مصر
24 اكنوبر 1929 الخميس الاسود ..هاجس لاينساه وول ستريت شارع المال والاعمال

كتب : محمد مجدي
24 اكتوبر 1929 أو الخميس الاسود كما اطلق عليه ، هو اليوم الذي شهد انهيار مفاجئ في قيمة الاسهم ببورصة وول ستريت بنيويورك نتيجة ارتفاع العرض عن الطلب ، انهيار لا سابق له في الولايات المتحدة أدي إلى عمليات إفلاس وبطالة واسعة عبر الدول الصناعية.
وول ستريت هذا الشارع الهام ماليا واقتصاديا ضمن ما يعرف بالحي المالي. يسمّى وول ستريت بشارع المال والأعمال، فهو واجهة السوق الأمريكية، ففيه تتواجد بورصة نيويورك بالإضافة إلى العديد من مقرّات الشركات الماليّة والضخمة .ويقع شارع وول ستريت فى منهاتن الواقعة في مدينة نيويورك المدينة الأكبر من مدن الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال التاريخ الطويل لـ وول ستريت، تعاقبت عليه العديد من الأحداث الهامة والتي من أبرزها ما يعرف بالانهيار الكبير حيث انهارت بورصة نيويورك، بالإضافة إلى انهيار مؤشّر الداو جونز، الأمر الذي أدخل الولايات المتحدة الأمريكية في كساد اقتصادي ضخم ومهول.
وانطلقت الأزمة يوم الخميس 24 من أكتوبر 1929 في بورصة نيويورك بعدما طرح 13 مليون سهم في السوق لكن الأسعار انهارت بسبب غياب مشترين. وانتشر الذعر وهرع المستثمرون والفضوليون إلى البورصة في حين بدأ الوسطاء البيع بكثافة. وقرابة ظهر ذلك اليوم خسر مؤشر داو جونز 6. 22% من قيمته. وبعد ساعات قليلة وجد آلاف المساهمين أنفسهم مفلسين.
وتفيد الروايات أن 11 مضاربا انتحروا في نهاية النهار بإلقاء أنفسهم من ناطحات سحاب في منهاتن.
وقد تبخر ما مجموعه سبعة إلى تسعة مليارات دولار في يوم واحد. وانهارت البورصة خاسرة 30% من قيمتها في أكتوبر و50% في نوفمبر. وبلغت الخسائر الإجمالية 30 مليار دولار أي عشر مرات أكثر من الميزانية الفدرالية وأكثر من النفقات الأميركية خلال الحرب العالمية الأولى.
وكانت هذه النكسة المالية الكبيرة مقدمة للازمة الكبرى التي ضربت الولايات المتحدة وأوروبا. وأتى ذلك رغم أن الولايات المتحدة كانت تتمتع منذ مطلع عشرينات القرن الماضي بازدهار اقتصادي مدعوم بارتفاع في أرباح الشركات وفي أسعار أسهمها. وكان نحو 2% من الشعب الأميركي يملك أسهما وسندات في البورصة اقتناعا منهم بإمكانية تحقيق مكاسب سريعة.
وبلغت بورصة وول ستريت أعلى مستوى لها في 3 سبتمبر 1929. والمضاربون الذين لم تكن تتوافر لهم الوسائل كانوا يجرون تعاملاتهم معتمدين على قروض أو من خلال إيداع سندات أخرى تشكل ضمانات. ولم يكن احد يدرك أن أسعار الأسهم في البورصة كانت تفوق قيمتها الفعلية مما جعل وول ستريت تفقد أي اتصال مع الواقع الاقتصادي. و«الخميس الأسود» الذي شكل نهاية لمرحلة المضاربة هذه انعكس على كل الأسواق المالية العالمية بدءا بلندن. وفي ربيع العام 1930 دخلت الولايات المتحدة مرحلة انكماش ما أدى إلى تراجع الإنتاج والى عمليات إفلاس وكانت تداعياتها الأخطر بطالة واسعة.
وتحول حادث في البورصة سريعا إلى أزمة عالمية حادة للغاية هي الأخطر التي شهدها النظام الرأسمالي. وبسبب ثقل الاقتصاد الأميركي الذى يمثل 45% من الإنتاج الصناعي العالمي انتقلت عدوى الأزمة الاقتصادية الكبرى في الثلاثينات إلى الدول الغربية.
وفي ألمانيا تسببت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في انهيار جمهورية فيمار واستغلها النازيون للوصول إلى السلطة وعمدوا إلى تنشيط الاقتصاد عبر مشاريع ضخمة وإعادة تسليح عسكرية كثيفة.
وظل تأثر نيويورك بالفعل بضعف الاقتصاد الأمريكي من انهيار بنك ليمان براذرز إلى بيع منافسه ميريل لينش ونضال شركة أمريكان انترناشونال جروب للتأمين ومقارها جميعا في مانهاتن زاد كل هذا من المخاوف حيث تقوم وول ستريت بتسريح مصرفيين من أصحاب الأجور المرتفعة فيما أخذ الأثرياء يرشدون إنفاقهم. ويمثل إجمالي الرواتب التي تدفعها وول ستريت نحو 35 في المئة من مجمل الرواتب والأجور التي تدفع في نيويورك.
وبدأ الانتعاش في الولايات المتحدة العام 1933 مع سياسة العهد الجديد (نيو ديل) التي وضعها فرانكلين روزفلت.



