منوعات-384

بافلوف.. صاحب نظرية الاستجابة الشرطية وحاصل علي نوبل في الطب

إيفان بتروفيتش بافلوف عالم  روسى متخصص في علم الأعضاء حيث قام بالكثير من الأبحاث على الجهاز الهضمي, مما جعله ينال وبجدارة جائزة نوبل في الطب في عام 1904 ، ومن أشهر أعماله نظرية الاستجابة الشرطية التي تفسر بها التعلم. 

.ولد بافلوف في ريازان  في 26 سبتمبر 1849، وكان الأكبر بين أحد عشر ابنًا لوالده "بيتر دميترييفيتش بافلوف" الذي كان قساً لإحدى القرى .

تعلم إيفان بافلوف القراءة في السابعة من عمره، إلا أنه لم يلتحق بالمدرسة بشكل رسمي إلا في سن الحادية عشرة؛ بسبب تعرضه لإصابات جسيمة من جراء سقوطه من سور مرتفع على رصيف حجري.

أنهى بافلوف الابن تعليمه الأولي في مدرسة الكنيسة في ريازان، ثم التحق بمعهد اللاهوت بها، إلا أنه ترك المعهد سنة 1870 ليلتحق بجامعة سانت بطرسبورغ.

أبدى بافلوف منذ طفولته تفوقًا عقليًا وطاقة غير عادية أطلق عليها هو "غريزة البحث"، وهجر دراسته الدينية متأثرًا بالأفكار التقدمية التي كان ينشرها كل من دميتري بيساريف أبرز نقاد الأدب الروس في ستينيات القرن التاسع عشر وإيفان سيتشينوف (أبي الفسيولوجيا الروسية)، ليكرس حياته للعلم، فالتحق سنة 1870 بقسم الفيزياء والرياضيات بجامعة سان بطرسبرغ الحكومية تمهيدًا لدراسة العلوم الطبيعية

في عامه الجامعي الرابع فاز بحثه الأول عن الفسيولوجيا العصبية للبنكرياس بجائزة جامعية رفيعة. وفي سنة 1875 أنهى بافلوف دراسته بتفوق كبير في مجال العلوم الطبيعية، لكنه كان مدفوعاً بشغف كبير بعلم وظائف الأعضاء، فالتحق بالأكاديمية الطبية الجراحية ، حيث حصل على درجة الدكتوراه سنة 1878، ثم حصل على ميدالية ذهبية سنة 1879 تقديراً لتفوقه. وبعد امتحان تنافسي نجح بافلوف في الفوز بزمالة في الأكاديمية، وهو ما مكنه  من مواصلة أعماله البحثية. وفي سنة 1883 قدم بافلوف أطروحته للدكتوراه، وكانت عن أعصاب القلب.

كان أستاذاً ورئيس قسم الفيسويولوجيا بالأكاديمية الطبية العسكرية حتّى عام 1924 وعضواً في أكاديميّة العلوم ابتداء من سنة 1907، وهو مؤسّس الدّراسات التجريبيّة الموضوعيّة للنشاط العصبي الأعلى (أي السلوك) عند الحيوانات والإنسان، مستخدماً منهج المنعكسات الشرطيّة واللاّشرطيّة.

طوّر تعاليم سيتشينوف "مؤسّس علم النفس المادّي في روسيا"عن الطبيعة الانعكاسيّة للنشاط العقلي وقد تمكّن بافلوف بمنهج الانعكاسات الشرطيّة من اكتشاف القوانين والآليات الأساسيّة لنشاط الدّماغ. وأدّت دراسة بافلوف لفيزيولوجيا عمليّة الهضم إلى فكرته القائلة بأنّ منهج الانعكاسات الشرطيّة يمكن أن يستخدم لبحث السلوك والنشاط العقلي للحيوانات. وقد أفادت ظاهرة «إفراز اللّعاب نفسيّاً»، والعديد من الأبحاث التجريبيّة كأساس للنتيجة التي توصّل إليها عن الوظيفة الإشاريّة للنشاط النفسي ولتوضيح تعاليمه عن النظامين الإشاريين. ويوفّر مذهب بافلوف ككلّ الأساس العلمي الطبيعي لعلم النفس المادّي.

كانت وفاة إيفان بافلوف في عام 1936 بسبب إصابتة بالإلتهاب الرئوي الحاد, لكن حتى وفاته لم يتركها دون أي بحوث أو دراسات حيث أنه طلب من أحد تلاميذه أن يقوم بمراقبة كل اللحظات الأخيرة لإيفان بافلوف وتدوينها.

ومن أجل تكريم إيفان بافلوف أقيم له جنازة مهيبة وخاصة, وتم تحويل المعمل الخاص بإيفان بافلوف إلى متحف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى