شعر
نوفل إلياس.. المهموم بالإنسان والوطن
إن كـان إثـمٌ أن نطـالـب بـالعــــــــلا يـا مـرحـبـا بـالإثـم والآثــــــــــام
أو كـان جـرمٌ أن ننـالَ حقـوقَنــــــــــا يـا مـرحـبًا بـالجـرم والإجــــــــــرام
كتب: حسام خليل
ولد نوفل بن غانم إلياس في بانياس (ساحل سورية)، وتوفي في قبرص،عاش في سورية ولبنان وقبرص، وكان دائم التردد بين سورية ولبنان.
تلقى تعليمه الأولي لسنة واحدة في مسقط رأسه، وسنة ثانية في مدرسة الفرير باللاذقية، واضطرته ظروف الحرب العالمية الأولى للنزوح إلى قرية البساتين
حيث أخذ العلم عن والده، وأخذ علوم اللغة العربية عن عمه، وبانتهاء الحرب استأنف دراسته في مدرسة الفرير بطرابلس (1919) ونال الشهادة الثانوية.
أتقن اللغتين العربية والفرنسية ونظم الشعر بكلتيهما، والتحق بالجامعة السورية ونال إجازة الحقوق (1935).
عمل بالمحاماة وافتتح مكتبين في سورية ولبنان، وتعرض للسجن (1940)، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في صيدا مدة ستة شهور، نفي بعدها إلى فلسطين مدة سنتين ثم نفي إلى بيروت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (1945).
خاض انتخابات مجلس النواب منضمًا إلى حزب الشعب في حلب (1947) لكنه لم يحقق نجاحًا إلا في دورة (1954) حيث فاز بالنيابة عن محافظة اللاذقية.
شغل منصب قنصل سورية في الأرجنتين.
ترأس محفلي الأدب العربي والفرنسي.
الإنتاج الشعري:
– له ديوان: «أوراق نوفل إلياس» – جمع: جوزيف الغريب – بيروت، وله قصائد نشرت في مصادر دراسته، منها قصيدته: «سلمى» نشرت في كتاب «الموسيقا في سورية» وتغنت بها المطربة زكية حمدان، وله قصائد نشرت في عدد من دوريات عصره، منها: ولا أبالي – مجلة النهضة – السنة الأولى – العدد الثامن/ 1937، وله عدد من القصائد المخطوطة.
شاعر وجداني، حمل الشعر مسؤولية التعبير عن ذاته المهمومة بقضايا الإنسان، والوطن، المتاح من شعره بعض المقطوعات الرثائية، وقصيدة «سليمى» التي كثر تداولها وحقق لها الغناء مساحة واسعة من الانتشار، وتكشف عن شاعريته ورقة أسلوبه وقوته وحفاظه على تقاليد القصيدة العربية عروضًا وقافية ولغة.
قصيدة سلمى
أرى سلـمـى بـلا ذنـب جَفَتْنـــــــــــــي وكـانـت أمسِ مـن بعضـي ومـنــــــــــــي
كأنـي مـا لثـمْتُ لهـا شِفـــــــــــــاهًا كأنـي مـا وصلـتُ ولـم تصلْنـــــــــــــي
كأنـي لـم أداعبْهـا لعـــــــــــــــوبًا ولـم تهْفُ إلـيَّ وتستزدْنـــــــــــــــــي
كأن اللـيل لــــــــــــــــم يرضَ ويروي أحـاديث الهـوى عـنهـا وعـنــــــــــــي
غدًا لـمـا أمـوت وأنـتِ بعـــــــــــــدي تطـوفـيـن القبـورَ عـــــــــــــلى تأنّي
قفـي بجـوار قبري ثـم قـولـــــــــــــي أيـا مـن كـنـتُ مـنك وكـنـتَ مـنــــــــي
خدعتك فـي الـحـيـاة ولـم أبــــــــــالِ وخنـتكَ فـي الغرام ولـــــــــــــم تَخُنّي
كذا طبعُ الـمـلاح فلا ذِمــــــــــــــامٌ فُطِرْنَ عـلى الخداع، فلا تلـمـنــــــــــي