة المستقبل

انعقدت قمة المستقبل في نيويورك، وسط توقعات دولية كبيرة، حيث تم اعتماد  ميثاق المستقبل الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي، وإجراء إصلاحات جوهرية في النظام الدولي لمواجهة التحديات العالمية، مثل التغير المناخي، والأمن الدولي، والتطور التكنولوجي، إذ يعتبر هذا الميثاق بمثابة خارطة طريق نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

وقمة المستقبل تعد حدث تحتضنه الأمم المتحدة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79 في مدينة نيويورك، وتعد فرصة تحدث مرة واحدة في الجيل للمجتمع الدولي من أجل رسم طريق جديد لصالح الجميع.

تعزيز التعددية الدولية

ركز الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في كلمته على ضرورة تعزيز التعددية الدولية، مؤكدًا أن العالم اليوم يواجه انقسامات عميقة بين القوى الكبرى، مما يجعل التعاون الدولي أمرًا بالغ الأهمية.

وقال  جوتيريش: “العالم اليوم يشهد تحديات لا يمكن لأي دولة أن تحلها بمفردها، من تغير المناخ إلى الفقر والجوع، وكلها تتطلب جهودًا جماعية لتحقيق الحلول المنشودة”، بهذا الصدد، يشدد الميثاق على أهمية العودة إلى التعاون الدولي والتخلي عن السياسات الأحادية التي تهدد الأمن العالمي.

إصلاح مجلس الأمن

خلال القمة، دعا أحمد أبو الغيط ، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى إجراء إصلاح شامل لمجلس الأمن الدولي، مشيرًا إلى أن المجلس بشكله الحالي لم يعد يعكس واقع النظام الدولي.

وقال في كلمته: “مجلس الأمن لم يعد قادرًا على تحقيق طموحاتنا المشتركة في حفظ الأمن والسلم الدوليين”.

وشدد على ضرورة أن تشمل الإصلاحات توسيع عضوية المجلس ليشمل دولًا نامية ودولًا من القارة الأفريقية، لتعزيز التمثيل العادل.

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة تدعم توسيع عضوية المجلس لتشمل دولًا من أفريقيا وجزر صغيرة في المحيطات، بما في ذلك منح مقعدين دائمين لأفريقيا.

التغير المناخي

من بين القضايا الرئيسية التي تناولتها القمة كان التغير المناخي، إذ أشار أبو الغيط في كلمته إلى أن هناك فجوة بين الدول المتقدمة والنامية فيما يتعلق بتمويل التكيف مع التغير المناخي.

وقال: “يجب أن نعمل على ضمان توزيع عادل لأعباء التكيف مع التغير المناخي بين الدول الغنية والدول النامية”.

كما أكد أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تمويلًا دوليًا أكثر دعمًا للدول الفقيرة التي تعاني من آثار التغير المناخي بشكل أكبر.

من جانبه، أضاف بلينكن  في كلمته أن الولايات المتحدة تسعى لزيادة الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة، مع تقديم الدعم المالي للدول النامية لمساعدتها في التكيف مع آثار التغير المناخي.

وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على تخصيص مليارات الدولارات لدعم هذه الجهود، مشيرًا إلى أنها “أكبر مستثمر عالمي في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة”.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

فيما يتعلق بالتكنولوجيا، أشار القادة إلى أن الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي يمكن أن يكونا عاملين محوريين في تحقيق التنمية المستدامة إذا تم توجيههما بشكل صحيح.

شدد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو على أهمية التعاون الرقمي الدولي، وقال: “يجب أن نعمل على سد الفجوة الرقمية بين الدول وتوجيه التكنولوجيا لخدمة الأهداف الإنسانية”.

ودعا إلى وضع إطار قانوني دولي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي، لتجنب إساءة استخدام هذه التكنولوجيا والتأكد من أنها تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

حقوق الإنسان

في حديثه عن حقوق الإنسان، أكد  بلينكن أن  ميثاق المستقبل  يتضمن الالتزام بتعزيز حقوق الإنسان في كافة الجوانب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستظل تدعم حقوق الإنسان بشكل مستمر، سواء في الفضاء الرقمي أو في الواقع. وقال: “نحن ملتزمون بضمان أن تحترم حقوق الإنسان بالتساوي على الإنترنت وخارجه”.

آليات تحقيق الأهداف

صندوق دولي لتمويل المناخ :

اقترح الميثاق إنشاء  صندوق دولي  يمول من الدول المتقدمة لدعم الدول النامية في مواجهة التحديات المناخية.   جوتيريش  أشار في هذا السياق إلى أن: “العالم بحاجة إلى آلية دولية قوية لدعم المجتمعات الأكثر تضررًا من التغير المناخي، وضمان توزيع عادل للأعباء”.

إصلاح الأمم المتحدة :

أكد القادة على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، إذ شدد أبو الغيط  على أن المجلس الحالي أصبح عائقًا أمام تحقيق السلم الدولي، مما يجعل إصلاحه ضرورة حتمية.

وضع إطار دولي للتكنولوجيا :

تم اقتراح وضع إطار دولي ينظم استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، بهدف حماية الخصوصية وضمان أن التكنولوجيا تسهم في تحقيق الأهداف الإنسانية وليس العكس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى