العالم

مونت كارلو : اردوغان في زمن الارتباك .. السلطان منزوع الصلاحية

أراد رجب طيب أردوغان أن يكون اتاتورك القرن الحادي والعشرين ، وصانع جمهورية تركية ثانية على قياسه مع رهانه على تعديل الدستور وتغيير طبيعة النظام السياسي.
 
لكن " السلطان" رجب الذي كان يعمل لإعادة المجد العثماني والذي حكم البلاد عبر حزبه منذ 2002، لم يحقق مبتغاه وكان الجواب عبر صندوق الاقتراع إذ انقلب المشهد السياسي التركي عقب الانتخابات التي جرت في 7 حزيران/يونيو والتي خسر فيها «حزب العدالة والتنمية» الذي ينتمي إليه أردوغان الأغلبية التشريعية التي تتيح له لوحده تشكيل الحكومة. وهكذا بدلا من تعزيز صلاحياته كرئيس، إذ بالرهان الاردوغاني يسقط على محك الواقع ويصبح التفتيش للتو عن ائتلاف سياسي المخرج الوحيد للرجل الذي لم يألف المرونة والتسويات.
 
من الآن إلى ما بعد منتصف يوليو، تنقضي المهلة الالزامية لتأليف الحكومة ..وكل الخيارات صعبة بالنسبة لأردوغان ورئيس حزبه وحكومته احمد داوود أوغلو، إذ أن الائتلاف مع الحزب المعارض الاكبر، "حزب الشعب الجمهوري" اليساري والكمالي يعني موافقة أردوغان على الانسحاب من إدارة شؤون البلاد اليومية في الوقت الراهن وتطبيق الدستور الحالي بحذافيره حيث أن الرئيس التنفيذي هو رئيس الوزراء بينما يمثّل رئيس الجمهورية دور رئيس الدولة وهو مركز رمزي وحيادي. وهذا الائتلاف يعني ايضا تغييرا في سياسة تركيا حيال الملفات الشائكة وابرزها سوريا ومصر. ولهذا لا يرجح ان يتحمس له اردوغان، بل يستخدمه كوسيلة لترتيب ائتلاف مع حركة القوميين اليمينية التي تطالبه برئاسة البرلمان ووزارات سيادية لكنها توافقه الرأي في الشأن السوري.. أما بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطية الموالي للاكراد فيبدو ان الفجوة تتسع بينه وبين اردوغان على ضوء ما يجري على الحدود مع سوريا وعلى ضوء تصريح اردوغان الحاد برفض أي دولة كردية إلى جوار بلاده.
 
إزاء الاحراج وصعوبة الخيارات، يلوح الرئيس التركي بورقة الانتخابات المبكرة التي ستكون “حتمية” في حال عدم تشكيل حكومة جديدة خلال المهلة الدستورية. ويأمل اردوغان في حال إعادة الانتخابات استقطاب الكثير من الأصوات الكردية وكسب بعض من صوتوا لصالح الحركة القومية وندموا لاحقا بسبب آفاق تشكيل ائتلاف حكومي غير مستقر . هكذا تبدو الصورة غامضة بالنسبة للمشهد السياسي التركي على المدى القصير واقل ما يقال فيه انه سيكون غير مستقر ومتبدل. 
وهكذا بدل الوصول لتركيا جديدة في زمن أردوغان، ها هو اردوغان بالذات يعيش زمن الارتباك.
نقلا عن مونت كارلو
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى