اخبار-433
هيلين كيلر ..اديبة امريكية لم يمنعها فقدان البصر والسمع من الابداع والمجد

كتبت: رضوى زغلول
هيلين كيلر أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية ولدت في 27 يونيو1880 فى مدينة توسكومبيا ولدت هيلين طفلة سليمة بدون أى أمراض وقبل عيد مولدها الأول بدأت المشى وقد عانت هيلين كيلر من المرض فى سن اثنى عشر شهراً وافترض أطباء الأطفال بأنها مصابة بحمى القرموزية والتى تصنف بمرض التهاب الرأس مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماماً
عندما بلغت هيلين سن 19 عام أصابها مرض خطير تم تصنيفه بأنه "التهاب بالرأس" . وكان حديث الأطباء حول ذلك المرض انهم يعتقدون انه فى واقع الأمر كانت الحمى القرمزية والحصبة الألمانية أو التهاب السحايا وقد صرح وقتها طبيب الأطفال أن حياة الطفلة فى خطر ولكن المفاجأة كانت انها تعافت من المرض ولكن سعادة الأباء لم تستمر كثيراً حيث بعد أن تعافت هيلين من المرض فقدت
وعلى الرغم من فقدان هيلين للسمع والبصر ولكن طفولتها كانت تحمل طابع البهجة وكانت الفتاة على علاقة وطيدة مع نظائرها من فاقدى السمع والبصر وكانت هيلين تلعب مع ابنه الخادمة مارتا واشنطن وكانوا يلعبوا ويمزحوا معاً .
ولكن فى نفس الوقت كان يظهر على هيلين الغضب بسبب اختلافها عن الأخرين . وأدركت أن الناس الأخرين يتمتعون بحاسة الفم من أجل التواصل والتعامل مع الأخرين . وكانت الفتاة تحاول أن تكرر حركة شفاتها. ولكن فى كل مرة تأتى محاولتها بالفشل وعلى أثر ذلك دخلت الفتاة فى حالة غضب شديدة وكانت تكسر كل ما حولها من شدة الغضب الذى لحق بها حاسة السمع والبصر
وفى تلك السنوات بدأت كيلر حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحالتها . وعندما بلغت سن السابعة قرر والديه إيجاد معلم خاص لها . لذلك أرسل مدير مدرسة بيركنزا للمتفوقين الشابة المتخصصة ساليفان . حيث استطاعت ساليفان على الاقتراب من الفتاة والذى كان له دور كبير فى مجال التعليم الخاص .
ومن اليوم الأول بدأت هيلين على إقامة علاقة بين الأشارة واستلام الموضوعات وكانت لديها القدرة على إعادة انتاج هذه الإشارة . وعلى الرغم من ذلك فإن الفتاة لم تفهم حركات المعلمة سليفان والتى كانت تعنى انها كانت كلمات مجردة
بدأت هيلين بعد ثلاثة أشهر فى تعلم الاعتماد على نفسها فى كتابة رسالة إلى صديق لها وذلك بمساعدة طريقة برايل للكتابة . وكانت هيلين تتميز بمهارة عالية فى القراءة . وبحلول شهر يوليو تعلمت هيلين الكتابة بالقلم الرصاص لكى تشرح للناس الذين لا يعرفون طريقة برايل
استمر عمل المعلمة سليفان مع هيلين لمدة 49 عام . وقد مارست سليفان دراسة التاريخ واللغات الأجنبية وخاصة العلوم . وفى شهر مايو عام 1888 قامت بعمل زيارة لمدرسة بيركنز للمكفوفين حيث التقت كلير لأول مرة مع نظائرها المكفوفين
وفى السنوات التالية لم تحضر كلير الفصول الدراسية فى المدارس وبدأت فى الأنخراط وراء المعلمة سليفان والمحاضرين الأخرين . ويجع نجاحها إلى تدريبها الجيد وفى عام 1894 بدأت هيلين فى الدراسة بمدرسة رايت للصم حيث درست بها حتى عام 1896 ثم انتقلت إلى مدرسة للبنات فى جامعة هارفارد وفى كل مكان كانت معها المعلمة سليفان تساعدها على عمل الواجبات المنزلية وقراءة الكتب وبدأت هيلين كل هذا عن طريق برايل للقراءة والكتابة وبعد ترك المدرسة عام 1900 فازت كلير بحق الالتحاق فى مؤسسات التعليم العالى .
بعد أن انهت كيلر التعليم الثانوى التحقت كيلر بكلية رادكليف حيث اجتازت الاختبارات الأولية للالتحاق بكلية رادكليف وذلك من 29 يونيو حتى 3 يوليو 1897 وكان انضمامها إلى هذه الكلية هو حلم كبير لها منذ طفولتها
وفى جامعة رادكليف واجهت هيلين العديد من التحديات ومنها: طباعة الكتب المدرسية بطريقة برايل وكانت الفصول ممتلئة بالكثير من الأشخاص وكان المعلمون يعطون لها اهتمام خاص . كما واجهت هيلين العديد من الصعاب فى الموضوعات الدراسية مثل الهندسة والجبر
حدث لها تشكيل جذرى لفكرها حول وجهات النظر اليسارية للنظام السياسى وفكرت لأول مرة حول حقوق العمال وذلك عندما قرأت أن معظم فاقدى النظر من طبقات السكان الفقيرة وأضافت فى وقت لاحق نظام الأشتراكية . وقد أيدت كيلر أعمال إميلين بانكيرست . كما لعبت كيلر دور مثير للجدل فى وجهة نظرها السياسية . وقد قامت بعكس كل أفكار الحزب الجنوبى وفى خلال فترة الدراسة كتبت هيلين أول كتاب لها وهو حول سيرتها الذاتية باسم " قصة حياتى" . وقد تم نشر هذا الكتاب لأول مرة فى جريدة "Ladies "3 3وفى عام 1903 بدأ طباعة هذا الكتاب بشكل واسع النطاق. وقام النقاد بتقدير هذا العمل الرائع لها .
. انهت هيلين الجامعة بتقدير امتياز فى عام 1904 . وكانت أول شخص من المكفوفين يحصل على شهادة ليسانس
. وفى خلال سنوات التعليم أصبحت كيلر إلى مدعمى الاشتراكية وفى عام 1905 انضمت كيلر إلى الحزب الاشتراكى . وقد أصبحت كيلر بعد ذلك ناشطة بارزة وامرأة خيرية .حيث كانت مدعومة من قبل التعليم والتنشئة الاجتماعية للأشخاص من ذوى الإعاقة وكانت شخصية بارزة ونشطة فى الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية .
وفى عام 1934 منحت كيلر جائزة ليندون دجونسون وهو وسام الرئاسة للحرية .ومنذ عام 1980 حيث يحتفل منذ ذلك العام بعيد ميلاد هيلين كيلر بمرسوم صدر من جيمس كارتر حينها . بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت كيلر فتاة ذو ثقافة شعبية حيث كانت شعبيتها من خلال مسرحيتها " صانع المعجزات " .
نشرت هيلن كيلر ثمانية عشر كتاباً، ومن أشهر مؤلفاتها: العالم الذي أعيش فيه، أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلن كيلر في اسكتلندا. وترجمت كتبها إلى خمسين لغة. ألفت هيلين كتاب "أضواء في ظلامي" وكتاب "قصة حياتي" في 23 فصلا و132 صفحة في 1902، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً. واحدة من عباراتها الشهيرة:–
«"عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".»
ومما قالته أيضا : الحياة اما مغامرة جريئة و اما لا شيء



