خطة ترامب لإيصال السلاح لكييف على حساب «الناتو».. تفاصيل

مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بما يُشبه «خطة تسعير» للدعم العسكري، تضع أوروبا في خانة المُشتري وتمنح واشنطن دور المورّد، ليصبح السؤال، هل يتحوّل دعم أوكرانيا إلى مزاد مفتوح؟ أم أن ترامب يعيد تعريف دور أمريكا في الحروب من جديد؟
«هل يصبح دعم أوكرانيا خاضعًا لمنطق السوق؟».. سؤال أثارته تصريحات دونالد ترامب، الذي لطالما خلط بين الجدية والمناورة السياسية، بين الوعد الصريح والنكتة المُبطنة.
تفاصيل خطة ترامب

ففي أبريل الماضي، قال ترامب في مقابلة مجلة «تايم» الأمريكية، إنه وعد بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في اليوم الأول من ولايته الثانية “كمبالغة مجازية”، مؤكدًا أنه لم يكن يقصدها حرفيًا، بل أراد أن يبعث برسالة مفادها أن لديه مقاربة مختلفة جذريًا عن إدارة بايدن.
لكن ترامب لا يتراجع دومًا عن تصريحاته، فعندما سُئل خلال حملته الانتخابية عن احتمال وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، أصر على موقفه بأن أوروبا لا تدفع “حصتها العادلة”.
ورغم أن هذا الادعاء يتعارض مع بعض الإحصاءات – حيث تشير بيانات معهد كيل لـ الاقتصاد العالمي، إلى أن أوروبا قدمت مساعدات إجمالية تفوق ما قدمته الولايات المتحدة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 – إلا أن ترامب ظل يكرر انتقاده لما يراه “عبئًا أمريكيًا غير مبرر”.
وفي تصريح جديد لشبكة NBC الأمريكية، أعلن ترامب أنه توصل إلى “صفقة” جديدة لحل هذه المعضلة، قائلاً: “سنعطي الأسلحة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وسيقوم الحلف بدفع الثمن بالكامل، 100%، وبعد ذلك سيمنح الناتو هذه الأسلحة لأوكرانيا”.
وبحسب تقارير، فقد تم الترويج لهذا النموذج لأول مرة خلال قمة الناتو الأخيرة، حيث وافق الحلفاء الأوروبيون على زيادة الإنفاق الدفاعي، في ظل تصاعد الضغوط من واشنطن.
لكن اللافت، أن الأمين العام للناتو، مارك روته، وصف ترامب بشكل غير معتاد بـ”أب أوروبا”، تعبيرًا عن حجم تأثيره على الدول الأعضاء.
تحميل الناتو تكاليف دعم أوكرانيا
وهذه الخطة، التي توصف بأنها “نقل غير مباشر” للأسلحة، تعني فعليًا أن الولايات المتحدة لن ترسل سلاحًا مباشرة إلى أوكرانيا، بل تبيعه إلى الناتو، بينما يتحمل الحلف كامل التكاليف.
وصرّح مسؤول في حملة ترامب لموقع «آكسيوس» الأمريكي بأن: “أمريكا تبيع للناتو، وليس لأوكرانيا، والناتو يقرر كيف يستخدم الأسلحة”.
لكن مصادر أخرى ألمحت إلى أن الأسلحة قد لا تكون دفاعية فقط، بل تشمل أيضًا قدرات هجومية، وهو ما يفتح بابًا جديدًا للنقاش حول تصعيد محتمل في المواجهة مع روسيا.
وقبل ساعات من نشر مقابلة ترامب، كتب مارك روته على منصة “إكس”: “الهجمات الروسية المستمرة على المدنيين الأوكرانيين أمر مأساوي ــ وفقًا له ــ تحدثت مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وأحثّ القادة على تسريع دعم أوكرانيا بالذخيرة والدفاعات الجوية”.
ووفقًا لموقع «بوليتيكو» الأمريكي، فقد جاء مقترح “صفقة السلاح عبر الناتو” من الجانب الأوكراني نفسه، في محاولة للتحايل على القيود الأمريكية على إعادة تصدير السلاح، فقد طلبت كييف من إدارة ترامب هذا الترتيب غير التقليدي، بعد قرار مُفاجئ من البنتاجون بوقف الدعم المباشر، ما أثار قلق القيادة الأوكرانية.
ولم تمضِ أيام قليلة، حتى عادت الإدارة لإرسال شحنات أسلحة مباشرة، في ظل ما وصفه مراقبون بـ”تبدل مزاج ترامب تجاه روسيا”، إذ أشار بنفسه إلى شعوره بخيبة أمل متزايدة تجاه الكرملين.
وقال ترامب لـNBC: “إنني أشعر بخيبة أمل في روسيا، لكن دعونا نرى ما سيحدث خلال الأسبوعين المقبلين”.
ثم أضاف بنبرة ساخرة: “ربما سأدلي بإعلان مهم عن روسيا يوم الإثنين!”.
من جانبه، علّق وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي التقى نظيره الروسي سيرجي لافروف في قمة دبلوماسية آسيوية، بقوله: “علينا وضع خارطة طريق حقيقية لإنهاء هذا الصراع.”
وتُشير كل هذه التطورات إلى أن سياسة ترامب تجاه أوكرانيا لم تعد قائمة على الشعارات، بل على منهج تجاري بحت، يُعيد رسم دور أمريكا في النزاعات الخارجية، ويختبر حدود التعاون داخل حلف الناتو.
لكن السؤال الآن، «هل ينجح هذا النهج في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية أم أنه يعمّق تعقيداتها؟».
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .