العرب
موريتانيا دولة عربية مسلمة تعاني الجوع والعطش وسقطت من ذاكرة المدافعين عن الاسلام كذبا

كتب : حسام خليل
من النادر أن تتصدر موريتانيا عناوين نشرات الأخبار في القنوات العربية، فالبعد الجغرافي لهذه الدولة عن بقية الدول العربية خاصة في المشرق والفقر الذي تعيشه يجعلانها شبه غائبة عن وسائل الإعلام العربية.
تقع موريتانيا شمال غرب أفريقيا وعلى شاطئ المحيط الأطلسي، يحدها من الشمال كل من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والجزائر، ومن الجنوب السنغال، ومن الشرق والجنوب مالي، وكنقطة وصل بين شمال إفريقيا وجنوبها تجمع صحراء موريتانيا الشاسعة منذ آلاف السنين، بين أعراق وثقافات مختلفة منها عربية وأمازيغية وإفريقية.
يطلق العرب على هذه الدولة لقب بلد المليون شاعر، ويتندر الموريتانيون على أنفسهم بأنهم بلد المليون سياسي، فماذا تعرف عن واحدة من أكبر الدول العربية مساحة حيث تبلغ مساحتها 1.03 مليون كيلومتر مربع فيما يقدر عدد سكانها بنحو 3.5 مليون نسمة .
في بداية من القرن الخامس الهجري دخلت قبائل عربية البلاد. ثم في القرن السادس الهجري استقرت قبائل بنو المعقل العربية بموريتانيا وقد جاءت من صعيد مصر ضمن الهجرة الهلالية الشهيرة إلى بلدان المغرب العربي لكنها واجهت معارضة شديدة من القبائل الأمازيغية والتي ما لبثت ان دانت للسلطان العربي وقد ساهم في إزالة المعارضة وحدة الدين حيث سبق الإسلام العرب إلى المنطقة.واختلطت المجموعتان مع الزمن وتشكل عرق منسجم من الأمازيغ والعرب وتشكلت أهم مجموعة بشرية على مر تاريخ موريتانيا من الأمازيغ والعرب، هي سكان موريتانيا الحاليون.
كان المجتمع الموريتاني القديم ينقسم إلى طبقات هي (العرب / الزوايا / الحراطين / المعلمين/ ازناك) وكل طبقة كان لها دور تمتاز به عن الأخرى فالعرب تتولى الدفاع عن الدولة والزوايا تتولى العلم والتعليم، والحراطين يقومون بالزراعة والمعلمين يتولون الصناعة التقليدية ويطلق عليهم أحيانا الصناع.
الاقتصاد الموريتاني فإضافة إلى عدم مواتاة الوسط الطبيعي سواء ما تعلق بمظاهر السطح أو المناخ فإن هذا الاقتصاد يعاني من اختلالات هيكلية بنيوية تعيق نموه في الوقت الراهن يكمن البعض منها في ضعف الأنشطة الفلاحية بشقيها الزراعي والرعوي إضافة إلى غياب سياسة اقتصادية محكمة فيما يتعلق بالشق المتعلق بالمعادن. ويعتبر الصيد من أهم ركائز هذا الاقتصاد
تعتبر موريتانيا إحدى الدول المهمة في مجال الصيد البحري لما تتوفر عليه من ميزات طبيعية جعلتها في مصاف البلدان المنتجة للأسماك فقد حباها الله بشاطئ ممتد على المحيط الأطلسي يبلغ طوله نحو 650 كلم وتتلاقى في مياهها الإقليمية التيارات البحرية الدافئة والساخنة الأمر الذي هيأ لمياهها أن تكون مأوى لكثير من الأسماك والأحياء المائية التي تهاجر في معظم فصول السنة من مناطق أخرى للحياة والتكاثر في مياهها الفريدة من نوعها.
نالت موريتانيا استقلالها عن فرنسا 28 نوفمبر 1960 وتنقسم إلى 12 ولاية زائد العاصمة نواكشوط، بالإضافة إلى 56 مقاطعة و280 بلدية منها 163 بلدية ريفية.
في كل فصل صيف تتحول حياة موريتانيين إلى جحيم، بسبب قلة المياه الصالحة للشرب. ففي بعض أحياء العاصمة نواكشوط يصبح الحصول على الماء مهمة صعبة.
لا يعاني بعض سكان نواكشوط بسبب صعوبة الحصول على الماء فقط، ولكن يتذمرون أيضا من التكلفة الباهظة لمياه تكون أحيانا ملوثة.
تصف احدى احدى قاطنات حي ملح بمقاطعة عرفات، كبرى مقاطعات العاصمة نواكشوط، رحلة الحصول على الماء بـالمعقدة، إذ تضطر في حال ذهبت إلى الحنفية أن تنتظر ساعات للحصول على برميل ماء، وتشتكي من التكلفة المالية الكبيرة لنقله إلى منزلها المتواضع على عربة يجرها حمار.
تقول ، في حديث لموقع، إن الأمر يصبح أكثر مرارة حين تجلس أمام ردهة منزلها في انتظار مالك عربة قد لا تجد عنده حاجتها من الماء. وتضيف، بحرقة، أن أصحاب العربات استنفدوا أموالها بمزايداتهم في سعر البرميل الواحد.
المشكلة نفسها يعيشها بكل تفاصيله أحمد شوقي ولد أدي، لكن الظروف المالية لهذا المواطن القاطن بمقاطعة دار النعيم أحسن من ظروف مباركة، ورغم ذلك يشتكي ولد أدي من أن المال لا يشفع له دائما في الحصول على الماء.
يشرح شوقي لموقع راديو سوا بأن العطش "مشكلة مطروحة بشكل يومي، خاصة في مقاطعات عرفات وتوجنين ودار النعيم.
يبدي استغرابه من الارتفاع الكبير في أسعار براميل المياه مع بداية الشهر الحالي، فقد يصل سعر البرميل حسب شهادة ولد أدي إلى 1500 أوقية (حوالي أربعة دولارات) أحيانا. هذه المشكلة تبدأ في التعقيد ابتداء من شهر أبريل وحتى شهر يونيو.
يملأ أصحاب العربات، التي تجرها الحمير، براميلهم من أحواض وحنفيات غير خاضعة للرقابة، حسب شهادة محمد فال ولد سيدي أحمد وهو أحد سكان أحياء الترحيل الشعبية.
لكن الحاجة الملحة إلى الماء وندرته تجعل السكان مضطرين لشرائه دون الاكتراث أو طرح تساؤلات كثيرة حول نظافته أو خلوه من أي ميكروبات، يقول ولد سيدي أحمد.
يقر هذا المواطن بـوجود تحسن في بعض الأحياء مقارنة مع السابق، إلا أنه يشدد على أن التحسن لا يزال محدودا، فأحياء الترحيل تتضرر بشكل كبير. هناك مناطق ينقطع عنها الماء لساعات وأخرى لأيام.
سبق أن سلّط دخول النائب الموريتاني محمد غلام ولد الحاج الشيخ البرلمان وهو يحمل دلوا، الضوء على مشكلة العطش في بعض المناطق الموريتانية.
وشهدت مدينة العيون جنوب البلاد، في 2013، تظاهرات على مدى يومين متتالين، تنديدا بالانقطاع المتكرر للماء.
مبادرات للسقاية
أمام الشكاوى المتكررة لسكان الأحياء الفقيرة، تنتعش في فصل الربيع والصيف مبادرات السقاية، إذ تقوم جمعيات ومحسنون بنقل المياه إلى أحياء العاصمة، لكن شاحنات الصهاريج التي تصل الأحياء لا تطفئ عطش السكان.
تسهر رئيسة أحد الأحياء الشعبية في نواكشوط كنة باباه على أن يستفيد سكان حيها بالتساوي من المياه، التي يتم التبرع بها من طرف جمعيات عدة.
أسست مجموعة من النساء جمعية للسقاية تحت اسم داووا مرضاكم بالصدقة
تابع هذ التقرير لمراسل قناة "الحرة" في نواكشوط حول مشكلة العطش في
تقول رئيسة الجمعية فاطمة بنت محمد الأمين إن عمليات السقاية بدأت منذ نهاية فصل الشتاء، وتطمح الجمعية إلى استهداف أكبر عدد من الأحياء.
تؤكد إحدى المستفيدات من السقاية أن الناس كانوا في وضع سيء، قبل أن تبدأ جمعية داووا مرضاكم بالصدقة عمليات السقاية.
مع اقتراب فصل الصيف يصبح الماء مرتبطا في أذهان السكان بالشرب، فلا حديث عن النظافة أو الاستحمام، حسب شهادة ولد سيدي أحمد.
يختم أعتقد أن بعض السكان لا يمكنهم أن يستحموا أكثر من مرة في الأسبوع. الأولوية للشرب أما النظافة فلا يمكن الحديث عنها.
يذكر ان العبودية كانت مشروعة في موريتانيا حتي تم تجريمها مؤخرا بشكل قانوني ولايزال هناك نحو 40 الف عبدا في بلد عربية واسلامية والعبودية تخالف الشريعة لكنها عادات وتقاليد المجتمع .
مصادر: ويكيبيديا – الحرة – اديو سوا



