العالم

مُديرا الاستخبارات الأمريكية والبريطانية: النظام العالمي يتعرض للتهديد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة

نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية مقالاً مشتركاً لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ومدير وكالة الاستخبارات البريطانية ريتشارد مور.

يستعرض المقال الشراكة الاستخباراتية بين واشنطن ولندن وكيف ساعدتهما على البقاء في الصدارة في “عالم مضطرب”.

يبدأ مديرا وكالتي الاستخبارات مقالهما بالإشارة إلى أن البلدين قبل عامين احتفلا بمرور 75 عاماً من الشراكة.
ويوضح المقال أن هذه الشراكة اليوم أصبحت تشكل “القلب النابض للعلاقة الخاصة بين البلدين”، ويشير إلى أنه “ليس لديهما -واشنطن ولندن- حليف آخر أكثر جدارة بالثقة من بعضهما”.

ويقول بيرنز ومور إن “تحديات الماضي تتفاقم اليوم بفعل التغير التكنولوجي”، مضيفان أنه “يتعين علينا التحرك اليوم في نظام دولي متنازع عليه، حيث يواجه بلدانا مجموعة من التهديدات غير المسبوقة”.

وعن الحرب في أوكرانيا، قال المسؤولان إن أجهزة استخباراتهما تقفان معاً في مواجهة “الحرب العدوانية التي تشنها روسيا وبوتين في أوكرانيا”، مضيفان “لقد توقعنا نشوب الحرب، واستطعنا تحذير المجتمع الدولي، الأمر الذي مكننا من الحشد للدفاع عن أوكرانيا”.

وأكد بيرنز ومور في مقالهما على “مواصلة المسيرة للتصدي لروسيا، واستمرار مساعدة الشركاء الاستخباراتيين الأوكرانيين”.

وأشار المقال إلى أن هذا الصراع “أثبت أن التكنولوجيا، إذا استُخدمت جنباً إلى جنب مع الشجاعة غير العادية والأسلحة التقليدية، من شأنها أن تغير مسار الحرب”.

وبالنسبة لبيرنز ومور فإن حرب أوكرانيا خير مثال على ذلك فهي “أول حرب من نوعها تجمع بين البرمجيات مفتوحة المصدر وتكنولوجيا ساحة المعركة المتطورة، وتسخير صور الأقمار الصناعية، وتكنولوجيا الطائرات المسيرة، والحرب السيبرانية ووسائل الإعلام الاجتماعية”.

وأشار المقال إلى “التصميم على مكافحة حملة التخريب التي تنفذها روسيا في أوروبا؛ عبر استخدام التكنولوجيا لنشر المعلومات المضللة من أجل بث الفرقة بيننا”.

وتحدث بيرنز ومور أيضاً عن الصين باعتبارها “التحدي الجيوسياسي والاستخباراتي الرئيسي في القرن الحادي والعشرين”، بالإضافة إلى “مكافحة الإرهاب جوهر الشراكة”، وقالا إنهما يعملان “بشكل وثيق لحماية العالم من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية”.

وفيما يخص الشرق الأوسط، قالا إن وكالتي الاستخبارات “استغلتا القنوات الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد في المنطقة”، وأشارا إلى أنهما “يعملان بلا توقف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن في غزة، والتي يمكن أن تنهي المعاناة والخسائر المروعة في أرواح المدنيين الفلسطينيين وتعيد الرهائن إلى ديارهم بعد 11 شهراً من الاحتجاز”.

وختم مديرا وكالتي الاستخبارات مقالهما بالقول إنه “ليس هناك شك في أن النظام العالمي الدولي يتعرض للتهديد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة، ولكن مكافحة هذا الخطر بنجاح تشكل الأساس الحقيقي لعلاقتنا الخاصة”.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى