هدنة غزة | بوادر أمل تُنير المفاوضات بين إسرائيل وحماس
بعد أن أجرت حركة “حماس” تعديلات على المقترح الأمريكي لهدنة غزة، انتقلت المفاوضات إلى مرحلة جديدة مما فتح نافذة لاستئناف الحوار بين الأطراف المتنازعة لتحقيق تقدم ملموس نحو إنهاء دائرة العنف المتصاعدة في المنطقة.
وقررت إسرائيل إرسال وفد يترأسه رئيس جهاز الاستخبارات للتفاوض مع “حماس”، بهدف مناقشة شروط هدنة غزة وتفاصيل تنفيذها.
أشار مسئولون أمنيون إسرائيليون إلى أن حركة “حماس” أظهرت استجابة إيجابية، مما يزيد من التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء هدنة غزة.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه أخطر الرئيس الأمريكي جو بايدن بقراره بإرسال وفد للمواصلة في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى.
وحيال ذلك، أكد مكتب نتنياهو، على أن إسرائيل ستستمر في حربها على غزة حتى تحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية.
وكشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن “حماس” وإسرائيل على وشك التوصل إلى هدنة غزة من خلال اتفاق إطاري يضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وبدأت تظهر بوادر أمل في التوصل إلى اتفاق قريب قد يخفف من معاناة الفلسطينيين ويمنحهم هدنة لفترة من الوقت، بعد فترة من الجمود في المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
فمنذ الهدنة الوحيدة التي جاءت خلال حرب غزة المستمرة لأكثر من تسعة أشهر، يعاني قطاع غزة من تصعيد عسكري مستمر بين إسرائيل و”حماس”.
ردود الفعل على مقترح هدنة غزة
وعلى الرغم من أن مقترح هدنة غزة الذي أعلن عنه بايدن لقي ترحيبا من “حماس”، إلا أن إسرائيل تمسكت بشرطها المتمثل في تدمير قدرات الحركة وإطلاق سراح الأسرى.
وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي ناقشا هاتفيا، أمس، التعديلات التي أدخلتها “حماس” على مقترح هدنة غزة، وجهود وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وأعلنت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الخميس، أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر سيعقد اجتماعًا مسائيًا لبحث الرد الأخير من حركة “حماس” على اقتراح هدنة غزة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن مسؤولًا إسرائيليًا أكد أن رد حركة “حماس” لا يتضمن شرطًا لوقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الاتفاق، إلا أنه يسمح بإعادة كبار السن والأطفال والمرضى والنساء من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
هدنة غزة | تعديلات أمريكية وتهديدات إسرائيلية
ووفقًا لتقرير “نيويورك تايمز” الأمريكية، أفاد المسئولين المطلعين على سير المفاوضات أن الوسطاء قد أرسلوا تعديلات جديدة إلى “حماس” بخصوص المقترح الأمريكي لصفقة تبادل وهدنة غزة.
وأصدر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، بيانًا أكد فيه تلقيه ردًا من “حماس” على اقتراح هدنة غزة، فيما أشار بيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الوسطاء قدموا رد الحركة الفلسطينية على الخطوط العريضة للاتفاق.
وأشارت الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أن القيادة ستدرس الرد وتعرب عن موقفها النهائي في إطار هدنة غزة.
هل سيمنح نتنياهو «الضوء الأخضر» لهدنة غزة؟
وفي تصريح للقناة 12 الإسرائيلية، هدد مسؤول بالانسحاب من الاتفاق واستئناف القتال بعد المرحلة الأولى منه، في حال خرق حركة “حماس” شروط هدنة غزة المتفق عليها.
وكشفت القناة العبرية، عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، تأكيده لعائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة أن بلاده مستعدة أكثر من أي وقت مضى لإبرام صفقة مع حماس تتخللها هدنة غزة.
ورغم هذه التطورات، لا يزال التوصل إلى هدنة غزة أو اتفاق نهائي “غير مضمون”، حيث يجب على نتنياهو منح “الضوء الأخضر” لفريق التفاوض للدخول في المرحلة التالية من المفاوضات، ومن المتوقع أن تستغرق هذه المفاوضات عدة أسابيع للتوصل إلى تفاصيل هدنة غزة المحتملة.
بايدن ونتنياهو يضعان خطوطًا عريضة لهدنة غزة
وبعد نقاش دام 30 دقيقة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول مسودة اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى هدنة غزة.
أكد بايدن، على تحديد الخطوط العريضة للاتفاق، مشيرًا إلى دعم مجلس الأمن الدولي لهذا الاتفاق، على الرغم من توقعات مسئول أمريكي باستبعاد عقد الاتفاق في الأيام القادمة، نظرًا للقضايا العالقة المتعلقة بتنفيذ هدنة غزة.
وأشار بايدن إلى أن رد حركة “حماس” يمثل الأساس لإبرام هدنة غزة والتي يتخللها اتفاق بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، مما يفتح الباب أمام إمكانية التوصل اتفاق عملي وملموس في الأيام المُقبلة.