موسكو وكييف تتكبدان خسائر وبوتين يسأل عن قائد الجيش الأوكراني

تواصل أوكرانيا هجومها المضاد، في ظل تقارير تشير إلى عدم تحقيقها مكاسب كبيرة على الأرض، مرجعة السبب إلى نجاح الدفاعات الروسية وفعاليتها في صد الهجمات.
وفي أحدث تقرير استخباراتي، قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الأحد، إن “أوكرانيا وروسيا تتكبدان خسائر كبيرة في ظل احتدام القتال على الجبهة”. وأفادت تقارير بأن القوات الروسية تكبدت أكبر خسائرها منذ اندلاع معركة باخموت في مارس الماضي، ولم تذكر الوزارة تقديراً لعدد القتلى أو المصابين.
وأوضح التقرير أن أشد المعارك تحدث في زابوريجيا وغرب دونيتسك وبالقرب من باخموت، وقالت الوزارة: “في كل هذه المناطق، تواصل أوكرانيا شن عمليات هجومية، وقد أحرزت تقدماً طفيفاً، وأما في الجنوب، فمن ناحية أخرى، عادة ما تنجح روسيا في عمليات دفاعية فعالة نسبياً”.
ومن جهته، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مقابلة مع قناة “آر تي” الروسية، أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية، دفع بالعملية العسكرية الخاصة الروسية من الدفاع عن منطقة دونباس، إلى حرب مع الغرب بأسره.
وقال: “في الواقع، تم شن العملية العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا، ضد نظام كييف، لضمان سلامة سكان دونباس. هذا صحيح. والآن هي عملياً حرب بين موسكو والغرب بأسره”، بحسب وكالة أنباء تاس الروسية.
وفي إشارة إلى تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إقامة “طوق وقائي” على أراضي أوكرانيا إذا استمر قصف المناطق الروسية، أوضح أنه “مع توسع نطاق الأسلحة التي يتم تسليمها إلى أوكرانيا، ستتسع المنطقة العازلة أي المسافة التي سيتعين علينا إبعاد الأوكرانيين عن أراضينا”.
وبدوره، تساءل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع المراسلين العسكريين في وقت سابق هذا الأسبوع، عن اختفاء قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوغني، مرجحاً أن يكون متواجداً خارج أوكرانيا، حسب ما ذكر موقع “روسيا اليوم” الإخباري.
وفي مقطع فيديو نشره الصحفي بافل زاروبين على قناته في تلغرام اليوم الأحد، طرح بوتين سؤالاً على المراسلين العسكريين: “أين زالوغني؟”، ليرد أحدهم: “ظننا أنكم أنتم من تعرفون ذلك”، وأجاب بوتين “أعرف، أعتقد أنني أعرف”. وتابع “عليكم أن تسألوه هو، لكن ذلك يتطلب التحول إلى لغة أجنبية، يبدو لي أنه في الخارج، لكن لست متأكداً”.
يذكر أنه سبق وأثيرت تساؤلات حول مصير زالوغني ومكان تواجده، بعد أن تحدثت تقارير عن تعرضه لإصابة خطيرة جعلته عاجزاً عن مواصلة أداء مهامه، لكن كييف تنفي ذلك.
وفي سياق منفصل، قال مسؤولون أوكرانيون إن عدد قتلى الفيضانات الناتجة عن تدمير سد كاخوفكا ارتفع إلى 16، بينما قال مسؤولون روس إن 29 شخصاً لقوا حتفهم في الأراضي التي تسيطر عليها موسكو.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية على تيلغرام في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، إنه تم إجلاء أكثر من 3600 شخص من المناطق التي غمرتها الفيضانات في منطقتي خيرسون وميكولايف، في حين لا يزال 31 في عداد المفقودين، كما لا يزال نحو 1300 منزل مغموراً بالمياه.
وفي وقت سابق، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده وجماعات الإغاثة، على المساعدة في الاستجابة للفيضانات الهائلة التي أعقبت انهيار سد كاخوفكا في أوكرانيا.
وفي خيرسون، قال المتحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا، سيرغي براتشوك، إن القوات الأوكرانية دمرت مخزن ذخيرة مهم في جنوب البلاد.
وأضاف “قواتنا المسلحة وجهت ضربة قوية في الصباح، وضربة مدوية جداً، في قرية ريكوف في منطقة هينيتشيسك في المنطقة المحتلة مؤقتاً بمنطقة خيرسون”، وتابع “كان هناك مخزن ذخيرة مهم جداً، تم تدميره”.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من المعلومات. ولم يصدر تعليق حتى الآن من روسيا على تلك التقارير. ونشرت وسائل إعلام أوكرانية مقاطع فيديو تظهر تصاعد عمود دخان كثيف في السماء مع دوي أصوات انفجارات.
فيما ذكر موقع “سبتونيك” للأنباء، تعرض قرية نوفوبتروفكا في مقاطعة بيلغورود الحدودية الروسية، إلى قصف بـ 3 عبوات ناسفة، حسبما أفاد حاكم المقاطعة فياتشيسلاف غلادكوف. وقال عبر تليغرام: “في قرية نوفوبتروفكا بمنطقة فالويكي، ألقت طائرة بدون طيار 3 عبوات ناسفة، وألحقت أضراراً بسيارة تجر مقطورتها وجرار”، مؤكداً عدم وقوع إصابات جراء الهجوم.